المغرب يعترف باستقلال أمريكا يومين بعد إعلانه

ويوقع أقدم اتفاقية للسلم والصداقة المستمرة والدائمة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية 
العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة علاقة تاريخية تمتد قرونا من الزمن وهناك بروتوكولات صداقة يعود عهدها إلى أول بروتوكول وقع في عام 1787 ولا يزال نافذا وخلفته بروتوكولات عديدة.ومنذ ذلك الحين،أي قبل قرنين،ظل المغرب والولايات المتحدة شريكين في عدة قضايا ومشاكل ضمن إطار التعاطي والحوار المباشر وكذلك في إطار العمل على تأسيس مبادئ السيادة والتقيد بالشرعية الدولية وبالتسوية السلمية للصراعات ضمن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفي إطار احترام حقوق الإنسان. 
وفي سياق أخر،أكد رئيس المعهد العربي الأمريكي الدكتور جيمس زغبي إن الجالية المغربية،تعد “إحدى الجاليات الأكثر دينامية” في الولايات المتحدة،التي دعمت ترشيح باراك أوباما للانتخابات الرئاسية الأمريكية.وقال زغبي،خلال حفل نظم بأحد فنادق العاصمة الفيدرالية الأمريكية،أنه “إذا كانت هناك جالية معروفة بنشاطها وتعبئتها من أجل جعل هذا الحلم (انتخاب أوباما) حقيقة،فإنها الجالية المغربية التي ما فتئ عدد أفرادها يتزايد مع مرور السنوات،لتصبح واحدة من أهم الجاليات الأجنبية في الولايات المتحدة”.وفي هذا الصدد،استحضر رئيس المعهد العربي الأمريكي نماذج “لتجارب ناجحة” لأفراد من الجالية المغربية حققوا نجاحات في مجالات مختلفة،وتميزوا باندماجهم التام داخل المجتمع الأمريكي،مع بقاءهم فخورين بأصلهم وهويتهم،وبلدهم المعتدل والمتسامح. 
 
إعداد : عبد الرحيم باريج/منير حموتي 
 
وقوف المغرب مع أمريكا في حروبها الأهلية ووحدتها الترابية 
  العلاقات المغربية الأمريكية ممتدة في عمق التاريخ،إذ ظلت معاهدة السلام والصداقة الموقعة سنة 1787 سارية المفعول إلى يومنا حتى مع هفوات بعض الساسة الأمريكيين والتي سرعان ما يتم التراجع عنها بعد اتضاح الرؤيا لدى القادة الأمريكيين العارفين بتجذر علاقات الصداقة الدائمة التي تجمع بين الشعبين المغربي والأمريكي. 
وبالرجوع إلى الكتب التاريخية والتقارير الديبلوماسية يتّضح أنه كانت علاقة بين البلدين منذ أمد بعيد،وظلت هذه العلاقة قائمة رغم الاضطرابات التي طبعت القرن 19،علماً أن المغرب وقف إلى جانب أمريكا في حروبها الأهلية وبجانب وحدتها الترابية،وكان أول دولة بادرت إلى الاعتراف بأمريكا بعد استقلالها سنة 1776 عقب الست سنوات ضد بريطانيا.وقديماً كانت العلاقة بين البلدين تتم عبر وساطة الدول المتحكمة في مصير أمريكا مثل فرنسا وانجلترا واسبانيا والبرتغال وألمانيا. 
وتحدث محمد بن عثمان،سفير السلطان سيدي محمد بن عبد الله عن أحداث سنة 1776 التي صادفت بداية الحرب بين أمريكا وانجلترا.وأبرم السلطان محمد الثالث أوّل معاهدة صداقة وملاحة وتجارة مع أمريكا سنة 1786،وكان الطاهر فنيش هو الذي وقع مع توماس بركلي هذه المعاهدة.إلا أن هذه المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ إلا عندما فتحت أمريكا قنصليتها بطنجة سنة 1797.وتعتبر هذه المعاهدة،التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي يوم 18 يوليوز 1787 أقدم اتفاقية للسلم والصداقة المستمرة والدائمة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.ويُعتبر جورج واشنطن ومحمد بن عبد الله أصحاب الفضل في وضع اللبنة الأولى لصداقة البلدين.وفي سنة 1834 قدم السلطان عبد الرحمن هدية للرئيس الأمريكي،وهي عبارة عن أسد من الأطلس.كما عقد السلطان عبد الرحمن معاهدة أمان الملاحة وتنظيم التجارة والدفاع المشترك وتبادل الأسرى مدتها نصف قرن (50 سنة) مع أمريكا.وفي سنة 1855 رغبت أمريكا في انضمام المغرب إلى الحلف الروسي الأمريكي ضد تركيا مقابل استرجاع سبتة ومليلية المحتلتين،إلاّ أن المغرب كان متضامناً آنذاك مع العثمانيين.وفي سنة 1943 انعقد مؤتمر أنفا التاريخي (بالدارالبيضاء ـ المغرب) وجمع بين ممثلي الحلفاء في الحرب العالمية الثانية،إذ إلتقى روزفيلت وتشيرشل لإجراء محادثات.وعلى هامش هذا المؤتمر تباحث الملك محمد الخامس طيب الله ثراه والرئيس روزفيلت حول مستقبل المغرب. وفي سنة 1944 أرسل المغرب وثيقة المطالبة بالإستقلال للولايات المتحدة الأمريكية قصد الإخبار والإطلاع.ومع حلول خمسينات القرن الماضي،في سنة 1956 كان ايزنهاور أوّل رئيس دولة يعين سفيرا له بالمغرب،وبذلك كانت أمريكا أوّل دولة اعترفت عملياً بالمغرب المستقل. وفي 25 نونبر1957 قام الملك محمد الخامس قدس الله روحه بزيارة رسمية إلى أمريكا. وبعد زيارة الرئيس ايزنهاور للمغرب في غضون شهر دجنبر من سنة 1959،صدر تصريح مشترك أكّد على إجلاء القواعد الأمريكية من المغرب وسحب القوّات الأمريكية قبل متم سنة 1963. 
مصطفى الزموري”إستيبانيكو”نموذج “العبقرية المغربية”بأمريكا 
يجسد مسار حياة مصطفى الزموري،المزداد حوالي سنة 1503 بأزمور،عندما كان هذا الجزء من المغرب لا يزال قابعا تحت الاحتلال البرتغالي،والمتوفي بولاية تكساس سنة 1539،وجها آخر ظل غائبا عن كتب التأريخ للعلاقات المغربية-الأمريكية في امتدادها المتوغل في عمق التاريخ. 
واجه مصطفى الزموري،المعروف باسم “إستيبانيكو”،حياة الرق حين شاءت الأقدار أن يباع لأحد النبلاء الإسبان الذي اصطحبه في رحلة بحرية كانت تهدف إلى احتلال فلوريدا،في محاولة باءت بالفشل وأجبرت هذا الشاب المغربي على قضاء بقية حياته بولاية تكساس. 
فمن خلال قراءة توخت الاستنباط المنطقي،تم التشكيك في أن يكون مسار حياة مصطفى الزموري حالة فريدة أو استثنائية خلال هذه الحقبة التاريخية،حيث كان عدد مهم من أبناء شبه الجزيرة الإيبيرية (منطلق الرحلات البحرية نحو مختلف البقاع وخاصة العالم الجديد) من ذوي أصول مغربية،بالرغم من سقوط غرناطة. 
وانطلاقا من هذه الملاحظة،كان التساؤل حول إن كان من المنطقي أن لا يتمكن جزء من هذه الساكنة، التي يحتكم جزء كبير من أفرادها إلى ثقافة ومهارة بحرية مشهود لهم بها،في إيجاد طريقه بيسر إلى العالم الجديد،في وقت كان فيه كريستوفر كولومبوس يبحث عن ذوي المهارات البحرية لمساعدته على تجاوز ما كانت تقدمه خرائط العالم الأكثر تحيينا آنذاك.وقد كان ل”المورو”،كما تشهد على ذلك كتب التاريخ،مهارة عالية في استعمال الأسطرلاب وقراءة الخرائط والتحكم في طرق الإبحار في أعالي البحار مستعينين بالنجوم إلى جانب أدوات ووسائل الإبحار الأكثر تقدما آنذاك. 
وتساءل العديد من الباحثين إن كان من المعقول أن لا تكون هذه الشعوب ضمن التدفقات الأولى للهجرة نحو العالم الجديد،حاثين المؤرخين في هذا السياق على القيام بتسليط الضوء على هذا الجزء من تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية وجعله ميسرا ومعروفا لدى العموم.وشددوا على أن يتضمن مشروعا تأريخيا من هذا النوع مساهمة مختلف الفئات العمرية للمهاجرين المغاربة في جميع مناحي الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية،وذلك من خلال تسليط الضوء على نجاح عدد من المغاربة،الذين يوجد من بينهم اليوم باحثون بوكالة الأبحاث الفضائية الأمريكية وبالمختبر الوطني بلاس آلامو،وكذا بوول استريت وبالعديد من المقاولات الأمريكية ذات الصيت الدولي.وأكدوا على أن الانخراط في مجالات البحث التاريخي هاته من شأنها أن تساعد أكثر من 200 ألف مغربي مقيم بالولايات المتحدة على معرفة هذه الحقبة التاريخية من أجل التوجه بشكل أفضل نحو المستقبل والانخراط في الحلم الأمريكي مع بقائهم أوفياء للتراث المغربي.واعتبروا أنه بفضل غنى وتنوع الثقافة المغربية، فإن “العبقرية المغربية” قادرة على الانخراط بل وتحقيق الإضافة النوعية ضمن العصب الإنتاجي والإبداعي الأمريكي وثقافته الشعبية،خاصة من خلال إدخال منتوجات مغربية إلى السوق الأمريكي،يكون لفرادتها وتميزها أن تحفر وجودها داخل ذاكرة المعيش اليومي الأمريكي،إلى جانب رموز ك”ماكدونالدز” ومنتجات هوليود.وأشاروا إلى أنه بمقدور العبقرية المغربية أن تترك بصمتها في السوق والثقافة الأمريكيتين بالنظر للجاذبية التي يتمتع بها المغرب في المتخيل والذاكرة الجماعية الأمريكية،منذ اعترافه بجمهورية الولايات المتحدة، مرورا بالمكانة التي تحظى بها مدن كالدار البيضاء في المخيلة الفنية الأمريكية بفضل الفيلم الذي حمل اسم المدينة،وأيضا مدينة طنجة التي تحتضن الممثلية الأمريكية،التراث الأمريكي الوحيد خارج تراب الولايات المتحدة وكذا مدينة الصويرة التي خلدها أورسين ويلز من خلال تقمصه لدور أوطيلو.وأن “الثقافة المغربية مؤهلة بشكل طبيعي لتنخرط ضمن التيار الأمريكي الرئيسي، بفضل الحيوية والتنوع والعمق الثقافي للجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة”. 

تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب في عهد مولاي سليمان 
ومولاي عبد الحفيظ يرسل أول سفارة مغربية إلى أمريكا 
تشير مجموعة من الوثائق أن المغرب ساهم بشكل غير مباشر في الحرب الأهلية الأمريكية (1851-1856)،وفي الحرب الأمريكية الإسبانية في العام 1898،ولعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان شمال إفريقيا،كما ظل المغرب حاضرا في الذاكرة التاريخية الأمريكية بسبب مسألة الرهائن الأمريكيين لدى الريسوني عام 1904. 
لقد كان المغرب حاضرا في العلاقات الأمريكية الأوربية خلال الحرب العالمية الثاني،حيث شكل منطقة إنزال لإحدى أكبر العمليات العسكرية التي قام بها الحلفاء ضد دول المحور والتي سميت بعمليات طورش.والموقف الأمريكي من عقد الحماية على المغرب،ظل ملتزما ومحايدا، بحيث أنها لم تعترف بالحماية الفرنسية على المغرب،ولم توقع أي ميثاق مع فرنسا بشأن المغرب، بالرغم من المحاولات الفرنسية.مما أبقى مسألة الاعتراف الأمريكي الحماية الفرنسية على المغرب موضوعا معلقا حتى حصول المغرب على استقلاله في أواخر عام 1955. 
البدايات الأولى للوجود الأمريكي في حوض البحر الأبيض المتوسط،منذ كانت مستعمرة بريطانية إلى أن عقدت أول اتفاقية مع المغرب في 28 يونيو 1786،ودور السلطان سيدي محمد بن عبد الله في فتح المجال للسفن الأمريكية للرسو بالمراسي على عهد السلطان مولاي سليمان،الذي عرفت مرحلة حكمه تعيين أول قنصل أمريكي بالمغرب، لتشهد العلاقات المغربية الأمريكية توترا بسب الحرب الليبية الأمريكية ما بين 1801-1805.ثم العلاقات الأمريكية مع باقي بلدان شمال إفريقيا،خصوصا وأن علاقاتها مع تلك البلدان قد شهدت توترا بعد التهديد الأمريكي لتونس والجزائر وحصار ليبيا،أمر دفع بالمغرب إلى التضامن مع الليبيين،ودخل حينها المغرب في صراع واصطدام مع الولايات المتحدة الأمريكية،بعد أن أظهرت السياسة الأمريكية بالبحر الأبيض المتوسط مدى رغبتها في السيطرة على هذا الحوض..كالتخطيط الأمريكي لغزو تونس،حصار ليبيا وتنظيم حملة برية على مصر،تشكيل حلف مع الدول الأوربية،في إطار التنسيق الأمريكي الأوربي،مما أفضى إلى ضرب الجزائر وإنهاء القرصنة في حوض البحر الأبيض المتوسط في العام 1816. 
ومن خصوصيات ومميزات الحضور المغربي في السياسة الخارجية الأمريكية في الربع الأول من القرن التاسع عشر،تطبيق بالمغرب أول مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية المتمثل في مبدأ مونرو،في وقت عرفت فيه المغرب تكالب القوى الأجنبية عليه،مما جعل الدور الأمريكي خلال تلك المرحلة سلبيا،بالرغم من اتفاقية الصداقة المبرمة بين البلدين،على العكس من ذلك فإن موقف المغرب كان إيجابيا في مختلف القضايا التي كانت تهم الولايات المتحدة الأمريكية،خصوصا اسر كل سفن الكنفدراليين الأمريكيين،الذين كانت سفنهم ترسو بالموانئ المغربية. 
شكلت مسألة الحماية القنصلية والمشاكل المترتبة عنها بعد مؤتمر مدريد،وتورط قناصل أمريكيين في تلبس العديد من المغاربة بالحماية الأمريكية،كاتصال بعض الأمريكيين بالسلطان مولاي عبد العزيز لإقامة مشاريع اقتصادية بالمغرب،فضلا عن الصراع الأمريكي الإسباني بالمغرب ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب للمشاركة في المعرض الدولي بسان لوي.و العلاقات المغربية الأمريكية بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء،خصوصا في مرحلة السلطان مولاي عبد الحفيظ،الذي عرفت فترة حكمه بإرسال أول سفارة مغربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. 
وهناك إشكالية معرفية حول عدم استفادة المغرب من علاقاته الخارجية،خصوصا ضمن علاقته الأمريكية،والذي اعتبر أن المغرب كان أكثر الدول العربية حضورا في التاريخ الأمريكي،وأن استفادته كانت ضئيلة على كل المستويات،ولم ترق إلى الحجم الذي ساهم به المغرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. 
باراك أوباما يصرح في القاهرة “المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي” 
صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما،في أول خطاب له يوجهه إلى العالم العربي والإسلامي،أن المغرب كان أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.وقال الرئيس أوباما،الذي كان يخاطب في 4 يونيو 2009 العالم العربي والإسلامي من جامعة القاهرة،إن “المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلال بلادي”. 
فقد اعترف السلطان سيدي محمد بن عبد الله في 20 فبراير1778 باستقلال الولايات المتحدة،وثماني سنوات بعد ذلك،أي في23 يونيو 1786،وقع البلدان بمدينة مراكش “معاهدة الصداقة،والملاحة والتجارة”.وتجسدت هذه المعاهدة،التي وقعها كل من السلطان سيدي محمد بن عبد الله وقنصل الولايات المتحدة الامريكية في باريس،طوماس باردي سنة1797،حينما تم تنصيب أول قنصل أمريكي في طنجة.وعرفت هذه المعاهدة الأولى تحيينا سنة 1836 في مكناس،في عهد السلطان مولاي عبد الرحمان.وفي نهاية القرن19،أعلنت الولايات المتحدة رسميا وعلى رؤوس الأشهاد،تضامنها مع المغرب في مواجهة الأطماع الإستعمارية لبعض الدول الأوروبية.وقام الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت حينها بالعديد من الخطوات في هذا الاتجاه،حيث رفض الاعتراف بالحماية الفرنسية.وبذلك حافظت الولايات المتحدة على الإمتيازات الخاصة التي كانت تحظى بها بموجب معاهدة 1836 الموقعة مع المغرب. 
وفي سنة1943 انعقد مؤتمر تاريخي في الدار البيضاء (مؤتمر أنفا) الذي جمع الرئيس فرانكلين روزفلت والوزير الأول البريطاني تشرشل والجنرال الفرنسي هنري جيرو وجلالة المغفور له محمد الخامس.وفي سنة1953 أعلنت الولايات المتحدة رسميا من على منبر الأمم المتحدة دعوتها إلى استقلال المغرب.وأكد سفير الولايات المتحدة كادو لودج حينها أمام منظمة الأمم المتحدة أن “ما نريده هنا،هو الإعراب عن الأمل في أن تتجه كل من فرنسا والمغرب نحو تحقيق تطلعات الشعب المغربي”.وهي التطلعات التي تحققت بالفعل سنة 1955 مع حصول المغرب على الاستقلال. 


المغرب لدى مجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كونسيل) 
كتب بيتر فام،مدير مركز مايكل أنصاري لإفريقيا التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كونسيل)،أن يوم 15 يوليوز 2011 صادف حلول الذكرى ال 225  (سنة 2013 الذكرى 227) لتوقيع معاهدة الصداقة المغربية-الأمريكية التي تعد “أقدم معاهدة من نوعها تبرمها الولايات المتحدة في تاريخها مع بلد أجنبي”.وأشار بيتر فام في مقال نشر بهذه المناسبة على الموقع الإلكتروني ل(أطلانتيك كونسيل) أنه في ” 15 يوليوز 1786 الموافق ل 18 من شهر رمضان 1200 هجرية،استقبل المبعوث الأمريكي توماس باركلي من طرف مخاطبه المغربي الطاهر بن عبد الحق فنيش، الذي سلمه البروتوكول النهائي لمعاهدة السلام والصداقة بين البلدين”. وأوضح كاتب المقال أنه تم في ما بعد توقيع ترجمة معتمدة لبنود تلك الوثيقة من قبل جون أدامس وتوماس جيفيرسون،بصفتهما وزيرين مفوضين،اللذين أصبحا في ما بعد على التوالي الرئيسين الثاني والثالث لجمهورية الولايات المتحدة الأمريكية الفتية.وفي 18 يوليوز 1787 وضع الكونغرس الأمريكي ختمه مصادقا بذلك على المعاهدة المذكورة. وأكد بيتر فام أن “النجاح بعيد المدى للشراكة المغربية-الأمريكية يحمل في طياته دروسا ما تزال صالحة إلى اليوم،في الوقت الذي تسعى واشنطن إلى تمتين الروابط مع البلدان الإفريقية ولاسيما تلك الواقعة على طول الساحل الأطلسي للقارة السمراء”. 
وفي معرض تأكيده على أن المغرب كان أول دولة في العالم تعترف بالجمهورية الأمريكية الفتية في دجنبر 1777،كما أشار إلى ذلك الرئيس باراك أوباما في الخطاب الذي ألقاه بالعاصمة المصرية القاهرة،أشار بيتر فام إلى أن معاهدة السلام والصداقة التي جاءت بعد عشر سنوات تضمنت عددا من المقتضيات،منها إقامة علاقات ديبلوماسية وعدم الاعتداء،وإمكانية ولوج كل دولة إلى أسواق الدولة الأخرى.وذكر فام،من جهة أخرى،بأن المصالح الأمنية ساعدت في تعزيز باقي جوانب المعاهدة،موضحا أنه البند الأخير الذي تم إلحاقه بهذه المعاهدة كان عبارة عن شرط عاد بالنفع على الجمهورية الأمريكية الفتية،في وقت كانت سفنها التجارية هدفا للسفن الحربية الأوروبية.ولاحظ كاتب المقال الذي كتب العديد من المقالات الجيوستراتيجية حول إفريقيا ومنطقة المغرب العربي والساحل،أن “هذه الحماية تطورت على مر القرون،حيث كان المغرب أحد البلدان القلائل من خارج دول حلف شمال الأطلسي التي منحتها الولايات المتحدة صفة حليف رئيسي”.وأوضح أن “التوقيع على معاهدة الصداقة والشراكة هاته الذي مر عليه أزيد من قرنين من الزمن يبرز الرؤية المتبصرة للسلطان محمد الثالث والجهود التي بذلها كل من جورج واشنطن وجيفيرسون وأدامس لإقامة علاقات وثيقة”.وسجل بيتر فام من جهة أخرى أن المغرب يظل بلدا “معتدلا وإصلاحيا” وحليفا رئيسيا للولايات المتحدة بمنطقة المغرب العربي،إضافة إلى كونه إطارا جيوستراتيجيا لواشنطن في العلاقات التي تأمل توثيقها مع بلدان الساحل الأطلسي الإفريقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى