التحالفات تنسج خيوطها: التجمع على رئاسة الغرفة الفلاحية بالرباط

عقب الإعلان عن نتائج انتخابات الغرف المهنية، وفي جهة الرباط، سلا، القنيطرة، تسير المشاورات الاولية، على مستوى الغرفة الفلاحية نحو إقامة تحالف أساسي، قد تعززه احزاب اخرى، بين  التجمع الوطني للأحرار ، الذي  حسم معركة الرئاسة الصالحه بحصوله على 22 مقعدا، و الاستقلال و الحركة الشعبية، و ستكون له امتداداته في غرفتي الصناعة و التجارة و الخدمات و غرفة الصناعة التقليدية.

و قد يعزز هذا التحالف الاتحاد الدستوري (6 مقاعد)، الحليف التقليدي للتجمع منذ انتخابات 2015، و الاتحاد الاشتراكي ( 3 مقاعد).

و تنادي بعض الاصوات بعودة الحاج الطاهر الفيلالي، والد حسن الفيلالي، عضو المكتب السياسي للأحرار، و هو استقلالي سابق، كان عضوا في مجلس المستشارين، فشل في الحفاظ على مقعده في انتخابات 2009، بعد أن سقط ضحية ” غدر” بعض الناخبين الكبار، و غادر بفارق صوت واحد، بينما تدعم اخرى سعيد الراضي، الذي غادر قبل الانتخابات الاتحاد الدستوري، و عقد جلسة صلح مع شقيقه إدريس الراضي ( الرئيس الحالي للغرفة) ، الذي نأى بنفسه عن هذا الاستحقاق لاسباب تثير أكثر من علامات الاستفهام.

و في كلتا الحالتين، فالأحرار هم من سيقود الغرفة الفلاحية للجهة، بغض النظر عن الشخص الذي سيقع عليه التوافق، الذي سيتسلم مهامه، في ظل ظرفية تتسم بالافتحاص الذي يقوم به قضاة المجلس الاعلى للحسابات في مؤسسة، شابت تسييرها خلال 6 سنوات الماضية العديد من التجاوزات، سواء في توزيع الدعم على الجمعيات او في إبرام الصفقات.

و يبدو ان حزب الاصالة و المعاصرة مستبعد من هذا السباق لأسباب موضوعية ترتبط اساسا بموقف أمينه العام عبد اللطيف وهبي من رئيس التجمع عزيز اخنوش، و الرسائل غير الودية  المتبادلة بينهما، و ستكون فرصة للتجمع لتأكيد حضوره في تسيير الغرفة، في انتظار ما ستسفر عنه باقي الاستحقاقات.

الاحرار الذي تقدم الانتخابات المهنية بفارق كبير عن باقي الأحزاب، لن يترك الفرصة تمر دون بسط نفوذه على الغرف، و التحكم في زمام المبادرة لاستثمار الوضع الحالي لصالحه في باقي الاستحقاقات الانتخابية، لأن السياسة عادة ما تبنى على المصالح، و يقرر فيها من يمتلك المواقع، ورئاسة الغرف مدخل أساسي لإقامة التحالفات و التحكم في التوازنات.

و التجمع الذي ظل ضعيفا على مستوى هذه الجهة، سيبحث عن موطئ قدم له في جهة تحتل مكانة اعتبارية بالمغرب، و تحتضن عاصمة المملكة، غير أن ذلك لا يمنع من حدوث مفاجآت قد تنسف ما جادت به صناديق الاقتراع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى