بعد ثلاثين سنة في مهنة المتاعب، الزميل عبد القادر بوراص يعتزل الصحافة

زهر الدين الطيبي لعبد القادر بوراص: لك الحق في قسط من الراحة وليس لك الحق في اعتزالنا ابدا..

فاجأ الزميل عبد القادر بوراص ،الوسط الاعلامي والصحفي بوجدة، وكذا متابعيه في جريدة الحدث الشرقي او موقعها الالكتروني، وحتى متابعي صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي . بتقديمه لاستقالته من مهنة المتاعب …. وكان لهذا الاعلان العديد من ردود الفعل التي اثنت كلها على تجربة الزميل عبدالقادر متحصرة على فقدان احد اعمدتها وخيرة رجالاتها، بل هناك من قبل حقه في فترة استراحة على أساس العودة حال الانتهاء منها لأن مهنة الصحافة هي مهنة تلازم صاحبها حتى المماة.

ونحن داخل طاقم جيل24 نشهد بدورنا أن الزميل عبد القادر بوراص شكل تجربة في حد ذاته في المشهد الإعلامي بوجدة وجب ان يقتدى بها… حيث عاينا عمل الرجل وكيف كان يتمكن من تحقيق عمله في ظل ظروف وعوامل الإحباط بالحفاظ على ما يجب من منسوب الاستقلالية والكفاءة والقدرة على التفكير العميق… فتحية تقدير للزميل عبد القادر ونتمنى له التوفيق فيما ينوي القيام به في القادم من الأيام.

وعمدنا على نشر رسالة الوداع التي نشرها الزميل عبد القادر مع نشر كذلك التدوينة “الرد” الذي عبر من خلاله الزميل الدكتور زهر الدين الطيبي عن رأيه وعن لسان جميع الزملاء في أن مهنة المتاعب قد تسمح للزميل عبدالقادر بقسط من الراحة لكنها، والجسم الصحفي بوجدة، لن يقبل الاعتزال.

رسالة الزميل عبد القادر بوراص:

زميلاتي الفضليات، زملائي الأفاضل، أعلن اعتزالي العمل الصحفي بعد مسيرة طويلة بمهنة المتاعب امتدت لأكثر من ثلاثين سنة، حاولت خلالها قدر الإمكان الالتزام بكل أخلاقيات المهنة، كان فيها شعاري الأساسي “الموضوعية والحياد” في معالجة مختلف القضايا، حيث لم ترفع ضدي في يوم ما أي دعوة قضائية، بل غالبا ما كان المعنيون يربطون الاتصال بي لتوضيح ما يرونه قابلا للتوضيح، ومن هنا أعتذر لكل من أعتقد أني أسأت إليه دون قصد.

هذا وأستسمح كثيرا إن كنت يوما قد أخطأت في حق زميل(ة) دون قصد لأن هذا ليس من طبعي، وأتمنى بكل صدق مسيرة مهنية موفقة لجميع الزميلات والزملاء، خاصة الشباب منهم، الذين بيدهم مشعل قطاع الإعلام والصحافة، داعيا إياهم(ن) إلى مزيد من المثابرة والعمل الجاد للنهوض بالسلطة الرابعة… راجيا منكم(ن) ألا تنسوني بدعواتكم(ن)..

وكل الشكر والتقدير لعميد الإعلاميين الدكتور زهر الدين طيبي الطيب حقا الذي منحني كل الصلاحيات وكامل الحرية، ولم يضع أمامي أي خطوط حمراء طيلة مدة اشتغالي معه، رغم إحراجي له أحيانا.. والشكر أيضا موصول للزميلة البهية لالة حفيظة، الإعلامية المكافحة صاحبة القلب الكبير التي كانت لي أكثر من أخت، وإلى الزميل عبد المنعم سبعي وأحمد الرمضاني وميلود بوعمامة، وكل المراسلين الذين تعاملوا معي من مختلف مدن المغرب وخارجه.. وشكر وتقدير مماثل إلى جميع مصادري التي ساعدتني في أداء مهمتي الإعلامية بنجاح، وإلى جميع المبدعين من شعراء وزجالين وكتاب وفنانين تشكليين ورسامي الكاريكاتير ومخرجين سنيمائيين وغيرهم، وكذا كتاب الرأي من أساتذة ودكاترة أكفاء..

أخوكم في الله عبد القادر بوراص

رسالة الزميل الدكتور زهر الدين الطيبي:

شخصيا أرفض هذا الاعتزال لأن الصحفي يبقى ممارسا إلى آخر رمق ولنا في كل الأسماء الإعلامية الوازنة في العالم العربي خير مثال من محمد حسنين هيكل الى عبد الله المساري وعبد الكريم غلاب ومحمد باهي واللائحة طويلة..
ولكن من باب الموضوعية واحترام المواقف أقول وبكل إصرار بأننا سنفقد من خلالك اللغة السليمة والكتابة الرصينة والعمل الدؤوب بكل نكران للذات.
ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة لخبرة قامات مثلك لتضيء لنا الطريق في هذه الجهة المنكوبة على كل الأصعدة، لهذا لن نقبل اعتزالك ابدا ونقول لك بان الجريدة الورقية وموقعها تحت تصرفك في كل وقت، ولك أن ترتاح متى أردت وأن تستريح كيف ما شئت ولكننا سوف ننتظر دوما إطلالتك البهية السي عبد القادر وحكمتك وأدبك في التعامل الذي قل نظيره في أيامنا.
لك الحق في قسط من الراحة وليس لك الحق في اعتزالنا ابدا..
دمت سامقا راقيا متزنا وهادئا كما عهدتك منذ بداية البدايات في تسعينيات القرن الماضي..
قد تخونني العبارات ولكني أعلم أنك قادر على فك رموز مشاعري القلبية وامتناني لكل ماقدمته للجريدة وللإعلام بجهتنا..
مودتي وتقديري الكبيرين أيها الرائع.. ولنا في الكتابة موعد ولقاء متجدد بحول الله..
زهرالدين طيبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp