بــاريـــسْ : بـعـد الـجـزائـر .. هكذا خـطـطـت الإمـارات الـعـربـيـة لانـتـزاع الـريـادة علـى مـسـاجـد أوروبـا مـن الـمـغـرب

وجـدة .مــحمــد ســعــدونــي .

في الآونة الأخيرة حاولت  عدة صحف وقنوات  و”جهات مطلعة”  تحليل  أسباب أزمة  العلاقات المغربية – الإماراتية وذلك لعدة أسباب بينة ( تخص المغرب والإمارات العربية المتحدة)،  وأخرى لها علاقة بالوضع السياسي والعسكري الطارئ في منطقة الخليج، لكن ومع اتساع رقعة الخلاف،  ومحاولة المغرب ” النأي بالنفس ” عن الصراع  الخليجي… بسبب تشبث الأطراف المتصارعة  بمواقفها ومصالحها، وهو ما تلقفته وسائل الإعلام الأجنبية وجعلت منه مادة رئيسية، خاصة  أن العلاقات المغربية الإماراتية متشعبة، وصلت إلى حد عقد شراكات إستراتيجية ومتميزة بين البلدين .

فقد حاولت المغرب نهج سياسة مسك العصا من الوسط حتى لا يغضب أي طرف من الأشقاء في الخليج العربي، يقول أحد المتتبعين:” (رغم التحسن الدائم بين المغرب  والسعودية، فإن تجاوزات بعض المصالح الاستخباراتية  الإماراتية وارتكابها لبعض الأخطاء اتجاه المملكة المغربية، تبقى المانع الأكبر لكل عودة إلى التطبيع المغربي الخليجي…/ الأسبوع الصحفي . عدد: 30 ماي 2019).

ويبدو أن تجاوزات أبو ظبي تكون قد تعدت خطوطا حمراء، عندما قررت الإمارات العربية منافسة أو لنقل مضايقة المغرب في الحقل الديني خاصة في جانب تسيير مساجد أوروبا، والتي برهن  فيها المغرب عن قدرات كبيرة ومتميزة في ظل هذا التجاذب العقدي والديني والذي أصاب عدة دول وزعزع قناعات شيبها وشبابها …

وعلاقة بالموضوع، فقد وجد المغرب نفسه مرغما ليتصدي للمحاولات الإماراتية الساعية للسطو على المساجد التي هي تحت إشرافه في فرنسا ، وهو ما وشى به موقع ” مــونــدْ – أَفـْـريـــكْ” عندما تطرق إلى خبر مفاده أن المغرب فطن  في الوقت المناسب لجهات إماراتية كانت تخطط للسيطرة على الإسلام في فرنسا، والدليل هو الإفطار الذي نظمته سفارة الإمارات العربية في مسجد ” إفِْــري” بضاحية باريس على شرف الوزير الإماراتي المسؤول عن الأقليات المسلمة (…) في فرنسا،  وهو ما أثار عدة تساؤلات حول مساعي أبو ظبي المشبوهة للسيطرة عن المساجد المغربية في أوروبا . (  جريدة القدس العربي  )

ففي هذا الصدد، فقد قررت السلطات المغربية وفي وقت سابق عزل عميد  “مسجد إيفري” المسمى خليل فرعون، والذي وبتواطؤ مع جهات إماراتية تورط بدون إذن من  الجهات المغربية في توسيع مجلس إدارة مسجد إيفري ليشمل أعضاء موالين للإمارات العربية، مما دفع بالسلطات القنصلية المغربية إلى نشر بيان مفصل فضحت فيه محاولات أبو ظبي الرامية إلى السيطرة على المساجد المغربية، واستبدال المذهب المالكي المتبع في بلدان المغرب العربي بمذاهب وأفكار لا علاقة لها بدين ومذهب المغاربة .

فقد عمدت المخابرات الإماراتية إلى تسخير محمد بشاري ليكون بوقهم وبيدقهم للقيام بهذه المهمة، محمد بشاري هذا وحسب مصادر مطلعة كان يعتبر رجل الوزير المغربي السابق إدريس البصري على عهد الحسن الثاني رحمه الله.

والسؤال المطروح : لماذا اختار الإماراتيون خوض هذه الحرب ضد المغرب في هذا الوقت بالذات؟  وهل الإمارات العربية قد نحجت  – مثلا – في الحد  من الغزو الشيعي الإيراني المدمر، والذي ما زال يهدد استقرارها وسيادتها لتتفرغ  إلى مذهب ومساجد المغاربة تحت ذريعة التصدي للفكر الإخواني ؟

 الإماراتيون وفي حربهم هذه ذهبوا إلى أبعد من هذا عندما جرموا علانية المذهب المالكي المتبع في شمال أفريقيا، وهو ليس – بالضرورة – مذهب الإخوان المسلمين المنشر في المشرق والمغرب وفي كل مكان حسب المهام الموكلة إليهم،  وحسب الضرورات التي تبيح المحظورات في تعامل وتعاون   “الإخوان ”  مع غير المسلمين !!!!

أما ما خفي عن المتتبعين لهذه القضية  ولهذا الملف الشائك، بما أن  المغرب لم يعد يقنع بعض دول الخليج في تعاطيه مع أزماتهم بما تشتهي سفنهم، فإن حفيظة الإمارات لم تنس أبدا أن  المغرب كان قد تساهل و سمح لحزب الإخوان المغربي  – والذي أصبح في الحكومة –  بتنظيم مسيرة تضامنية مع إخوان محمد مرسي الذي أطيح به من طرف عبد الفتاح السياسي حليف الإماراتيين والسعودية، فخلال هذه المسيرة التي قادتها زوجة الوزير بنكيران رددت فيها شعارات مؤيدة لمرسي،  كما رُفِـعَـتْ  فيها شِعاراتُُ مشينة ضد حكام ابو ظبي والسعودية ومصر، وهو التهور  المجاني والغير المسبوق الذي كاد أن يٌسبب أزمات دبلوماسية للمغرب هو في غنى عنها … والتي تلتها  ورطة الوزير بوريطة وثرثرته مع قناة الجزيرة . موقع آخر يسمى MAGHREB INTELEGENCE مقرب من جهة استخباراتية  فرنسية تطرق إلى عزم الإمارات العربية على  تجنيد أصحاب المال والدولارات الإماراتيينن، وإرسالهم إلى عدة مدن أوروبية، من بينها  باريس وليون، نظرا لوجود جالية مغاربية مهمة في فرنسا … هؤلاء رجال الأعمال يساندهم كم هائل من الأئمة المصريين ، بتوجيه من المخابرات الإماراتية والمصرية ، من أجل انتزاع الريادة من المغرب على  مساجد فرنسا وهو ما أحبطته الرباط في المهد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp