عمر بنعياش… أحسست وانا اراجع أوراق طلبتي بصدمة حقيقة لم اكن أتوقعها

أحسست هذا المساء وانا اراجع أوراق طلبتي بالسداسي الثاني بصدمة حقيقة لم اكن أتوقعها…..

والقصة باختصار أن من عادتي أن أكلف طلبتي ببعض الأعمال البسيطة كالقيام بتلخيص مقاطع صغيرة من الكتب التي ترتبط مباشرة بالدرس بغاية تدريبهم على قراءة النصوص واستخلاص أهم أفكارها و معانيها ، و قد امضيت خمس ساعات مضنية هذا المساء بعد عودتي من الكلية وأنا أتفحص أعمال الطلبة ، فكانت صدمتي هائلة جعلتني ادرك بالملموس حقيقة “الهوان ” التعليمي الذي نحن فيه، فمن بين الأعمال التي كلفت بها طلبة السداسي الثاني مسلك علم الاجتماع، مجزوءة المؤسسات السياسية، تلخيص مقدمة كتاب الصديق والزميل الأستاذ حسن قرنفل عميد كلية الآداب بالجديدة ” النخبة السياسية والسلطة…”….

وبدون ادنى انتباه وتفكير كتب لي بعض الطلبة نبذة عن حياة ذ. حسن قرنفل كالآتي :

” ولد حسن قرنفل في ميناء حصن ببيروت بأوائل الربع الأخير من القرن 19م، تلقى علومه في مدارسها، وبرز اجتماعيا بعد انضمامه لجمعية الاصلاح البيروتية سنة 1913م، (…..) وفي سنة 1920 عبنه الرئيس عمر الداعوق وزيرا للاعاشة في الحكومة العربية… وتوفي سنة 1938″

ثم يعود هؤلاء الشباب بعد تقديم هذه النبذة عن حياة حسن قرنفل ( اللبناني) الذي عاش وتوفي في بيروت سنة 1938 ليؤكدوا أنه قام بدراسة حول الانتخابات التشريعية التي نظمت بالمغرب (من فضلكم) سنة 1993 !! . أرجوكم أن تساعدوني أصدقائي الأعزاء على حل هذا اللغز : كيف يمكن لشخصية سياسية من لبنان توفيت سنة 1938 أن تقوم بدراسة حول الانتخابات التشريعية التي أجريت في المغرب سنة1993؟؟؟!!! بل هناك طالبة اضافت للطين بلة عندما عادت الى السطر وأكدت أن رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران عينه عميدا لكلية الآداب بالجديدة…!!

أنا مصدوم جدا، وأفكر جديا في ترك هذه المهنة التي أصبحت تجلب التعاسة ومرض القلب وداء السكري للمشتغلين بها وقد تودي بهم الى”سبيطار الحُمّاق” !!

لاحول ولا قوة الا بالله ..!!

عمر بنعياش، أستاذ الجامعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp