الـــجـزائـــر تــشــن حـــرب “الــعَـجــائــنْ ” عــلـى الــمـغـرب


مـحـمـد سـعـدونــي.

بعد الاشتباك العسكري، وفي ظل استمرار الحرب الدبلوماسية  بين الجزائر والمغرب، يبدو أن التنافس – هذه المرة –   بين الجارتين انتقل   ليشمل الاقتصاد والتجارة  والأسواق في أفريقيا وأوروبا … فبعدما أصبح المغرب لاعبا قويا في القارة السمراء بعد عودته إلى الاتحاد الأفريقي، أدرك النظام الجزائري أن الاعتماد على النفط والغاز لم يعد يكفي  بعد  الأزمة النفطية والمالية العالمية، وهو المسعى الذي دفع بالجزائر إلى دخول على خط صناعات وأنشطة فلاحية أخرى كانت حكرا على المغرب، بعد الاسمنت والفوسفاط،  هاهي الجزائر تدخل على خط ومنافسة مع المغرب، ويتعلق الأمر هذه المرة بالصناعة الغذائية .

اعتماد الاقتصاد الجزائري بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي لم يمنع الوزير الأول الجزائري  من دعوة بلاده إلى ضرورة التفكير من أجل وضع إستراتيجية ميدانية الاستثمار في قطاعات أخرى ويتعلق الأمر بالاهتمام بالقطاع السياحي وبكل ما يتعلق به من فندقة ومطاعم، فخلال اففتتاحه لمعرض للصناعات الغذائية المعدة للتصدير بالجزائر قال أويحي أن طبق ” الــكُــسـْـــكـُـسْ ” هو  أكلىة مغاربية، كلن بلدا مجاورا ( في إشارة للمغرب) يعتبره خاصا به ومن ثراته المطبخي والسياحي، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا، وهاهي الجزائر تتقدم بملتمس إلى الهيآت المهتمة بالثقافة وثرات الشعوب بالأمم المتحدى لتصنيف طبق ” الكسكس ” كثرات عالمي، لكن الوزير الجزائري لم يحدد هل يتعلق الأمر بالكسكس الحزائري أو بالكسكس المغاربي، ثم أن الوزير الجزائري فاته أن طبق الكسكس في المغرب يعتبر مرادفا للشخصية المغربية وللاقتصاد المغربي خاصة في الجانب السياحي المتطور والمتفوق على القطاع السياحي الجزائري الراكد.

وعلاقة بموضوع الكسكس، فقد أطلقت الجزائر مبادرة لصناعة ماركات من الكسكس المعدة للتصدير حسب  ما جاء في قصاصة إخبارية، ماركة مخصصة للدول الأفريقية، وأخرى لأوروبا، مما يشي أن الجزائر مصممة على منافسة المغرب أقتصاديا وفك الريادة منه  حسب اعتقادهم .

يقول أحد المحللين الإقتصاديين : >>ومجمل القول فإن   الجزائر لم تُحدث آلية تفكير إستراتيجي تتواءم مع متطلبات المرحلة،  وتؤسس لرؤية براغماتية تؤمّن لها ترسيخ أقدامها في القارة، وظل اهتمامها منصبا أكثر على الاتحاد الأفريقي ومن قبله منظمة الوحدة الأفريقية  للتشويش على الحق المغربي في صحرائه المسترجعة ، على حساب بناء علاقات واسعة مع دول المغرب العربي <<، لأن  الاقتصاد وحده ليس هو كل ما يحركالدول المغاربية  للتقارب مع دول العمق الأفريقي؛ فثمة عوامل أخرى تفرض هذا التوجه، وتأتي في طليعتها محاولة تعويض فراغ التكتلات الاقتصادية في شمال أفريقيا، بعد فشل مشروع اتحاد المغرب العربي سواء على المستوى الاقتصادي أو على الصعيد السياسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp