من يخشى “التحقيق” في جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ؟

منذ الانتهاء من اجتماع الدورة الثالثة والسبعين الافتراضي لمنظمة الصحة العالمية، الذي شاركت الصين في مشاورته وتم توقيع قراره النهائي من قبل أكثر من 140 دولة عضو، لم تكف أصوات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وقادة دول العالم عن الدعوة الى الاتحاد لمحاربة الوباء … لكن بالمقابل نجد ان بعض السياسيين والاعلاميين لم يكفوا من جانبهم في نشر الشائعات المسمومة، قائلين إن جوهر قرار الدورة هو “التحقيق في الصين ” وأن ” الصين اضطرت التوقيع على القرار.”

قبل الإدلاء بهذه العبارات الغريبة عمدا، يجب عليهم التفكير والإجابة على سؤال: منذ تأسيس الصين الجديدة، هل كانت الصين مجبورة على ابتلاع الفاكهة المريرة التي تضر بمصالحها الوطنية؟

بذلت الصين جميع جهودها لاحتواء كوفيد-19 وحققت نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة، حيث تمت حماية حياة الناس وصحتهم وسلامتهم إلى أقصى حد، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتناسقة.

كما قامت الصين مع بداية ظهور الفيروس بتبادل المعلومات وخبرات حول الوقاية والسيطرة مع العالم، بما في ذلك أولئك الذين هاجموها إلى ما لا نهاية، وعززت بنشاط التعاون الدولي في ظل ظروفها الصعبة للغاية، حيث قدمت المساعدة في حدود قدراتها إلى البلدان المحتاجة.ومنذ فبراير من هذا العام، دعت الصين عددا من خبراء منظمة الصحة العالمية لزيارة ووهان وأماكن أخرى. فكيف في ظل كل هذه الصراحة والشفافية تخاف من هؤلاء السياسيين عديمي الضمير ووسائل الإعلام المطالبين بـ “التحقيق”؟

باعتبارها دولة كبرى، تلتزم الصين بالمبادئ الأساسية في قضية الصواب والخطأ.

والصين لا تخشى “التحقيق” ولكنها تعارض بشدة ” التحقيق المسيس بدوافع خفية”، وغير مقبول في إطار فرضية” افتراض الذنب”، والوصم أولا، ثم فرض التحقيقات من جانب واحد واستبعاد منظمة الصحة العالمية.

وعليه، فإنه يجب على الصين ألا تعارض بحزم مثل هذه “التحقيقات” و “الادعاءات” فحسب، بل تكشف أيضًا عن غرضها الحقيقي في المجتمع الدولي.إن هؤلاء الذين يقولون إن الصين ” أجبرت” على التوقيع على قرار منظمة الصحة العالمية للتحقيق في الصين يكذبون على العالم، لأن القرار لم يستخدم كلمة ” التحقيق ” على الاطلاق، ولم يذكر الصين، لكنه تناول “التقييم” فقط.جاء في قرار اجتماع منظمة الصحة العالمية: “بعد مناقشة مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، سيتم إجراء تقييم محايد مستقل وشامل في أقرب وقت ممكن. ويهدف أيضا إلى مراجعة الدروس المستفادة من الاستجابة الصحية الدولية التي نسقتها منظمة الصحة العالمية خلال جائحة كوفيد-19، بهدف تحسين “القدرات العالمية للوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها”.

علاوة على ذلك، يجب اجراء التقييم بعد أن يتم السيطرة الكلية على هذه الجائحة العالمية، وأن المهمة العاجلة الآن هي توحيد العالم أجمع لمكافحة لوباء.”لا يتطلب قرار منظمة الصحة العالمية “تحقيقًا في الصين” ولا “ادعاءات بالمساءلة”، وهو أمر ليس كما توقعته الشائعات التي تسعى الى استخدام جمعية الصحة العالمية لكسر مؤامرة “الحصار الكبير” و “التفريغ الكبير” ضد الصين. وفي ظل هذا القلق، بدأ انهم منقسمون أيضًا: حيث يظهر بعضهم غاضبًا، ورفضوا ببساطة التوقيع على القرار، ثم هددوا بـ “وقف التمويل” أو حتى “الانسحاب “من منظمة الصحة العالمية. وتغير بعضهم محاولين التخلص من متابعتهم لادعاء “تحقيق مستقل في مصدر الفيروسات الصينية”.

وفي مواجهة شكوك العديد من العلماء في العالم والسياسيين الذين لديهم شعور بالعدالة في بلدهم، هل يجرؤ هؤلاء نشر شائعات على القبول بإجراءات تحقيق شاملة وعادلة وعلمية وشفافة بقيادة منظمة الصحة العالمية؟ 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp