بن يونس المرزوقي: 7 سيناريوهات للدخول السياسي الكوروني

في ورقة خص بها، بن يونس المرزوقي، الباحث الجامعي، بكلية الحقوق بوجدة ” أنفاس بريس”، يضع فرضية تشكيل حكومة وحدة وطنية، مع الدخول السياسي الجديد في زمن كورونا، لأن استمرار الحكومة الحالية بنفس تركيبتها، سيظل عنوانا لليأس المستفحل بالمغرب، حسب المرزوقي:

أولا: الحكومة المصغرة للزمن الكوروني

هي سيناريوهات.. مؤكد أننا سنختلف حولها.. لكن لا بد أن يكون لأحدها حظوظ أكثر من الأخريات..

لا شك أن “الدخول” السياسي القادم سيكون له طعم خاص.. فهو أول “دخول” لم يسبقه “خروج” نتيجة تداعيات جائحة كورونا.. وهو أول “دخول” بعد فترة فاقت النصف سنة عاشها المغاربة والمغربيات مع حكومة مصغرة..

حكومة مصغرة لأن الجائحة فرضت أن تحتل بعض القطعات الوزارية صدارة الأحداث.. وأن تتوارى -إن لم تختف- قطعات وزارية أخرى.. وهكذا كان للصحة، والتعليم، والمالية والاقتصاد، والداخلية.. وجزء من النشاط الصناعي والفلاحي، حضور وازن.. وتوارت عن الأحداث باقي القطاعات بنسب مختلفة..

لقد أصبحت الحكومة المصغرة في “مواجهة” يومية مع المواطنات والمواطنين.. كان عليها أن تكون في مستوى تخوفاتهم من الجائحة.. وأن لاتُوفر لهم الخدمات الصحية لوحدها.. بل أن تُطمئنهم على المستقبل الدراسي والجامعي والمهني لبناتهم وأبناءهم.. وأن تُغير من طبيعة الإنتاج الصناعي ليُوفر بالأسبقية متطلبات مواجهة الوباء.. وفوق هذا وذلك أن تُحافظ على الشروط اللازمة لعودة الدورة الاقتصادية لاحقا لنشاها العادي..

وفي خضم هذا الأحداث كان للخطاب الملكي 20 غشت وقع خاص.. إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية بالموازاة مع مشروع متكامل للتغطية الاجتماعية الشاملة.. فكان الخطاب الملكي بمثابة المتنفس الذي أنقذ الحكومة من الطريق المسدود الذي كانت تسير إليه بخطى ثابتة نتيجة التخبط الذي حصل مع رفع الحجر الصحي..

لقد ارتفع عدد الإصابات.. ووقع الارتباط في النقل والتنقل بمناسبة عيدالأضحى.. واكتمل الارتباك في تدبير امتحانات السنة الماضية وتحضير الدخول المدرسي والجامعي والمهني القادم..

ومع تداعيات الحجر الصحي ازداد اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي بكل صغيرة وكبيرة تهم الشأن العام.. وسجل “الناشطون الإلكترونيون” فشل الحكومة بمختلف مكوناتها في التفاعل مع القضايا المجتمعية.. وتعاطفوا مع أية حالة اجتماعية.. ونددوا بأي سلوك غير مناسب لأي مسؤول حزبي أو حكومي أو نيابي.. وكلهم أمل في تغيير الأوضاع مع الدخول السياسي القادم..

ثانيا: عمل حكومي في إطار خطان متوازيان

مع اقتراب نهاية الصيف.. بدأ النشاط الحكومي يسير في اتجاهين مُتباينين..

فمن جهة أولى.. هناك وزارتا الصحة والتعليم.. اللتان تعملان باستحضار “مُبالغ” فيه لتداعيات الجائحة.. وتأثيرها على المنظومة الصحية.. والدخول المدرسي.. والامتحانات الجامعية.. وانطلاق التكوين المهني..

ومن جهة أخرى.. وزارة الداخلية منهمكة في التحضير لاستحقاقات 2021.. بل وفتح المشاورات مع الأحزاب السياسية حول كل النصوص التشريعية والتنظيمية المؤطرة للعملية الانتخابية.. وكأن الجائحة لا تأثير لها..

ذكرني هذا بحديث نبوي حول من يعمل كأنه “سيعيش أبدا” ومن يعمل كأنه “سيموت غدا”..

وبين هذا التشاؤم بخصوص مستقبل المواطنات والمواطنين.. والتفاؤل بخصوص الناخبات والناخبين.. لم يعُد للحكومة.. كسلطة تنفيذية.. ما يُميزها.. خاصة وأن تنفيذ الورشين الملكيين الكبيرين يتطلبان حكومة من مواصفات أخرى..

وهنا تلقي الإرادة الملكية في إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية وتوفير الحكاية الاجتماعية الشاملة.. مع تطلعات كل فئات المجتمع المغربي.. والتي يلزمها جهاز تنفيذي قادر على رفع هذا التحدي.

ثالثا: ثلاث سيناريوهات لن تقضي على اليأس المنتشر

استمرار الحكومة الحالية بنفس تركيبتها.. وهي استمرارية ستزيد فقط انتشار اليأس الناتج عن موقف كل الفئات المتضررة من تدبير الحكومة لتداعيات جائحة كورونا..

وفي نفس التوجه السابق.. قد تستمر نفس الحكومة مع تعديلات جزئية بسيطة.. لاستبدال بعض أعضاءها الذين اختفوا طيلة حالة الطوارئ الصحية.. ولن يكون لهذا السيناريو أي تأثير على الموقف العام من الحكومة إلا كان حجم التعديلات ملموسا كما سنرى أدناه..

السيناريو الثالث سيُؤدي إلى انتشار اليأس بشكل أكبر.. فحكومة تقنوقراط محضة مثلا، لا يُمكن أن تلقى الترحاب الواسع.. لأنها من جهة أولى تُشكل ضربة للأحزاب السياسية.. ومن جهة أخرى يُقوي خطاب “المظلومية” لدى الحزب القائد للحكومة الحالية..

في الحقيقة.. لو تمعنا في تداعيات هذا السيناريو.. لوجدنا أنه مع ذلك.. ورغم علاته.. قد يُشكل فرصة لإبعاد الأحزاب السياسية عن انطلاق الورشين الملكيين: إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية والتغطية الاجتماعية..

طبعا هذا الإبعاد سيكون مؤقتا.. حتى لا تُسجل بعض الأحزاب لنفسا أنها أنقذت المغرب من “سكتة اقتصادية أو اجتماعية”.. وحتى تنصرف هذه الأحزاب لإعادة ترتيب شؤونها.. وإعادة ربط علاقاتها مع المجتمع.. والتحضير الجيد لاستحقاقات 2021 من خلال إعادة الثقة للعمل السياسي والحزبي..

رابعا: ثلاثة سيناريوهات لزرع بعض الأمل

على العكس من السيناريوهات السابقة.. هناك إمكانيات لإعادة تنشيط العمل الحكومي.. وجعله قريبا من الهموم اليومية للمواطنات والمواطنين.. وذلك من أشكال مُتعددة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp