الإعلام الجهوي والتعايش الممكن.

الطيب الشكري.

كنت أعتقد وزملاء لي أن سيف منع حضور الملتقيات وتغطية أشغال الجموعات العامة لبعض الأندية الرياضية قد ولى إلى غير رجعة، لكن ما كنت أجهله وأتوهمه وباقي الزملاء أنه لازالت بيننا عقليات ترفض حضور الصحافة لمثل هذه الملتقيات لكن دون أن تكون لها الجرأة في تبرير منعها هذا لأنها وبكل بساطة تعلم مدى ضعفها وهونها أمام إعلام حر لا يخضع لمنطق التعليمات، الجميع يعلم المعاناة التي تعرض لها الجسم الصحفي بالجهة الشرقية خلال عملية انتخاب رئيس ونواب المجالس المهنية، الجماعية والإقليمية بعدد من الجماعات الترابية، حيث كان منع حضور الصحافة من تغطية أشغال هذه الانتخابات الحدث الأبرز، بل الأكثر من هذا ذهبت بعض المجالس إلى التأكيد خلال مناقشتها للقوانين الداخلية لكل مجلس على حدة على هذا المنع بشكل رسمي والتنصيص عليه، وهو ما أثار حفيظة عدد من الزملاء الذين عبروا عن استنكارهم لهذا الأسلوب الذي لا يتوافق وما يعيشه المغرب من انفتاح وتعددية سياسية وإعلامية كانت ولاتزال وستظل أحب من أحب وكره من كره سلطة رابعة لها مكانتها وقوتها رغم كل ما يحاك ضدها وضد المنتسبين إليها.
وفي الوقت الذي كنا نطمح إلى أن نقطع مع أساليب المنع والتضييق على الجسم الصحفي بجهة الشرق والتجاوب مع الأصوات المطالبة باحترام حق الإعلام في ممارسة دوره ومهمته في اطلاع المواطن على كل الأخبار التي تهمه على اعتبار أن الأمر يتعلق بمؤسسات منتخبة من طرف المواطن وبمؤسسات رسمية وليست ضيعات خاصة، نفاجأ كجسم إعلامي جهوي بمنع حضور الصحافة من تغطية أشغال أحد الأندية الرياضية الكبيرة بالجهة الشرقية واقتصار الحضور على التلفزيون الرسمي، الشيء الذي أثار استهجان العديد من الزملاء الذين عبروا أيضا عن استهجانهم من هذا التعامل الفج دون أن يجدوا له ما يبرره سوى المزيد من التضييق على حرية الصحافة التي ظلت حاضرة بالرغم من المعاناة التي تستهدف وجودها حيث الأمر لم يقتصر على ما هو سياسي ليمتد إلى ما هو رياضي في مشهد غير مألوف بالمرة وربما تتفرد به جهة الشرق دون سواها من الجهات الأخرى والتي يراد للصحافة بها أن تبقى بعيدة عن نبض الشارع، عن كل ما له علاقة مباشرة بالمواطن.
اليوم وبعد كل هذه التراجيديا المضحكة التي لا تخدم بأي حال من الأحوال المسار الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب منذ سنوات والانفتاح على كل مؤسسات الدولة في إطار مقاربة تشاركية مبنية على الإحترام المتبادل نهمس في اذن كل من يريد تهميش الإعلام الجهوي بجهة الشرق أنك أخطأت العنوان وأن صحفيي الجهة الشرقية ومراسليها من مختلف المنابر الورقية والالكترونية ماضون في مسيرتهم في تناغم كامل مع ما يضمنه الدستور المغربي من حق في الوصول إلى المعلومة وفي إحترام تام للميثاق الأخلاقي للصحافة التي نعمل جميعا كل من موقعه على تجويد خدماتها والارتقاء بها إلى ما نطمح إليه في ظل عالم متغير يعتمد الصورة والكلمة في ايصال صوت المواطن في أي مكان من العالم، فرجاءا لا تعملوا على إفساد ما حققه المغرب من طفرة في مجال الصحافة والإعلام بممارسات قطعنا معها منذ سنوات ولا تجعلوا من أسلوب المنع والتضييق على عمل الصحفيين بجهة الشرق ورقة تخرجونها حسب ما يخدم مصالحكم ولا تنسوا أولا وأخيرا أننا شركاء في وطن نعشقه حد الإدمان وشركاء أيضا في جهة عزيزة علينا كانت ولاتزال وستظل في قلوب كل أبناء الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp