بأي حال عدت يا عيد؟

بقلم الأستاذة وهيبة العطلاتي
أستاذة متضررة من الحركة

بأي حال سيحل الموسم الدراسي 2019/2020 بجهة الشرق ومئات الأساتذة يعيشون احتقانا نفسيا غير مسبوق أساتذة هم فخر الأسرة التعليمية، أساتذة أفنوا ربيع أعمارهم في القرى والبوادي، أساتذة يشتغلون دون كلل أو ملل همهم الوحيد تحقيق النجاح وكسب رهان إيصال نور العلم إلى أبعد نقطة في هذا الوطن الحبيب، أساتذة معاناتهم اليومية مستمرة لسنوات مع التنقل والبعد عن الأبناء، صابرين محتسبين على أمل أن يأتي دورهم في الانتقال إلى مدارس حلموا بها ليل نهار وظلوا يجمعون النقط في الفرعيات والمجموعات المدرسية عسى أن يسمح لهم مجموعهم باختيار مدارس بعينها يكملون بها خريف العمر ويرتاحون من وعثاء التنقل ومعاناة البعد.

هذه السنة وكمثيلاتها من سنوات قد خلت تبددت الأحلام. رضينا بما قسم الله لنا وقلنا لا بأس سيأتي دورنا. إلا أننا تفاجأنا يوم أو يومان بعد صدور نتائج الحركة الانتقالية بأكاديمية جهة الشرق تعلن عن حاجة مديرية وجدة أنجاد إلى ثمانين أستاذ.

صرنا في حالة ذهول تساءلنا: أين كانت هذه المناصب إبان الحركة الانتقالية؟ هل ظهرت هكذا فجأة بين عشية وضحاها؟ أليست مديرية وجدة أنجاد ومديريات الجذب من حق الأساتذة القدامى؟ من المسؤول عن هذا التدبير؟
صرخنا، تظلمنا، طرقنا كل الأبواب، ولكن لا حياة لمن تنادي.

صرخاتنا وتساؤلاتنا لم تجاوز أسماعنا، وأفهامنا عجزت عن استيعاب هذا الواقع المرير.

ثالثة الأثافي ولتكتمل المعاناة وتزداد الجراح عمقا والنار التي بداخلنا توهجا، مديرية وجدة أنجاد ومن خلال بطاقة الرغبات التي سلمت للخريجين الجدد، وعلى خلاف مديريات الوطن والجهة تعلن عن مناصب شاغرة 31 مؤسسة بالبلدية. مؤسسات كانت حلما بالنسبة لنا.

لله درك يا مديرية وجدة أنجاد ألا تخجلك معاناتنا ومعاناة أطفالنا؟

لله درك يا أكاديمية جهة الشرق ألا تملكين صلاحيات لإنصاف أساتذتك الذين قضوا سنين طويلة في بناء الإنسان، بناء الوطن؟ أم أن التدبير الجهوي مجرد حبر على ورق؟

لله درك يا وزارة التربية الوطنية، ألا يعتبر الإجهاز على الحركة الجهوية والحركة المحلية إجهازا على حقوق الشغيلة؟ ألا يستلزم تجميع الحركات في حركة واحدة الإعلان عن جميع المناصب الشاغرة شغورا فعليا إبان الحركة والإعلان الرسمي عنها في كل مديرية؟ أم أن الحق في الحصول على المعلومة والاستحقاق وتكافؤ الفرص مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي؟

مطلبنا واحد وأوحد: المناصب تسند حسب الاستحقاق.
أنصفونا ، أنصفونا ، أنصفونا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp