بعودة الجنرال المتقاعد نزار… مسارات غامضة لعصابة هدفها “الانقلاب على الحراك الشعبي”

مروان هاشم: مختص في الشؤون المغاربية

في تطور مثير ، و ضمن سياق سياسي مرتبك، ظهر فجأة – سيناريو عودة الجنرال المتقاعد خالد نزار ، في الساحة السياسية للجزائر بعدما استقل طائرة خاصة – رئاسية – قادما اليها من اسبانيا الى مطار بوفريك بالجزائر ، وكأن شيء لم يكن،  حيث تم استقباله رسميا بطريقة عسكرية كما جاء في جريدة – الوطن الناطقة بالفرنسية – و أفادت يومية الوطن ، الخميس الاخير، بأن الجنرال المتقاعد خالد نزار قد مثُل أمام محكمة البليدة العسكرية التي حكمت بإلغاء مذكرة التوقيف الصادرة عنها ، وفي نفس الوقت دكرت وسائل اعلامية أن “الجنرال نزار ، في اليوم التالي من مثوله أمام محكمة البليدة العسكرية، توجه إلى محكمة سيدي امحمد ، حيث استمع لأقواله قاضي التحقيق لمدة ثلاث ساعات في قضية محكمة العدل العليا ، قبل إلغاء مذكرة التوقيف، وإطلاق سراحه في انتظار انتهاء التحقيق في قضية شركة نجله لطفي….

و لتبرئة التهمة بصفة نهائية عن الجنرال المتقاعد المثير للجدل ، أضافت الجريدة عن مصادر قضائية أن المعني خضع قبل كل هذا إلى التحقيق مرتين في إسبانيا وتم اعتبار القضايا المتابع فيها غير كافية لتسليمه إلى الجزائر، هدا وأثارت عودة خالد نزار إلى أرض الوطن موجة من الاستغراب وكان موضوعًا دسمًا لتساؤلات قانونية، عن كيفية دخوله رغم صدور أحكام غيابيّة في حقّه بعد أن تم تصنيفه كهارب من العدالة، علما إلى أن الجنرال المتقاعد قد أدين بـ 20 سنة سجنا نافذا من قبل محكمة البليدة و محكمة سيدي امحمد…

هدا وحدر متتبعون للشأن السياسي في الجزائر من استنساخ مشهد ، ما وقع في مصر ابان ثورة 2011، عندما جرت حملة اعتقالات وسط آل مبارك و رجالاته ، قبل أن يطلق سراحهم جميعا ، بل وتبرئتهم من كل التهم، من جهة اخرى تأكد رسميا انكشاف مسرحية المحاكمة  الصورية لعصابة السوء – لأختها العصابة القابعة في سجون خمسة نجوم – و تبين بالملموس ان محاكماتهم كانت مجرد إجراء سياسى لامتصاص غضب الشعب لا أقل  و لا اكثر ، اد ما الفائدة التي سيجنيها شعب غاضب من مفسدين يعيشون في بحبوحة من العيش داخل غرف داخل السجن ، مجهزة بجميع مستلزمات الحياة…و على هدا الاساس يصنف البعض ان الخطوات التي اقبلت عليها عصابة السوء تندرج ضمن الانقلاب على الحراك الشعبي ، وإجهاض طموحات الثورة الشعبية….

و ما يدعو الى الاستغراب – في بلد غارق في الفساد – انه بعد عودة الجنرال نزار (83 سنة) عام ونصف العام من فراره ، تفيد آخر الاخبار انه سيتم آجلا ام عاجلا الافراج عن قائدي المخابرات السابقين الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق الدي يعيش حاليا  بإقامة خارج  اسوار السجن،  والجنرال بشير طرطاق، فيما تأكد ابقاء سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المخلوع داخل اسوار السجن – ككبش فداء-، ايضا هناك توجه نحو إنهاء المتابعة ضد بشير طرطاق، والحديث ايضا عن عودة من يحسبون على هؤلاء إلى مراكز القرار، تخص عسكريين سابقين منهم حسين بن حديد واعادة الاعتبار له ، ثم مراجعة الملف القضائي للجنرال علي غديري الأسبوع الماضي ، بإعادة تكييف التهم الموجهة اليه من جنحية بدلاً من جنائية، ما يعني إمكانية الإفراج عنه في القريب العاجل….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى