سابقة: أئمة مسجد باريس الكبير سيقرأون عقب صلاة الجمعة نشيد الجمهورية الفرنسية

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانين، أن أئمة مسجد باريس الكبير سيقرأون خلال خطبة صلاة الجمعة القادمة، قصيدة من أجل الجمهورية وفرنسا، في خطوة وصفها الوزير بالرمزية والقوية.

وقال الوزير الفرنسي، في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر” إن أئمة مسجد باريس سيقرأون على المصلين عقب صلاة الجمعة المقبلة قصيدة تتحدث عن الجمهورية الفرنسية وعن فرنسا.

ويأتي ذلك، في وقت يتصاعد الجدال على خلفية قضية المدرس الذي قتل بقطع الرأس بعدما عرض على التلاميذ رسوما كاريكاتورية للنبي محمد خلال درس بشأن حرية التعبير، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نداء لمقاطعة المنتجات الفرنسية، متهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بممارسة أجندة معادية للمسلمين. 

ورأت الحكومة الفرنسية وجزء كبير من مواطني البلاد في جريمة قتل المدرس اعتداء على حرية التعبير، وأعربت عن دعمها للرسوم الكاريكاتورية التي كانت قد تسببت في الهجوم الدموي على مقر مجلة “شارلي إبدو” في عام 2015، وتعهد ماكرون بمحاربة ما وصفه “الانفصالية الإسلامية” في بلده.

وجاء في بيان نشره عبر “تلغرام” اليوم الثلاثاء، رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، أن ماكرون وصف نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد والتي “تمثل إهانة بالنسبة لنحو ملياري مسلم في العالم” بأنها حرية تعبير، كما أنه قرر أن “يغير دينهم ويخلق ما يسمى الإسلام المستنير في فرنسا”.

وكتب قديروف: “لا أعرف ما هي الحالة التي كان عليها ماكرون عندما أدلى بهذا التصريح، لكن عواقب تصريحاته قد تكون مأساوية للغاية. الرئيس الفرنسي نفسه أصبح الآن مثل الإرهابي وداعما للاستفزازات، ويدعو المسلمين ضمنيا إلى ارتكاب الجرائم”.

وشدد قديروف على أن الرئيس الفرنسي لا يمكن أن يجهل أن “الرسوم الكاريكاتورية للنبي يستقبلها المسلمون بألم،وبتصرفاته هذه، هو يؤجج النار بدلا من إخمادها”.

واعتبر قديروف أن الرئيس الفرنسي وبحجة “استعادة النظام”، يقوم بتطوير قوانين جديدة ويتحدث عن “ضرورة السيطرة على المساجد والمنظمات الدينية، لكن في الواقع المشكلة تكمن فيه نفسه”.

وحث قديروف قادة الدول الأوروبية على “احترام مفاهيم مثل الدين، الثقافة، الأخلاق”، معتبرا أن ما دام الأمر بخلاف ذلك، “فلن يكون هناك مستقبل أو نظام جديران في دولهم”، وأضاف: “الاستهزاء بالدين يعتبرونه احتراما لحرية التعبير، لكنهم في الوقت نفسه يتعدون على قيم الآخرين”.

وحذر قديروف مخاطبا الرئيس: “توقف يا ماكرون، قبل فوات الأوان، عن الاستفزازات والهجمات على الدين، وإلا فسوف تدخل التاريخ كرئيس اتخذ قرارات لها ثمن باهظ”.

وأضاف: “ليس لديكم حتى الشجاعة للاعتراف بأن السخرية من الدين والمحاكاة الساخرة له هذا ما تسبب في المصير المأساوي للمعلم في ضواحي باريس. وبالنتيجة، ترفعونه إلى مقام بطل فرنسا، والشخص الذي استفزه جعلتموه إرهابيا”.

وتابع: “حسنا يا ماكرون، إذا وصفته بالإرهابي، ففي هذه الحالة أنت أسوأ منه مئة مرة، لأنك تجبر الناس على الإرهاب، وتدفعهم نحوه، ولا تترك لهم خيارا، وتخلق كل الظروف لتغذية الأفكار المتطرفة في أذهان الشباب. يمكنك أن تسمي نفسك بأمان الزعيم والملهم للإرهاب في بلدك”.

وختم قديروف بيانه بقوله: “إذا كنتم لا تريدون إدراك الحقائق البسيطة، فتأهبوا لحقيقة أن المسلمين في جميع أنحاء العالم لن يسمحوا بإهانة اسم النبي العظيم محمد”.

يأتي ذلك على خلفية موجة من الإدانات في العالم الإسلامي تعرضت لها فرنسا بعدما قال ماكرون في وقت سابق هذا الشهر، إن المدرس الفرنسي الذي قطع أحد الإسلاميين المتشددين رأسه بسبب عرضه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، خلال حصة دراسية عن حرية التعبير، كان “يجسد الجمهورية”، وإن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp