انسحاب PPS من الحكومة يكشف بؤس المشهد السياسي بالمغرب

عبدالعزيز الداودي

من المؤكد انه لا احد من المهتمين بالشأن السياسي بالمغرب اقتنع بمبررات حزب التقدم والاشتراكية المتضمنة في بلاغه الاخير والقاضية بانسحابه من الحكومة واصطفافه في المعارضة والتي اشار فيها الى انه من بين الاسباب التي دفعته إلى ذلك هو عدم الانسجام بين مكونات الاغلبية الحكومية وكأن عدم الانسجام هذا هو وليد اللحظة وليس له جذوره التاريخية التي تمتد منذ تشكيل ما سمي بحكومة التناوب التي ترأسها الاستاذ عبدالرحمن اليوسفي. والتي كان رفاق علي يعنى ممثلين فيها.

واذا كان صحيحا ما يراج بان بلاغ PPS الاخير صاغه نبيل بنعبدالله ولوحده وان وزير الصحة غاب عن اجتماع المكتب السياسي فهذا ان دل على شيء فانما يدل على أن ازمة التدبير الديمقراطي داخل الكثير من الاحزاب السياسية المغربية اعمق مما نتصور. وان موقف هذه الاحزاب مرتبط اساسا بعدد الحقائب الوزارية الممنوحة له في إطار التعديل الحكومي وحين لا ينال حزب ما حصته من غنيمة توزيع الحقائب يكون له رأي اخر. والغريب أن الكثير من قادة الاحزاب السياسية تمردوا على احزابهم لقاء بقائهم في الحكومة كما حدث لمحمد الوفا الذي اختار الخروج من حزب الاستقلال مقابل استمراره في منصبه كوزير للتعليم ونفس الامر انطبق على وزير سابق كان ينتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .

يستمر اذن العبث وتتسع الهوة بين مطامح الشعب الرامية إلى التقليص من عدد الوزراء وفي حدودها القصوى ترشيدا للنفقات العمومية وسعيا لاعطاء المصداقية للحكومة. وبين نزوات الاحزاب التي لا هم لها سوى الركض وراء المناصب والحقائب وكانها غير ابهة بمحيطها الدولي والمغاربي وما يشهده من تطورات ستكون لها وانعكاساتها وتستوجب اتخاذ التدابير اللازمة والوقائية للحد من تأثيراته وذلك عبر نكران الذات وجعل مصلحة المواطن فوق كل اعتبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى