وابل انتقادات لوزيرة السياحة عقب صرفها 400 مليون لفائدة شركتين بغية صياغة مشروع قانون

الحسن زاين

وقعت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، تحت وابل من الانتقادات بسبب إقدامها على صرف ما يناهز 400 مليون سنتيم لفائدة شركتين، إحداهما قريبة جدا من حزب التجمع الوطني للأحرار، في إطار صفقة لصياغة مشروع قانون إطار يخص الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات القليلة الماضية، بتدوينات غاضبة نشرها نشطاء وإعلاميون وخبراء، تستنكر هذه الخطوة التي تنضاف إلى إقدام ذات الوزيرة، قبل أيام قليلة، على استقطاب “المؤثرين” لتسويق برنامج “فرصة” وتخصيص ميزانية ضخمة لهذا الغرض في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المملكة.

واستغرب نشطاء، في منشورات متفرقة، لجوء الوزيرة إلى مكاتب الاستشارة الاستراتيجية southbridge لأحد الأعضاء بحزب التجمع الوطني للأحرار، وafrique advirsors، لصياغة مشروع القانون الإطار عوض تكليف أطر وخبراء القانون المتواجدين بالوزارة بهذه المهمة.

وفي هذا الصدد، كتبت مريم بوتورايت، الصحافية بالإذاعة الوطنية: “نص ساعة وأنا كنشوف فالصورة كنحاول نفهم، ماشي على المبلغ، أبدا! على أنه إذا صح الخبر واش ديك الوزارة خاوية على عروشها لديك الدرجة اللي ما فيهاش خبراء قانونيين اللي يصيغو مشروع قانون؟ طبعا لا، وإلا باش كانت ماشية الوزارة عشرات السنين! إذن ما معمرينش عينين الوزيرة المحترمة مولاة المؤثرين؟ صدقا غاديين فالعبث إذا صح الخبر!”.

وكتبت المحامية نعيمة الكلاف:”حكومة الثأثرين الجدد فضيحة أخرى لوزيرة التبذير و الريع .. وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، مسؤولة التسويق السابقة لإمبراطورية أخنوش “أكوا”، التي أصبحت وزيرة السياحة دون أي تاريخ سياسي و نضالي، يتخيل لها أنها لا تزال تعمل في شركة من شركات سيدها المبجل، توزع في أموال الدولة كيفما تشاء بدون حسيب و لا رقيب”. 

وتابعت: “بعد فضيحة تعاملها مع المؤثرين في إطار غير قانوني لأجل الاستقطاب، و في عز الأزمة حيث ينبغي ترشيد النفقات و العثور على حلول بديلة غير مكلفة، تصرف هذه الوزيرة 4 ملايين درهم من أجل صياغة قانون إطار يخص الاقتصاد الإجتماعي والتضامني، (وا عباد الله صياغة ديال قانون ب 400 مليون سنتيم، انا غادي انحماق)، و ذلك لفائدة مكاتب الاستشارة الاستراتيجية، Southbridge لمالكه حسن بالخياط العضو الخفي في حزب الحمامة، و Afrique Advisors”.

وعلق الصحافي إسماعيل عزام، على الخبر الذي أورده موقع “لوديسك” الثلاثاء: “400 مليون من أجل صياغة نص!!! واخا يكونوا غادي يستاشروا خبراء من الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد”.

وجاء في تدوينة نشرها إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب الموازية: “إن صح الخبر فإنني أقول للسيدة الوزيرة كون غير تواصلتي مع حكومة الشباب الموازية، كون ساهمنا مجانا في صياغة القانون الإطار، من خلال تطوع مجموعة من الشباب الدكاترة والخبراء في مجال القانون الذين يشتغلون بشكل دائم في التأطير والتكوين والبحث العلمي في مختبر حكومة الشباب للدراسات والأبحاث.. على العموم تبقى الدعوة مفتوحة لكم معالي الوزيرة”.

من جانبه، تفاعل الصحافي عبد الله أموش بقوله: “العجب العجاب.. جميع الكليات الجامعية في المغرب تُعلم الطلاب أن إعداد مشاريع القوانين، بما فيهم مشاريع قوانين الإطار، من اختصاص الحكومة، واليوم نسمع عن تكليف وزارة معينة مكتب دراسات قصد إعداد قانون إطار!”.

وفي السياق ذاته، قالت الناشطة الفيسبوكية مايسة سلامة الناجي:” بعد تمرير صفقة 23 مليون درهم لتسويق برنامج فرصة لشركة Tribal DDB التي تكلفت بالحملة الانتخابية للأحرار..”.

وتابعت: “وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي فاطمة الزهراء عمور تمرر صفقة ب3,9 مليون درهم لإعداد مشروع قانون لشركتين إحداها مقربة جدا من حزب التجمع الوطني للأحرار حسب موقع لوديسك”.

واستطردت الناجي: “الوزيرة التي اشتغلت ل20 عام بشركة أكوا تجازي رئيسها السابق الحالي بتمرير الصفقات من المال العام للشركات التابعة له.. مع أن برنامج فرصة لا يحتاج تسويق، ومشاريع القوانين تصاغ باللجان البرلمانية. ووزيرة المالية تطالب الشعب بالتقشف، الشعب الذي توزع عليه قفة رمضان..”.

وختمت الناشطة الفيسبوكية تدوينتها بالقول: “هادشي بزاف. وراه بزاف. وراه بزاااااف”.

وجدير بالذكر أن وزيرة السياحة، أثارت غضب واستياء نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، باستدعائها من يسمون أنفسهم بـ”المؤثرين” لحضور حفل الانطلاقة الرسمية لبرنامج “فرصة”.

و تداول “فيسبوكيون” صورا للوزيرة وهي تقف أمام “المؤثرين” وتدعوهم لإيصال مضامين البرنامج إلى المواطنين، معتبرين أن إقدام الوزيرة على هذه الخطوة أن الوزراء “لا يريدون صحافة تحلل وتنتقد بل يحبدون من يروج لبرامجهم فقط”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp