الــجـزائـر: “زْكــارَة فَالـــشَّــعــبْ ” بن صالــح يتــشبــث بانــتخابات 4 جــويـليـة 2019

مـحـمـد ســعــدونــي .

بمجرد أن وطأت قدماه أرض مطار هواري بومدين  بالجزائر العاصمة  على  الساعة الخامسة مساءا من يوم 15 يناير 1992 على متن طائرة قادمة من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ، وبعد غياب دام 28 عاما،   حتى صرح محمد بوضياف  قائلا: «جئتكم اليوم لإنقاذكم وإنقاذ الجزائر، وإني مستعد بكل ما أوتيت من قوة وصلاحية لكي ألغي الفساد وأحارب الرشوة والمحسوبية وأهلها (حكم العصابة )،  وأحقق العدالة الاجتماعية من خلال مساعدتكم ومساندتكم التي هي سرّ وجودي بينكم اليوم وغايتي التي تمنيّتها «.

لكن ومع الأسف ، وبعد تنصيبه رئيسا للجزائر، سافر بوضياف إلى العاصمة المغربية الرباط ،  في زيارة خاصة لعائلته، التي كانت تقيم بالقنيطرة  آنذاك والتقى بالملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، ووعده بوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية  ، كل ذلك كان رغم تحذيرات الملك الراحل بأن ” كبرانات فرنسا  لن يسمحوا ولن يغفروا له مثل هذه المواقف، الشيء الذي أدى بالفعل  إلى اغتياله بالفعل من طرف ضابط ملازم أول (مبارك بومعراف)، وهو أحد عناصر القوات الخاصة الجزائرية  بعد عودته من العاصمة الرباط  أثناء إلقائه خطابا بالمركز الثقافي بمدينة عنابة الجزائرية  يوم التاسع والعشرين من يونيو1992.

وبعد هذا الانقلاب العسكري،  فكر  جنرالات الجيش والمخابرات القمعيون والجلادون  في البحث عن  وسيلة لتهدئة ” الـخــاوة ” الساخطين بعد  إيقاف المسار الانتخابي من جهة،  والمطالبين بإبعاد الجيش من واجهة قيادة الدولة من جهة اخرى. لأن بقاءهم في السلطة  يبقى مرهونا  منذ 1965بخلق حكومات توهم  الشعب الجزائري والرأي العام الخارجي  على أنها مدنية. تفاديا لانتقادات الدول الغربية التي  لم تكن مرتاحة  لوصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الحكم، ومن جهة أخرى حتى لا تتورط  وتـغامر  في دعم دكتاتورية عسكرية أوليغارشية بطريقة مباشرة .

اليوم وفي خضم هذا الحراك وهذه الهَـبـّةِ منذ 22 فبراير 2019، وبعد  مسيرات من الجمعات 12، ما زال الرئيس بن صالح المعين من طرف القايد صالح يمني الخاوة بانتخابات نزيهة يوم 4 يوليوز 2019، وكأنه لم يسمع أو يرى عبر الشاشات تلك الشعارات المرفوعة ضده من 12 جمعة  أن مصير كل جائر حكم  ويحكم الجزائر بأسلوب بنعلي و القذافي وبشار الأسد …   أن  مآلهم السجن ومزبلة التاريخ ، والنتيجة  أن جنرالات جزائريين ورؤساء أحزاب ووزراء حاليين وسابقين أصبحوا مبشرين بالسجن ، وهكذا أصبح  كل ديكتاتور عربي متوجس من شعبه   لا ينام إلا وهو متحصن بدبابة ..

اليوم  في الجزائر تعالت  الأصوات المنددة باستفزازات الرئيس المعين بن صالح ، والمحذرة  من الوقوع في الفوضى التي يسعى القايد صالح وعصابته  جر  الخاوة إليها بإثارة النعرات العنصرية والإثنية لإخماد نار الحراك أو الثورة العارمة  عندما اتحد الخاوة واحتلوا كل شوارع البلاد ، رفعوا خلالها الشعارات و الخطابات المؤثرة و الممزوجة بالكثير بالأمل  و بالأسى و الأسف على الأحوال المزرية للبلاد والعباد، واكبتها تحذيرات من المعارضة الحقة ومن الجيش الحر و القوى الوطنية الحية لدعم   الحراك الذي لم يعد خفيا في دوائر السلطة ، بعد المعركة الطاحنة التي تصدت  للعهدة الخامسة ، والتي كانت متبوعة بمحاولات  تصحيحية ومدوية  أزاحت  بوتفليقة من قصر المرادية ، بوتفليقة الذي لم يأخذ بمحمل  الجد  نصائح الأجيال الجديدة  و العبرة  من دروس  الماضي المرير، وقالت بصوت مرتفع : لا لولاء لبوتفليقة بعد اليوم ، ولا للقايد صالح  و لا لتوفيق مدين ولا لطرقاق ، ولا لعصابة التهريج والتشويش والحكرة  (أحمد أويحي – ولد عباس – ع. مساهل – والعبيط سلال … ولا لحكم العسكر و لا للطائفية ولا للإسلاميين المتطرفين .

  • يـتـبـع-

ملاحظة : مقالات الرأي تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى