كورونا بين الوباء والمؤامرة… توضيح قصير

الحسين تايتاي.. ألمانيا

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإخوة والأخوات في كل مكان.. أرجوا أن تكونوا جميعا بخير..
كنت قد قررت عدم التعليق أو الكتابة في موضوع كورونا وما يدور حولها من كلام وصور وأشرطة الفيديو… ولكن استجابة لرغبة العديد من المراسلات والتساؤلات التي تصلني يوميا من الإخوة والأخوات، أود التنبيه إلى أن ما يروج عن وباء كورونا من كونها مؤامرات محلية ودولية على البشرية ليس إلا خرافات وهمية..

هذه المؤامرات المزعومة حول الوباء وتكنولوجيا 5G وغير ذلك أصلها الحركات العنصريةالانجليكانية الراديكالية في امريكا وإليها ينتمي الرئيس الأمريكي الحالي ترامب الذي كان في الماضي ينكر وجود مرض كورونا أصلا وفقا لمبادئ العنصريين المتطرفين.. ولما أصابه المرض وافتضح أمره تخلى عن قناعته السابقة وأصبح يقلل من شأن الوباء، لكي يكسب المزيد من الأصوات لصالح إعادة انتخابه.. وهنا أشير إلى ندوة صحفية عقدها ترامب في البيت الأبيض قبل الإنتخابات بأسبوع، وقال ترامب فيها للصحفيين: “إن كورونا مرض بسيط ولا ضرر منه.. فلا تقلقوا.. ليس هناك خطر على حياتكم”… هنا قام أحد الصحفيين وقال لترامب: “السيد الرئيس أرجوا منك أن تقول هذا الكلام لضحايا وموتى كورونا”.. هنا غضب الرئيس الأمريكي وغادر القاعة فورا تاركا الصحفيين مندهشين من الصحفي الذي افحم الرئيس..

أما تكنولوجيا أو تقنية 5G فليس لها أية علاقة بالمرض تماما.. والأشرطة المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي كلها مفبركة في أمريكا، لكي تمنع دول العالم من شراء هذه التكنولوجيا الجديدة من الصين.. و 5G هي تقنية لا سلكية متطورة عن سابقتها 4G و 3G التي ما زلنا نستعملها للتواصل يوميا منذ سنوات في خدمات الهواتف النقالة.. ولا علاقة لها قطعا بوباء كورونا.. هؤلاء المروجين للخرافات يجب محاكمتهم بتهمة الغباء والجهل المركب..

انتشرت هذه النظرية الخرافية لاحقا في عهد ترامب في أوروبا، خاصة لدى التيارات النازية والعنصرية… والمسلمون مع الأسف بسبب الجهل يتبعونهم ويرددون كالببغاوات كلامهم.. بدل توعية الناس بخطورة الوباء وبواجب الوقاية والدعوة إلى العبادة والتوبة الصالحة، أصبحوا يشوشون على عقول الناس بالخرافات والأوهام التي ما أنزل الله بها من سلطان..

وأتعجب من اجتهادات بعض الدعاة، الذين يعتبرون المرض مؤامرة دون تقديم أي دليل منطقي أو عقلاني على ذلك.. وهم يوظفون لذلك أحاديث نبوية، بل وآيات قرآنية أيضا – حتى لو كانت قد نزلت في أمور معينة مخالفة- ويفسرونها على حسب هواهم ويقدمونها على أنها الحقيقة المطلقة!!!.. هذا كذب وافتراء على الله سبحانه.. وهو شأن عظيم يوم القيامة..
البعض الآخر يلجأ إلى برمجة وفبركة الصور ومقاطع الفيديو لنشر هذه الخرافات.. وهذا تضليل للناس عمدا.. حسبنا الله ونعم الوكيل..
بعض الجهلة في الغرب يعتبر الوباء مؤامرة لهدم الإقتصاد العالمي، لكون المرض تسبب في خسائر مالية كبيرة للدول والشركات.. ويذهب آخرون إلى اتهام مخترع محرك الحاسوب الويندوز بيل غيتس على أنه يريد تلقيح العالم بلقاح تعقيمي، لكي ينقص عدد البشر.. والرجل بريء قطعا من هذه الخرافات.. ولكونه من أغنى الأغنياء في العالم يعتقد البعض، أنه يمكن تشويه سيرته وعمله الخيري حقدا وعدوانا ليس إلا..

نظرية المؤامرات المزعومة (كيف ما كان دافعها) كان هدفها دائما ولا زال زعزعة الاستقرار الإجتماعي ونشر البلبلة والتشويش على الناس.. والبعض من السياسيين يهدف أساسا إلى الظهور المكيافيلي على أساس المبدأ المعروف: “خالف تعرف”..

عرفت البشرية على مر السنين العديد من الأمراض المعدية مثل إيبولا والكوليرا والإيدز : فعلى سبيل المثال توفي إلى غاية 2018 بسبب الايدز حوالي 40.000.000 في العالم.. و في السنة الماضية لوحدها توفي 700.000 إنسان بنفس المرض.. أما إيبولا فهو يعد أخطر مرض إلى حد الآن والذي حصد ملايين من البشر، خاصة في افريقيا الوسطى.. وحينها قيل أيضا إن أمريكا زرعت الفيروس في افريقيا للتقليل من زيادة سكانها.. فكلما ظهر وباء أو مرض ما، إلا وقيل إنه مؤامرة حتى يظهر العلاج..

هذا الوباء الحالي كورونا كغيره من الأمراض والأوبئة التي سادت لفترة معينة في الماضي البعيد والقريب من تاريخ البشرية..
مرض كورونا بلاء جديد من الله عز وجل لعباده فوق الأرض، لعلهم يعتبرون ويتوبون إلى الطريق القويم..
وأدعوا الله عز وجل أن يرفع هذا البلاء عنا قريبا.. ويحفظكم جميعا من أي سوء.. إنه سميع مجيب الدعوات.. تحياتي..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp