الڭــراب بوجـدة.. بين شمــوخ الثــراث وإهمال المسؤولين

اليوم الثلاثاء 15 رمضان 1440، المكان: ساحة باب سيدي عبد الوهاب الساعة الواحدة بعد الظهر، الحدث: مجموعة تتكون من حوالي 6 من “الڭرابة” (السقاؤون أو باعة الماء الشروب) منتشرون حول باب سيدي عبد الوهاب وتعب الصيام باد عليهم، خاصة وأن الوقت لا يسمح لهم ببيع ما في قربهم من ماء إلا بعد آذان المغرب، وفي انتظار هذه اللحظة فإنهم يستبدلون مهنتهم باستجداء المارة وطلب الصدقة منهم وحتى لا نقول بصفة متسول مقنع.
وعلاقة بالموضوع ، فقد صرح أحد “الكرابة” لصحيفة جيل 24، أن معاناتهم تزداد يوما عن يوم، وتشتد خاصة في رمضان مما يضطرهم إلى امتهان التسول رغم أنهم يعدون رمزا من رموز الثراث الشعبي ورافدا من روافد انعاش القطاع السياحي وكان إلى وقت قريب يشكل عنصرا مهما ينبغي حضوره في جميع الساحات والأسواق الأسبوعية منها واليومية يتلهف روادها إلى شربة ماء من “الكربة”، كما أن الكراب في المغرب فريد من نوعه من حيث لباسه المتميز بسرواله الأحمر التقليدي والبلغة المتميزة وأيضا الناقوس الصغير وتلك القربة الكبيرة المصنوعة من جلد الماعز والمزينة بالقطع النقدية القديمة ، والقبعة العريضة المزكرشة والمزينة والتي لها علاقة بألوان العلم المغربي.
فقد أصبح “كرابة” باب سيدي عبد الوهاب بوجدة يعانون الاهمال والنسيان واللامبالاة، خاصة من طرف وزارة السياحة، ورغم كونهم مؤطرون في جمعية حقوقية تدافع عنهم وترفع شكاياتهم وانشغالاتهم إلى الجهات المسؤولة والمعنية إلا أنهم مازالو خارج التغطية الاجتماعية والانسانية، :” لقد وجهنا رسالات عدة مرات إلى المصالح المعنية لكن دون جدوى”.
وأضاف ذات المتحدث “لجيل24″، أن “جمعية الكرابة” بوجدة كانت قد راسلت السلطات المحلية في شأنهم من أجل العناية بهم حتى لا يضطرون للتخلي عن هذه المهنة الأصيلة والتاريخية وحتى لا يمدون أيديهم للمارة، لكن شكاياتهم استغلت لأغراض شخصية أخرى في حين ما زالو عرضة للضياع والنسيان والإهمال، فكيف يمكننا أن نتصور شموخ باب سيدي عبد الوهاب وأسواقه الشعبية من دون “الڭــراب”؟؟!!!
محمد سعدوني-أحمد ثابت جيل24

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى