لم يهزمنا الآخر لقوته بل لاننا نحن أضعفنا بعضنا البعض

كمال الهشومي

الاتحاد الاشتراكي حزب جماهيري، خبر مناضلوه ومناضلاته المحن و المعاناة نصرة للفكرة الاتحادية القائمة على نصرة قضايا الجماهير من عدالة، مساواة وديمقراطية،  عبر مختلف الطرق والوسائل،  تارة بالمعارضة الجذرية وعدم الاعتراف بذلك الآخر الذي كان يظهر للحزب آنذاك ان زواله هو الحل، أو بمشاركته ومحاولة التأثير على قراراته من الداخل وهو ما اصطلح عليه باستراتيجية النضال الديمقراطي وهي السائدة والمتبعة إلى اليوم

لكن دائما عمق الاختيار والقرار يأتي من أجهزة الحزب أكان خيارًا  معارضًا أم مدعمًا.

مناسبة هذا الحديث اليوم هو حينما فوض المجلس الوطني للمكتب السياسي للتفاوض من اجل المشاركة في حكومة بنكيران/العثماني على أساس البرنامج الحكومي مع النزوح إلى المشاركة الفعلية في الحكومة، وبعيدا عن الاصطفاف في المعارضة، أو من خلال تفويض المكتب السياسي للكاتب الأول ورئيس المجلس الوطني من اجل متابعة مقترحات التعديل الحكومي لحكومة العثماني بعد خطاب العرش لعاهل البلاد، دون وضع إمكانية الانزياح نحو المعارضة كخيار محتمل، ومع التأكيد على النجاعة والكفاءة من خلال التقليص والحرص على تجميع اقطاب فاعلة وان يكون التعديل شاملًا 

فأن يكون هناك اختلاف على مستوى طبيعة التعديل والتشكيلة الحكومية الجديدة مسألة طبيعية والحزب يزخر بطاقات هائلة ومتعددة، لكن اعتقد انه يجب مناقشة ذلك باجهزة الحزب وفق منطق الاختلاف نفسه وبناء على معطيات حقيقية وموضوعية ونابعة من المصدر وفي أفق البناء دائما، وبعيدًا عن ردود الفعل وتجريم الآخر وباستحضار كل المعطيات والسياقات واولها طبيعة المؤسسات الدستورية التي نوجد اليوم على رأسها رغم محدودية العدد البرلماني الذي اصبح اليوم وباسم الديمقراطية محددًا أساسيًا في التموقع  والتمثيل المؤسساتي.

نعم للاختلاف البناء المسؤول  الغير الهدام الذي يستحضر مصلحة الحزب والذي تعتبر خدمة الوطن هوية وجوده، ونستحضر دائما مقولة الأخ عبد الواحد الراضي؛”لم يهزمنا الآخر لقوته بل لاننا نحن أضعفنا بعضنا البعض” 

أمامنا مناسبة الاحتفاء بالذكرى 60 لتأسيس الحزب، وفق أفق المصالحة الشاملة، وما اثلج الصدر مجموعة من الزيارات واللقاءات مع قيادات ومناضلين ومناضلات بصم مسارهم التاريخ المشرق للحزب، مصالحة داخلية لكن أيضا مصالحة مع المجتمع المغربي لبعث رسائل الوحدة ومرجعية التشبث 

بقضاياه المصيرية على مختلف الأصعدة.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ينتظره المغاربة بعدما جربوا انواعا وتيارات فكرية على النقيض، لكن يردونه اتحاد قوي ومتماسك، لان قدره من قدر المغاربة التواقون للعدالة الاجتماعية وللتنمية الشاملة ولن يتأتى ذلك الا بالوحدة والتضامن والتعاون.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp