قرار حكومي لا معنى له

إدريس شكري

يتجه المغرب إلى تحقيق رقم قياسي في تصدير “الأفوكادو”، هذه السنة، ما يجعله يحتل مراتب متقدمة عالميا في الإنتاج، رغم استنزاف هذه الفاكهة للفرشة المائية، هذا في الوقت الذي قررت فيه الحكومة توقيف الدعم عن المشاريع الفلاحين الزراعية المستهلكة للماء كالأفوكادو والبطيخ الأحمر، علما أن الضعيات التي تنتج وتصدر هذا المنتوج استفادت من الدعم، وما يتم تصديره اليوم هو من ” ريع” الإعانات.

قرار الحكومة، لا معنى لها، لأنه، أمام قلة التساقطات المطرية، و نضوب الفرشة المائية، لا أحد أصبح يغامر بزراعة “الأفوكادو”، بل لقد انتشرت على مواقع البيع والشراء، إعلانات لبيع ضيعات فلاحية، جاهزة لإنتاج هذه الفاكهة، الأكيد أن أصحابها استفادوا من “الإعانة”، كما تسميها وزارة الفلاحة، و واستفادوا من عائدات التصدير، وهم اليوم يتوجسون خيفة ليس من قرار حكومي “خجول”، ولكن من الحاد في المياه، مما يجعلها غير قادرين على سقي أشجار ضيعاتهم.

الواقع أن الإعانة التي تمخضت عن المخطط الأخضر، كان ينبغي أن تكون وفق دفتر تحملات، حتى لا تتحول إلى “بقرة حلوب”، لإنجاز مشاريع فلاحية كبرى موجهة للتصدير، أو تمويل مشاريع فلاحية صغرى مآلها الفشل في أغلب الحالات.

لقد نجح التوجه الأول في تقوية عدد من الفاعلين الكبار في القطاع الفلاحي، ما كان له أثر مباشر على ارتفاع الصادرات من المنتجات الفلاحية، وعلى رأسها الخضر، مقابل غدم القدرة على تلبية حاجيات السوق الوطنية من مواد أساسية بأسعار معقولة.

يشار إلى الحكومة قررت استثناء الزراعات المُستنزفة للماء من الدعم المخصص لمشاريع الري الموضعي، وذلك في قرار مشترك بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، تم بمُوجبه تنفيذ القرار المتعلق بتحديد كيفيات الاستفادة ومنْح الإعانة المالية للدولة من أجل التهيئة المائية الزراعية للاستغلاليات الزراعية.

وحدد القرار الجديد في مادته الأولى، الزراعات غير المؤهلة للدعم بالنسبة لمشاريع الري الموضعي، في أشجار «الأفوكادو»، وأشجار الحوامض الجديدة، والبطيخ الأحمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp