GIL24-TV مليارات الدراهم في ملاعب الشرق: طفرة البنية التحتية أم فشل الحكامة؟ (نظام رياضي مهدد)

يغوص هذا النقاش التحليلي، المعتمد على مادة هيئة تحرير “جيل 24″، في المفارقة العميقة التي يعيشها القطاع الرياضي بجهة الشرق المغربية: استثمارات هائلة بالملايير في البنية التحتية (ملاعب وقاعات رياضية جديدة) مقابل أزمة هيكلية عميقة في التسيير والحكامة.
نقاط محورية في النقاش:
1. الاستثمار غير المسبوق في البنية التحتية:
◦ تشهد المنطقة طفرة تاريخية وغير مسبوقة في المنشآت الرياضية، مدفوعة بإرادة سياسية واضحة لـتأهيل المنطقة.
◦ المشروع الرمز لهذه الطفرة هو الملعب الكبير الجديد في الناظور، الذي تجاوزت تكلفته 500 مليون درهم، وبطاقته الاستيعابية 20 ألف مقعد، ومصمم بمعايير الفيفا.
◦ هذا الاستثمار يدخل ضمن رؤية وطنية كبرى، خاصة مع الاستعدادات لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
◦ الاستثمارات شملت اللامركزية، ووصلت إلى منشآت في كرسيف، الدريوش، وجرادة.
2. أزمة الحكامة وسوء التسيير:
◦ يُطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه الاستثمارات مجرد “حجر” محكوم عليه بالفشل بسبب سوء التسيير.
◦ تتمثل الأزمة في سوء التوزيع الفاضح للدعم العمومي، الذي يذهب أحياناً لمصالح شخصية أو لضمان الولاء لسياسات المكاتب المسيرة، مع إقصاء الأصوات المعارضة.
◦ هناك وضعية هشة للرياضيين والمدربين، حيث لا يتم احترام القانون 09-39 المنظم للعقود، مما يجعلها “صورية أو منعدمة” ويعرض الشباب للابتزاز وضياع الحقوق.
◦ أشار التقرير إلى غياب تام للمؤشرات والبيانات العلمية اللازمة لتتبع أعداد الممارسين ونسبة مشاركة النساء.
3. تحديات التمويل ومثال الناظور:
◦ كشف النقاش عن معلومة مقلقة تتعلق بالتمويل، حيث التزم مجلس جهة الشرق بمساهمة قدرها 100 مليون درهم في مشروع ملعب الناظور، لكن هذا المبلغ لم يُبرمج في ميزانية 2025 وتم تأجيل أدائه لعامي 2026 و 2027، مما يطرح إشكالاً حول قدرة المنظومة على التسيير المالي.
4. الخطر والنتيجة المتوقعة:
◦ يُحذر المحاورون من أن الخطر الأكبر هو أن هذه الملايير ستُهدر، وقد تتحول المنشآت الجديدة إلى “أصول غير مستغلة” أو “بنايات فخمة ولكن مهجورة” إذا لم يتم إصلاح نظام الحكامة بالتوازي.
◦ تتم الإشارة إلى أن النجاح المستدام يتطلب الاستثمار في البشر وبناء أنظمة قوية وشفافة أولاً، على غرار نموذج جهة سوس ماسة.
5. دور المجتمع المدني:
◦ تُبرز الجمعيات العاملة مثل “رياضة وصداقة لجهة الشرق” دورها كـ “مركز تفكير” (Think Tank) من خلال تنظيم ندوات استراتيجية.
◦ يُوصى بضرورة انتقال هذه الجمعيات من دور المفكر إلى دور “المراقب العلمي” أو “الواتش دوغ” (Watchdog)، للضغط من أجل إنشاء مرصد للشفافية وتتبع الدعم العمومي وحماية حقوق الرياضيين.
يشكل هذا التوازن الصعب بين “قفزة نوعية في البناء” و “أزمة تسيير حادة” التحدي الأكبر الذي يواجه مستقبل الرياضة في جهة الشرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!