فضيحة تهز أركان المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة

يبدو ان مشاكل المستشفى الجامعي بوجدة لا تنتهي، فقد توصلت الجريدة الى معلومات في غاية الخطورة على رأسها غياب تعقيم الأدوات الطبية، كما يسجل تجاوز مدة صلاحية بعض الأدوية التي كلفت مئات الملايين من السنتيمات في زمن الأزمة والحديث عن الدولة الإجتماعية.
فبعد مرور اكثر من ست سنوات و نصف على افتتاح المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، لا زال هذا الأخير يعاني من ضعف التسيير في بعض المصالح الحساسة، و لا سيما المركب الجراحي المركزي و صيدلية المستشفى، الشيء الذي ينعكس سلبيا على جودة الخدمات الطبية التي طالما انتظرتها ساكنة المنطقة الشرقية.
فالمركب الجراحي للمستشفى الجامعي يعاني من غياب التنظيم و الاحترافية. فرغم ما يتوفر عليه من تجهيزات حديثة و موارد بشرية الا انه لا تحترم فيه ادنى شروط الولوج الى المركبات الجراحية، اضافة الى غياب النظافة.
وأفاد مصدر مطلع من داخل المستشفى الجامعي بوجدة أنه لوحظ في الأيام القليلة الماضية المعاناة المتكررة للمرضى من اهمال داخل قاعات العمليات مما تسبب في اكثر من حادثة وقوع من طاولة العمليات. الا ان الخطير في الأمر هو الظروف المزرية التي يتم فيها تعقيم الادوات التي تستعمل في اجراء العمليات الجراحية. فوحدة التعقيم هي عبارة عن سوق للمهملات تغسل و تلف فيه الادوات الجراحية بطريقة عشواءية، من طرف مجموعة من المستخدمين الذين لا علم لهم بابجديات علم التعقيم. فيؤدي المرضى الثمن غالي، كي تطول معاناتهم نظرا لما يترتب عن هذا من تعفنات و خمج و ربما بتر لاعضاء.
وما زاد الطين بلة هو غياب المضاداة الحيوية لعلاج تلك التعفنات، اضف إلى ذلك غياب القفازات الطبية و محاليل التعقيم الموضعي. فغياب الاساسيات في المستشفى الجامعي هو نتاج ضعف تسيير صيدلية المستشفى. فكيف يعقل أنه خلال الأسبوع الماضي، تم إتلاف مجموعة من الادوية التي تقدر بمئات ملايين السنتيمات في زمن الأزمة والحديث عن مقومات الدولة الإجتماعية حيث تجاوزت مدة صلاحية الاستعمال وكان مالها سلة المهملات، في حين ان المستشفى تغيب فيه الاساسيات من الادوية! والتي يطلب من المرضى اقتناؤها، مما يفتح المجال امام تجارة موازية تمتص دماء المرضى من أقرب المحلات الشبه الطبية التي تربط صاحبها بعلاقة قرابة مع أحد رؤساء مصالح المستشفى الجامعي.
فمن المسؤول عن هذا الاهمال الذي ينزف ميزانية الدولة و يحول دون تمتيع المواطن بحقه في الصحة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى