أخنوش: برنامج الحزب الوطني للأحرار المشكل من 5 التزامات و25 إجراء ليس ككل برامج باقي الاحزاب – عبد الحفيظ الدوزي: هل الحزب سيطبق وعوده؟

عبدالعالي الجابري

نظم، ضمن الجولة الوطنية لتقديم برنامج الحزب الوطني للأحرار لقاء مفتوحا مساء يوم الاثنين 7 يونيو 2021، بإحدى المنتجعات بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية، وعرف اللقاء حضور عينة منتقاة من اعضاء الحزب حضوريا ومجموعة أخرى عبر تقنية عن بعد، تضمنت مسؤولين عن مؤسسات الحزب بمجموعة من الجهات وكذا ممثلين عن مغاربة العالم المنضوين تحت راية الحزب، إضافة الى قائمة محددة من الصحافة المحلية والوطنية…. وقبل الدخول الى قاعة اللقاء وجب على الحضور (على الأقل غير المتأكد منهم) الخضوع لإجراء عملية الفحص للتأكد من عدم الاصابة بكوفيد-19.

بدأ اللقاء متأخرا عن موعده بأزيد من نصف ساعة، مفاجأة الحضور كانت مشاركة الفنان ذي الاصول الوجدية عبدالحفيظ الدوزي… الذي القى  كلمة في شكل حوار مع منشط اللقاء قبل ان تعطى الكلمة للرئيس. ونعتقد أن اطلاع الدوزي على البرنامج الانتخابي للحزب لم يكن مجرد صفة، ومنه نشره على صفحته التي يتابعها ازيد من 8 ملايين لم يكن اعتباطيا ولا مغامرة غير محسوبة الفوائد من طرف فنان لازال يسعى للحفاظ على موقعه في الوسط المهني خصوصا وأن ذلك النشر كلفه انتقادات كثيرة من محبيه فيما اثنى البعض الآخر على الخطوة تلك حسب ما جاء في تعليقه… وطبعا هكذا نقاش عادة ما يتكرر طرحه مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، حيث يتقاطع تياران مختلفان في الاجابة عن اسئلة من قبيل هل يحق للفنانين أو الرياضيين الانخراط أو التعاطف مع حزب سياسي معين، أم الأفضل لهم البقاء على الحياد للحفاظ على رصيدهم الشعبي؟؟؟؟

حديث الدوزي ظاهريا كان عفويا، لكن عمقه اوحى لي على عملية تحضير مسبق على الرغم من خروج الفنان عن النص بعض الاحيان، من قبيل التباهي بعدد متابعي صفحته، حيث قال “يجب ان تعرفوا ان نشر برنامجكم على صفحتي هو تكليف، هذي خاصكم تعرفوها، وأنني زدت لكم تامارة (مجهود اضافي) لأنه يسصبح منتشرا أكثر والمغاربة سيطالبوكم بذلك البرنامج…) وهو ايحاء مضمن لمسؤولي الحزب على وزن المغامرة التي ولج اليها ومنه التأكيد على الالتزام بالعهود التي أصبح هو نفسه مدافعا عنها ويروج لها…

ومن خلال مجمل كلمته يبدو ان الفنان محتار او ليس متأكدا من نتائج مغامرته تلك، حيث جاء في كلمة عبدالحفيظ “إن نشري لأهم فقرات حزب الحمامة على حسابه بالفايسبوك، لا يعني انتمائي أو انخراطي فيه”. مضيفا أنه تفاعل مع التعهدات الخمس لرئيس التجمع لأهمتها ، مستطرفا بالقول:” يوم أجد حزبا آخر يتعهد بخلق مليون منصب شغل ويوفر بطاقة رعاية لتلقي العلاج، وأداء ألف درهم لجميع المغاربة فوق 65 سنة… إلخ، يومها سأنشر برنامج ذلك الحزب كيف ما كان”. والتمس الدوزي مخاطبا عزيز أخنوش “أرجو أن تقوموا بتنزيل برنامجكم كما تعهدتم، لأن الأحزاب عادة ما تضع برنامجا انتخابيا عالي السقف، وفي الأخير لا تف به” …

وللمزيد من أخذ المسافة بينه وبين الحزب استعطف الفنان الوجدي من مسؤولي الحزب (ولو ان كلامه كان موجها للسيد عبد العزيز اخنوش) الاهتمام بمدن الجهة الشرقية التي تعاني من الفقر والبطالة بعد غلق الحدود، كما ركز على مشكل الصحة التي أكد حسب معاينته الشخصية في كل من مستشفى الفارابي والمستشفى الجامعي انعدام الخدمات والاهتمام وحتى الروح الانسانية الواجب توفرها في الطاقم الطبي الساهر على هذه المؤسسات… كما عرج على وضعية الفنان المغربي الذي يعيش أزمة اجتماعية، حسب تعبيره، مما يستوجب الاعتناء والاهتمام بهذا المكون الهام للثقافة المغربية.

في ختام تدخله، تقدم بالشكر الى جلالة الملك للمجهودات التي يقدمها من أجل حماية البلاد، داعيا في الآن نفسه الشباب للانخراط في عملية التصويت والمشاركة السياسية” لأن البلاد تواجه، حسب طرح الدوزي، اعداء في الخارج ولا داعي لجعلها تواجه اعداء في الداخل”.

من جهته عبر رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار للفنان الدوزي عن امتنانه عن المشاركة في اللقاء، مشجعا اياه على ادائه الفني مادحا آخر أغنية له مؤكدا تأثيرها وذوقها وانتشارها الواسع في اوساط المواطنين.

وهو تارة يوجه كلمته للجمهور الحاضر او المتابع للقاء عبر تقنية عن بعد وتارة أخرى كنوع من الحوار أو الرد على تساؤلا الفنان الدوزي…. طمأن السيد عبد العزيز الجميع على ان الأمر يتعلق بناس معروفون بأن شعاراتهم ليست احلام يقظة بل هي التزامات  (شعار :اغراس اغراس)…. كما أكد ان الحزب لديه من القدرة والارادة والعزيمة ما يكفي لتنزيل برنامجه.

وكان هذا التقديم فرصة لإعطاء معالم البرنامج الانتخابي للحزب، الذي أكد السيد اخنوش انه سينشر في الأيام القليلة القادمة، (علما أن الموقع الرسمي للحزب لا يتضمن إلا أولويات التجمع الوطني للأحرار والمتعلقة بالصحة والشغل والتعليم….  فكيف تمكن الدوزي من الاطلاع عليه قبل نشره للعموم؟).

برنامج الحزب حسب ما جاء في كلمة رئيسه مكون من 5 التزامات و25 اجراء، استخلصه الحزب بعد الاستشارة مع ازيد من 300 ألف شخص، والذي استغرق قرابة 5 سنوات من التواصل بشتى الطرق مع جل مكونات المجتمع وفي مختلف ربوع المملكة، وفق مراحل متعددة انطلاقا من برنامج “مسار الثقة” وصولا الى برنامج “100 يوم 100مدينة”…

وتتلخص هذه النقاط الخمس في:

  1. استعادة الثقة
  2. تجويد التعليم العالي
  3. تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية
  4. مسايرة التحول الرقمي/ رقمنة وتطوير اداء الادارة المغربية
  5. التشديد على المراقبة في القطاعات الاجتماعية خاصة في مجال التعليم والصحة.

في انتظار نشر تفاصيل البرنامج يبقى المثير بالنسبة لي في هذا اللقاء هو تأكيد السيد اخنوش على الوفاء بالعهود، حيث أكد ان ذلك ما جعل الحزب يحدد التزامات محددة لكي يفي بها، منبها لكون الباقي يحدد اولويات ووعود لفئات كثيرة حتى لا يقال عنه انه أهمل فئة ما، رغم علمه بعدم الوفاء بها… مما ذكرني باستحقاقات 2011 حينما كانت قيادة حزب العدالة والتنمية تدرك أن البرنامج الذي قدمته قد لا ينفذ، وهو ما عبر عنه الأمين العام للحزب آنذاك عبد الإله بنكيران، في ندوة صحفية، بقوله: “هاد البرنامج اللي بذلنا فيه مجهود كبير غتبطق منو أمور ومغيطبّقش كلو“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp