GIL24-TV كلمة رئيس الفرع الشرق لل FMEJ في ملتقى الشباب … قادة الغد بين المشاركة الفعالة والتنمية المستدامة

كلمة رئيس فرع جهة الشرق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف
في الملتقى الشبابي الأول :”قادة الغد.. من أجل مشاركة فعالة وتنمية مستدامة”

أيها السيدات والسادة
الفيدرالية المغربية لناشري الصحف FMEJ ، هي هيئة تم تأسيسها سنة 2002 بالدار البيضاء، كجمعية خاصة بالمقاولات الصحفية غير الرسمية.
وهي تتألف من اعضاء عاملين، واعضاء منتسبين، وتمنح صفة العضو الكامل لكل مقاولة او ناشر او مدير نشر يصدر جريدة مغربية الكترونية او ورقية ذات طابع إخباري عام او إخبارية متخصصة، وتصدر بانتضام فوق تراب المملكة المغربية منذ ما لا يقل عن سنتين أو أن يكون مديرها حاملا للبطاقة الوطنية المهنية لأكثر من 5 سنوات.
وبعد انتشار الصحافة الالكترونية المتزامنة مع توسع المعرفة الرقمية، عمدت الفيدرالية سنة 2021 الى توسيع رقعة اعضائها لتشمل، والاصح لتحتضن، المقاولات الناشئة وذلك عبر تأسيس فروع جهوية . والآن هي تضم حوالي 350 مقاولة صحفية عبر التراب الوطني بين منتسبة وعاملة، منها 20 بجهة الشرق.
وتُفقد العضوية في حالة الاخلال بالقانون الاساسي او في حالة عدم التقيد بقرارات الفيدرالية او ميثاق اخلاقيات المهنة للمجلس الوطني للصحافة، او في حالة الانقطاع عن تسديد واجب الانخراط… وفي كل الاحوال يتخذ هذا القرار باغلبية المكتب التنفيذي.
السيد العامل أيها الحضور الكريم، اود هنا أن اقف عند سؤال : لماذا مشاركة الفيدرالية في ملتقى شبابي يتمحور حول “قادة الغد”.
“قادة الغد” هو مصطلح يشير إلى الجيل الصاعد من القادة الذين سيشكلون مستقبل مجتمعاتنا ودولنا. هم الشباب الموهوبون والطموحون الذين يمتلكون الرؤية والإبداع والقدرة على تحقيق التغيير الإيجابي.
تكوين قادة الغد هو استثمار استراتيجي في مستقبل أي مجتمع أو دولة. فالقادة هم المحرك الأساسي للتغيير والتطور، وهم الذين يوجهون مسار الأمم والشعوب. ولذلك، فإن دعم وتشجيع الشباب على تطوير قدراتهم القيادية هو واجب وطني.
لكن كيف سيتفاعل قادة الغد ووسائل الإعلام وما مدى تأثيرهم على بعضهم البعض. دعوني أبدأ بتقسيم العناصر الرئيسية هنا. قادة المستقبل – كيف سيكونون؟ ربما سيكونون أكثر دراية بالتكنولوجيا، لأن الأجيال الأصغر سنًا تكبر مع التكنولوجيا… قد يعطون الأولوية لقضايا مختلفة، مثل تغير المناخ أو العدالة الاجتماعية، بالنظر إلى الاتجاهات الحالية… أيضًا، قد تتغير أنماط القيادة؛ ربما تكون أكثر تعاونًا أو لامركزية، باستخدام منصات رقمية للتواصل مع الناس.
ثم هناك جانب وسائل الإعلام. تتطور وسائل الإعلام بالفعل بسرعة مع وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والرقمنة التي احتلت جميع مناحي التواصل الإنساني. لا تزال وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون موجودة، لكن المنصات الرقمية تهيمن. ربما في المستقبل، ستكون وسائل الإعلام أكثر تخصيصًا، أو تحت إمرة خوارزميات ضخمة… هناك أيضًا قضية المعلومات المضللة وكيفية تعامل وسائل الإعلام معها… قد يكون التحقق من الوقائع الفعلية والمزيفة عملا كبيرا ومضنيا خاصة مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى.
الآن، كيف سيتفاعل هذان الأمران؟ سيحتاج القادة إلى التواصل من خلال قنوات إعلامية مختلفةو قدرتهم على استخدام هذه المنصات بشكل فعال قد تحدد نجاحهم. على سبيل المثال، قد يكون للزعيم الذي يمكنه إنشاء محتوى جذاب على TikTok أو Twitter (أو أي شيء يحل محلهما) تأثير أكبر. وعلى العكس من ذلك، يمكن لوسائل الإعلام تشكيل تصور الجمهور للقادة من خلال التغطية، والتي يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.
زاوية أخرى هي دور وسائل الإعلام في محاسبة القادة. يمكن للصحافة الاستقصائية والصحافة المواطنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير في الوقت الفعلي أن تبقي القادة تحت التدقيق المستمر. ولكن هناك أيضًا خطر التلاعب بوسائل الإعلام من قبل القادة، باستخدام الدعاية أو التحكم في الروايات من خلال وسائل الإعلام المملوكة للدولة أو روبوتات وسائل التواصل الاجتماعي.
الأخلاق هي اعتبار آخر. يتحمل كل من القادة ووسائل الإعلام مسؤوليات أخلاقية. قد يحتاج القادة إلى أن يكونوا شفافين أكثر، لأن خطر الاختراقات الرقمية والفضح ستكون عملة جاري بها العمل…. في حين يجب أن تسعى وسائل الإعلام إلى الدقة والإنصاف. ومع ذلك، قد يصبح الخط الفاصل بين المعلومات والترفيه أكثر ضبابية، مما يؤثر على كيفية تقديم القادة لأنفسهم وكيفية تغطية وسائل الإعلام لهم.
العولمة ستلعب دوراً أيضاً. فقد يضطر القادة إلى معالجة القضايا الدولية بشكل أكبر، ويمكن لوسائل الإعلام أن تربط بين الجماهير العالمية، مما يجعل تصرفات القادة أكثر وضوحاً في جميع أنحاء العالم.
لا يمكن تجاهل تأثير التكنولوجيا. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد القادة في تحليل البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة، وقد تستخدم وسائل الإعلام الذكاء الاصطناعي لتخصيص موجزات الأخبار.
سوف يكون التعليم ومحو الأمية الإعلامية مهمين. قد يحتاج القادة في المستقبل إلى تعزيز التفكير النقدي حتى يتمكن الناس من تمييز الأخبار ذات المصداقية.
تشمل التحديات المحتملة سرعة انتشار المعلومات. قد يضطر القادة إلى الاستجابة بسرعة للأحداث التي تضخمها وسائل الإعلام، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة. يمكن أن يؤدي التضليل إلى تقويض الثقة في كل من القادة ووسائل الإعلام.
هناك أيضاً تحدي الخصوصية مقابل الشفافية؛ قد تكون حياة القادة أكثر عرضة للخطر، مما يؤثر على قدرتهم على الحكم.
كما قد نحتاج الى تحسين مشاركة المواطنين من خلال وسائل الإعلام التفاعلية، مما يسمح للقادة بتلقي ردود الفعل في الوقت الحقيقي
باختصار، ستكون العلاقة بين القادة في المستقبل ووسائل الإعلام ديناميكية، وتتأثر بالتقدم التكنولوجي، والاعتبارات الأخلاقية، والتغيرات المجتمعية. ويتعين على القادة أن يتحركوا في مشهد إعلامي معقد للتواصل بشكل فعال، والحفاظ على الثقة، ومعالجة التحديات العالمية، في حين يتعين على وسائل الإعلام أن توازن بين الحاجة إلى السرعة والمشاركة والدقة والمسؤولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى