رســـالــة بــاريــسْ : لــهــذه الأسـبـاب أصـبـح الإســلام مقـدسا فــي الـغـــرب ومــهـانــا فــي الــمغــرب ؟

مــحمــد ســعــدونـــي .

كثر الحديث مؤخرا عن نخبة من مثقفين مغاربة في فرنسا  يتقمصون عباءة الدود والدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف، في مواجهة ما يسمى ب” الاسلاموفوبيا” والتي يروم روادها تشويه الديانة الاسلامية، وإذا كان هؤلاء المثقفين المغاربة على وجه الخصوص قد انكبوا وسخروا فكرهم وأقلامهم للدفاع عن الاسلام في الـغـرب، فربما يكون قد فاتهم أن الديانة الاسلامية في الـمـغــرب أصبحت تتعرض لحملة عشواء وخبيثة من طرف مغاربة ومن نشطاء من دول مجاورة وقريبة منا، في وقت اشتدت موجة الالحاد في الثانويات والجامعات، وسب وشتم الرسول، والردة والتحول إلى المسيحية، بل الأدهى والأمر أن الدين الاسلامي أصبح مضغة عادية في فم بعض أشباه المثقفين والسياسيين وذوي ميول عنصرية وقبلية …

يقول أحد الباحثين إن :” تداعيات إعلامية خلفها مهرجان خاص نظمه إلياس العاماري ، هذا المهرجان فتح أبوابا مرة أخرى أمام نشطاء من نوع خاص منهم الكاتبة التونسية هالة الوردي ، صاحبة الكتابين ” الخلفاء الملعونون، والأيام الأخيرة لمحمد “.

هذه الكاتبة الشاذة عن المألوف والنقد الديني، أُُرْسلت خصيصا إلى طنجة لتشكك في وجود الرسول صل الله عليه وسلم -الأسبوع الصحفي / عدد الأربعاء 31 يوليوز 2019.

يقول مراسل GIL24 الأستاذ عبد الرزاق الأحادي ،من باريس : إن التطاول على الاسلام وعلى الذات الإالاهية والمقدسات الدينية قد بلغ مرحلة خطيرة ، نتيجة الأفكار اليسارية المتطرفة والتي هي من بقايا الماركسية والشيوعية ، وبسبب انتشار الأفكار الدينية الدخليلة على الاسلام ، رغم أن المغاربة معروفون بتمسكهم بالمذهب المالكي الأشعري الوسطي والسمح.

يقول أحد المهتمين بهذا الشأن إنه في ظل انتعاش هذه الشعوذة الثقافية ، أن مهراجانات مشبوهة يقوم بتنظيمها مغاربة بقصد مبيت، هذه المهراجانات هدفها الأساسي خدمة أجندات معينة وهي تشجيع الشذوذ     الثقافي وتسويق أقلية محدودة تملك مقدورات وأموال كثيرة ، والأخطر هو تطاولها على  النظام السياسي وعلى إمارة المؤمنين، وهاهو  مهرجان ” ثـويــزا” على سبيل المثال يدخل في إطار المحاولات اليائسة التي يقوم بها اللوبي المناهض لإمارة المؤمنين ، وهو ما سوف يفتح الأبواب لنشر الاستفزاز الثقافي وإثارة النعرات الطائفية، فَاَلأَوْلى التصدي للانحرافات العقدية وللإسلاموفوبيا في المغرب قبل محاربتها في فرنسا ( عبد الرزاق الأحمادي ).

الغرب أصبح يعرف صحوة دينية عن التحول إلى الإسلام من طرف مفكرين وسياسيين وفلاسفة وعباقرة غربيين، لأنهم توصلوا واقتنعوا – من خلال سفرياتهم أن الإسلام الدين الحق  ، من خلال تتبعهم للأحداث في البلاد الإسلامية خاصة المغرب ، وأن الدين الإسلامي هو الأقرب إلى العقل … العشرات والعشرات من مفكرين وعلماء وباحثين أكادميين أعلنوا بكل شجاعة عن إسلامهم، رغم أن الإنسان الغربي ليس سريع التأثر مثل الإنسان الشرقي الهش التفكير وعقيدته تتزعزع بسرعة كما وقع مع المد الشيعي بعد سقوط صدام حسين، ومع تنظيم داعش الذي عمق من جراح المسلمين في كل مكان، ولأن الغرب لا يتسامح أو يتساهل مع من يحاولوا المساس بالنظام العام وبؤسسات الدولة، فقد أسست وأنشئت وحدات وخلايا ومراكز بحث تهتم بالإسلام وبمعتنقيه الذين أصبحوا الشغل الشاغل للصحافة والإعلام في الغرب، حتى أن الكتب الدينية والإسلامية باتت تحقق أعلى المبيعات في أوروربا وأمريكا …

لكن استمرار الوحدة الدينية وحتى الغير الدينية بين المتدينين وغير المتدينين وبين العرب والأمازيغ هذه اللحمة أصبحت تزعج لوبيات الشعوذة الثقافية والمهربين الدينيين ، وكلما سنحت لهم الفرصة لضرب الإسلام من خلال مهرجانات ولقاءات للنيل من الاسلام، خاصة بالتزامن مع احتفالات وطنية ، بفسح المجال أمام المشككين والطابور الخامس للنيل من وحدة ومقدسات الدولة المغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp