مقتل سائحين مغربيين رميا بالرصاص: يريدون حياة الفتنة والحرب

عبدالمجيد زياش

يتأكد مرة أخرى ، بالقتل الشنيع الذي اعتمده حراس البحرية الجزائرية على قرب من الحدود مع المغرب ،ذهب ضحيته مغربيين بجنسية فرنسية وباقتياد ثالث إلى السجن بمدينة مغنية من بورصاي المتاخمة لمدينة السعيدية المغربية ، بعدما اعتقدوا بانهم لا زالوا في المياه البحرية المغربية وهم على جيتسكي يقضون اوقاتا من فترة عطلتهم الصيفية على سطح مياه بحر جميل، على أن الجيش الجزائري، لا زال وفيا لقناعته الهمجية التي داب عليها في التعامل مع المغاربة على الشريط الحدودي ، بحيث لا يتردد في إطلاق النار والقتل ، وسجله حبلى بعشرات القتلى من المغاربة الذين دفعتهم ظروف العيش والعمل لتجاوز الشريط، لم يعاملوا بانسانية وما تفرضه قواعد حسن الجوار واحترام الأرواح البريئة.

أن ما قام به الجيش الجزائري وقام به يوم الثلاثاء 29 غشت 2023 لا يختلف كثيرا عن ما يختص فيه الجيش الاسرائلي الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في جنين والأراضي المحتلة.

كان من الواجب الإنساني على أفراد البحرية الجزائرية عدم استعمال الذخيرة الحية والقتل كما تفعل الكثير من الأمم الراقية في معاملاتها وحضارتها، سيما وأنهم أجروا حوارا مع هؤلاء المغاربة -الفرنسيين ،تأكدوا منه على أنهم سياح يفضلون الجيتسكي وقد اضلوا الاتجاه فقط والوقت ، وقت بداية ظلام المساء،وليسوا ب “حراكة” أو “مهربي ” مخدرات، وسيعودون إلى السعيدية على التو.

لقد صار النظام العسكري الجزائري، بفاشيستيته ،يشكل خطرا محدقا بالسلم وأمن المنطقة المغاربية وعدوا لوحدة شعوبها وتعاونهم ،برعايته وتنفيذه لقتل المغاربة لأسباب تافهة،وبحرصه على تغذية للحقد والكراهية بين الشعبين المغربي والجزائري ليحلو له استنزاف خيرات الجزائر وصنع الوهم بوجود عدو دائم يتربص بها الدوائر وزعزعتها داخليا .

أن القوى السياسية والمدنية والإعلام النزيه لتقف اليوم لتدين فضاعة وبشاعة هذا الفعل الاجرامي الصهيوني الذي ارتكبته أفراد البحرية الجزائريه وكل من يمدهم بتوجيهات إطلاق النار بهذه السهولة ، ولتدعو مجلس الأمن الدولي فتح تحقيق في ارهاب دولة أرادت دخول نادي البريكس وتعتبر نفسها كبيرة في افريقيا وقائدة في تحررها.

وأن لم تعبر جهات رسمية بعد عن الموقف المغربي ، فلا يخامرنا أدنى شك في ذلك سيكون في الوقت المناسب ، والفضيلة المغربية التي تعتمد الرزانة والرصانة والهدوء كما تعتمد التضامن بين أفراد الشعب المغربي في كل المحن وأمام كل التحديات ، لتجعلنا نتجرع بمرارة ما ألحق باخواننا من إجرام قاتل واعتقال ،ونعبر من جديد عن تضامننا المطلق مع عائلات الضحايا والمطالبة بإطلاق سراح المعتقل في سجون القهر والعذاب الجزائرية ونحمل الدولة الجزائرية مسؤولية ما وقع وما قد يترتب عنه.

اللهم ارحمهم واغفر للضحيتين والهم ذويهم جليل الصبر والسلوان ونكس بالقتلة الجزائريين وأرنا فيهم عدلك عاجلا لا آجلا. لقد أرادوا بنا حياة الفتنة والحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp