الاتحاد الاشتراكي يرد على “بهدلة” بنكيران لكاتبه الأول

رد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على الهجوم الذي تعرض له كاتبه الأول إدريس لشكر من طرف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ عبد الإله بنكيران، هذا الأخير اتهم زعيم الوردة بـ”الغدر، وبهدلة حزب الاتحاد الاشتراكي وتسول مقاعد وزارية به”.

وجاء في مقال نشر بزاوية “رسالة الاتحاد”، على جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ما يلي: 

” الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬يقينا‭ ‬بأنه‭ ‬ألقي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬ثم‭ ‬سيلقى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬ال55،‭ ‬وبعدها‭ ‬سيحمل‭ ‬إلى‭ ‬أبوظبي‭ ‬ليلقى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬برج‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬ثالث‭ ‬انتخابات‭ ‬قادمة‭.. ‬فقط‭ ‬ليصف‭ ‬هزيمته‭ ‬الإنتخابية،‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭ ‬عندما‭ ‬يتكلم‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وفي‭ ‬العقيدة‭ ‬وفي‭ ‬الدولة‭ ‬وفي‭ ‬الجدل‭ ‬التاريخي‭ ‬؟

كجواب‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬اقتضت‭ ‬الحكمة‭ ‬الشعبية‭ ‬أن‭ ‬يصفه‭ ‬المغاربة‭ ‬ب‭”‬السيد‭ ‬طايح‭ ‬على‭ ‬راسو‭ …”. ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬الدوخة،‭ ‬و الحمق‭ ‬و انعدام‭ ‬ملكة‭ ‬التمييز‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬المشترك‭ ‬البشري‭ ‬الموزع‭ ‬بعدل‭ ‬بين‭ ‬البشر‮!‬

في‭ ‬آخر‭ ‬خرجة‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحديث‭ ‬إلى‭ ‬ساكنة‭ ‬حزبه‭ ‬ومناضليه،‭ ‬ذكر‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للـ«بيجيدي‮»‬‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السابق‭ ‬اسم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإشتراكي،‭ ‬نعتا‭ ‬أو‭ ‬توصيفا‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‮..‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬كمرجعية‭ ‬للحكم‭ ‬على‭ ‬حزبه،‭ ‬ذاكرا‭ ‬بأن‭ ‬‮»‬الكثيرين‭ ‬يشبهوننا‭ ‬به‮«‬،‭ ‬في‭ ‬مساره‭ ‬السياسي‭ ‬والإنتخابي‭ ‬يقصد،‭ ‬وهو‭ ‬افتراء‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬افتراء،‭ ‬لأن‭ ‬المقارنة‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الفارق،‭ ‬لأن‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬الحزبين‭ ‬لا‭ ‬تقاس،‭ ‬لا‭ ‬بالوظيفة‭ ‬التاريخية‭ ‬ولا‭ ‬بظروف‭ ‬النشأة‭ ‬و لا‭ ‬بمسار‭ ‬المحنة‭ ‬وتشعب‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬قد‭ ‬عاشها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬الأمة‭ ‬و نيابة‭ ‬عن‭ ‬التاريخ،‭ ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬الطبقات‭ ‬كلها،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انحيازه‭ ‬الواضح‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‮..‬

لا‭ ‬الزمان‭ ‬زمان‭ ‬مشابه‭ ‬ولا‭ ‬المكان‭ ‬مكان‭ ‬مشابه‭ ‬ولا‭ ‬المضمون‭ ‬ولا‭ ‬الوعاء‭ ‬الفكري‭ ‬و أعلامه‭ ‬و رمزيته‭ ‬و قامته‭.‬

‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬تحدث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المستجد‭ ‬لحزب‭ ‬البيجيدي،‭ ‬عن‭ ‬المساندة‭ ‬النقدية ‭)‬لعلها النكدية‭) ‬لحكومة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي،‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المعارضة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬معارضته‭ ‬لذلك‭.‬

ولا‭ ‬داعي‭ ‬لكي‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬والتي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬إفشال‭ ‬التناغم‭ ‬الرفيع‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬كقاعدة‭ ‬للتناوب‭ ‬ثم‭ ‬زكاه‭ ‬العهد‭ ‬الجديد،‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية،‭ ‬من‭ ‬بعد،‭ ‬في‭ ‬إفشال‭ ‬النواب‭ ‬الديموقراطيين‭ ‬النابع‭ ‬عن‭ ‬الصناديق‭ ‬و إجهاض‭ ‬المنهجية‭ ‬الديموقراطية،‭ ‬فتلك‭ ‬أدبيات‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬شواهد‭ ‬المرحلة‭ ‬وفي‭ ‬تأريخها‭.‬

والمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬ذكر‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بنكيران‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬وكاتبه‭ ‬الأول‭ ‬بتعالي‭ ‬المغرورين،‭ ‬ونعته‭ ‬بأوصاف‭ ‬لا‭ ‬تستعمل‭ ‬بتاتا‭ ‬في‭ ‬القاموس‭ ‬السياسي‭ ‬المغربي،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬زاده‭ ‬غربة‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬هذا‭ ‬الحقل‭ ‬الوطني‭ ‬وزاده‭ ‬عزلة‭ ‬على‭ ‬العزلة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬سقوطه‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭…‬على‭ ‬حد‭ ‬توصيفه‭ ‬هو‭ ‬شخصيا‭…‬

وذكر‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬البيجيدي‭ ‬الأخ‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬بنعوت‭ ‬قدحية‭ ‬وبعبارات‭ ‬نابية،‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬الجبين،‭ ‬وهو‭ ‬يراوح‭ ‬نفسه‭ ‬الغاضبة‭ ‬من‭ ‬صفعة‭ ‬تلقاها‭ ‬على‭ ‬صدغه‭ ‬بدون‭ ‬حساب‮.‬‭ ‬ولعل‭ ‬الغرور‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سوغ‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬الحقل‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬ويمكنه‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬من‭ ‬يشاء‭ ‬في‭ ‬حكومته‭ ‬ويخرج‭ ‬من‭ ‬يشاء‭.‬

ولم‭ ‬يصب‭ ‬خطاب‭ ‬خروجه‭ ‬الشخصي‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬له‭ ‬باسم‭ ‬الدستور،‭ ‬وباسم‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬المعادلة‭ ‬التي‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬اقتراع‭ ‬2016‭ .‬

هل‭ ‬يمكن،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المنطق‭ ‬المقارن،‭ ‬أن‭ ‬يخاف‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬حزب‭ ‬بالكاد‭ ‬حقق‭ ‬فريقا‭ ‬نيابيا،‭ ‬باسم‭ ‬القاسم‭ ‬الانتخابي‭ ‬الذي‭ ‬عارضه،‭ ‬على مصير حزب حصل‭ ‬كاتبه‭ ‬الأول على‭ ‬فريق‭ ‬يفوق‭ ‬فريقه‭ ‬ب70٪‭ ‬إضافية؟

هل‭ ‬الخاسر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيب‭ ‬على‭ ‬الفائز‭ ‬بأنه‭ ‬أهان‭ ‬حزبه‭ ‬ومسح‭ ‬به‭ ‬الأرض؟ وبالحكمة‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬أوردناها‭ ‬أعلاه،‭ ‬هل‭ ‬يحق‭ ‬بالفعل‭ ‬لشبكة‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬للغربال‭ ‬إن‭ ‬عينيه‭ ‬بسعة‭ ‬الفوز؟

المنطق‭ ‬السليم‭ ‬يقول‭ ‬كلا،‭ ‬لكن‭ ‬منطق‭ ‬من‭ ‬سقط‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‮ ‬يستسيغ‮ ‬أمرا‭ ‬كهذا‭…‬

ما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه،‭ ‬و الاتحاديون‭ ‬يتهيأون‭ ‬لمؤتمرهم‭ ‬الحادي‭ ‬عشر،‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬كلما‭ ‬هوجم‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬خصم‭ ‬لهم‭ ‬و للمغاربة،‭ ‬إلا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬كافيا‭ ‬ليلتفوا‭ ‬حوله،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬ليزيد‭ ‬إيمانهم‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬يزعج‭ ‬منهم الخصم‭ ‬و العدو‭ ‬اللدود،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينوب‭ ‬عنهم‭ ‬ويتماهوا‭ ‬معه في‮ ‬السراء والضراء وحين البأس‭.‬‮ ‬

لا‭ ‬ينسى‭ ‬الاتحاديون‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬زعيم‭ ‬البيجيدي‭ ‬خرج‭ ‬ذات‭ ‬سبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ونعت‭ ‬شهيدهم‭   ‬و زعيمهم‭ ‬و قائدهم‭ ‬و أخاهم‭ ‬الشهيد‭ ‬عمر‭ ‬بنجلون‭ ‬بنعوت‭ ‬تهتز‭ ‬لها‭ ‬الجبال‭ … ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لذكرها،‭ ‬وهي‭ ‬أنكى‭ ‬وأقبح‭ ‬و أوسخ‭ ‬مما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬الحالي‭…‬

لا‭ ‬يهمنا‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الإتحاد‭ ‬و لا‭ ‬في‭ ‬زعمائه،‭ ‬لأننا‭ ‬نعرف‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬ضغائن‭ ‬لهذا‭ ‬الحزب‭ ‬وقياداته‭…‬

‭ ‬التاريخ‭ ‬والدين‭ ‬والكنيسة

‭ ‬بعد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬يسار‭ ‬المغاربة،‭ ‬و أخرجهم‭ ‬بجرة‭ ‬لسان‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬و من‭ ‬الدين‭.‬

‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بنكيران‭ ‬إلى‭ ‬تركيب‭ ‬خطاب‭ ‬متعدد‭ ‬الطوابق‭ ‬في‭ ‬خرجته‭ ‬الأثيرة،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬المغانم‭ ‬والمكاسب‭ ‬والتوبة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬والاستعداد‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أقسى،‭ ‬وتحميل‭ ‬الدولة‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الهزيمة‭ ‬‮…‬

قال‭ ‬ابن‭ ‬كيران‮«‬‭ ‬إن‭ ‬اليسار‭ ‬كان‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬و في‭ ‬أوساط‭ ‬العمال‭ ‬و في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وكان‭ ‬التاريخ‭ ‬ملاذا‭ ‬لليسار،‭ ‬وإنه‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬اللحظات‭ ‬أشاح‭ ‬عنهم،‭ ‬دار‭ ‬عليهم‭ ‬الدورة‭ ‬‮».‬

ولماذا‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬البعدي‮ ‬لشأن اليسار‭ ‬و قوته‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬و في‭ ‬الصناديق؟

لكي‭ ‬يقول‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬بلا‭ ‬دين‭ ‬عكس‭ ‬حزبه‮!‬

‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬ايديولوجيا‭ ‬ولكن‭ ‬لدينا‭ ‬دين‭ ‬قوي‭ ‬ومتجدد‮»‬‭ ‬والمعنى‭ ‬المستخلص‭ ‬واضح‭ ‬‮:‬‭ ‬اليسار‭ ‬بلا‭ ‬دين‭ ‬و بلا‭ ‬إله‭ ‬و ربهم‭ ‬هو‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬تركهم‭ ‬عرايا‭ ‬ويتامى‮.‬‭ ‬اليسار‭ ‬يتيم‭ ‬التاريخ‭ ‬أما‭ ‬ابن‭ ‬كيران‭ ‬فله‭ ‬الدين‭.‬

هكذا‭ ‬بجرة‭ ‬لسان‭ ‬يضرب‭ ‬اليساريين‭ ‬في‭ ‬عقيدتهم‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬أصله‭ ‬الإيديولوجي،‭ ‬وهو‭ ‬المساومة‭ ‬بالدين،‭ ‬و الإسلام‭ ‬والعقيدة‮…‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيتكلم‭ ‬عنه‭ ‬لاحقا‭ ‬في‭ ‬مقالته‭ ‬حول‭ ‬تحديد‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬لحزبه،‭ ‬معارضة‭ ‬عقابية‭ ‬بلبوس‭ ‬ديني‭ ‬وشعارات‭ ‬تحريضية‭ ‬على‭ ‬التكفير‮…‬كان‭ ‬أقوى‭ ‬نقطة‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬صرخته‮ ‬‭: ‬أينكم‭ ‬أيها‭ ‬المغاربة‭ ‬أينكم‭ ‬أيها‭ ‬العلماء‭ ‬‮«‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الجنسية‭ ‬ومن‭ ‬العلاقات‭ ‬الرضائية‭ ‬ومن‭ ‬الحكم‭ ‬بالإعدام‭ ‬،‭ ‬وهو سؤال استنكاري‮ ‬مرفوع في‮ ‬وجه علماء الأمة‮ ….‬

أطال‭ ‬بنكيران‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬العقدي،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالدولة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬وفي‭ ‬فرنسا‮.‬‭ ‬وحمد‭ ‬الله‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬رهبانا‭ ‬مثلهم‮!‬‭ ‬

بالنسبة‭ ‬للإسلاميين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬أيديولوجيا‭ ‬بل‭ ‬لهم‭ ‬دين‭ ‬‮..‬طبعا‭ ‬وحدهم‭ ‬لهم‭ ‬دين،‭ ‬طبعا‭ ‬لوحدهم‭ ‬يعبدون‭ ‬الله،‭ ‬طبعا‭ ‬هم‭ ‬إمارة‭ ‬المؤمنين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وفي‭ ‬العباد،‭ ‬طبعا‭ ‬لقد‭ ‬عاد‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬ليبشر‭ ‬أصحابه‭ ‬بالبكارة‭ ‬الدينية‭ ‬الجديدة،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬رتقها‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬سقوطه‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬السابع‭ ‬عشر‮!‬

عذرية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬كفة‭ ‬الحكومة،‭ ‬بخطبة‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‮..!‬

‭ ‬سنة‭ ‬سعيدة‭ ‬يا‭ ‬عبد‭ ‬الإله‮!‬

‭ ‬لقد‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬الطاغوت،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسميه،‭ ‬طريقا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬المغربية،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬لنفسه‭ ‬ما‭ ‬يعارضه‭ (‬ما‭ ‬عرفت‭ ‬اش‭ ‬نعارض‭ )‬،‭ ‬لكنه‭ ‬عارض‭ ‬قيادة‭ ‬حزب،‭ ‬ثم‭ ‬عارض‭ ‬التوجهات‭ ‬الحداثية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬و في‭ ‬الدولة‮..‬‭ ‬ورأى‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬مشكل‭ ‬المعارضة‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬إخوانه‭ ‬أن‭ ‬يتولوها‮..‬‭ ‬وفي‭ ‬المضمر‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬الأفعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعض‭ ‬ذيلها،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬العود الأبدي‮!‬

التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬به،‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬سيلقنه‭ ‬الدرس‭ ‬القويم،‭ ‬بأن‭ ‬المجتمعات‭ ‬تسير‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬ولهذا‭ ‬هناك‭ ‬تقدميون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المشارب‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يسيروا‭ ‬في‭ ‬اتجاه ، ‬وأن‭ ‬محاولة‭ ‬رتق‭ ‬المعارضة‭ ‬بخيط الدين‭ ‬و إبرة‭ ‬العقيدة‭ ‬لن‭ ‬يجدي‭ ‬نفعا‭…‬

في‭ ‬الخطاب‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬للناظر‭ ‬من‭ ‬سراب‭ ‬الخطاب،‭ ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬المستمع‭ ‬لخطبة‭ ‬رأس‭ ‬العام‭ ‬هاته‭ ‬بأن‭ ‬المطلوب‭ ‬منهم‭ ‬هو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬دربالة‭ ‬البوهالي،‭ ‬التي‭ ‬تسربل‭ ‬التائبين،‭ ‬لهذا‭ ‬قال‭ ‬بنكيران‭ ‬إن‭ ‬‮«‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬أوقعهم‭ ‬في‭ ‬الهزيمة‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التدين‭ ‬غير‭ ‬المحبب‮»‬،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الأصل‭ ‬عندما‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬الدعوة‭ ‬هي‭ ‬المهيمنة‭ ‬وأن‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقودهم‭ ‬هو‭ ‬التقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬سبيله‮»‬‭.‬

بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الضمني‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬بالسلطة‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬بيدهم‭ ‬كان‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬رفعوا‭ ‬شعاره‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الود‭ ‬الجماهيري،‭ ‬فإن‭ ‬الدعوة‭ ‬المبطنة‭ ‬بشيطنة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬و المناصب‭ ‬المنبثقة‭ ‬عنه،‭ ‬ليست‭ ‬بالبراءة‭ ‬التي‭ ‬تقوده‭ ‬إلى‭ ‬غار‭ ‬ما‭ ‬بجبل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬جبال‭ ‬مداغ‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬حمزة‭ ‬البوتشيشي‮..‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يطمع،‭ ‬وهو‭ ‬يستطيع،‭ ‬أن‭ ‬يجر‭ ‬العقيدة‭ ‬إلى‭ ‬بهو‭ ‬الوزارة‭ ‬الأولى‮..‬

بل‭ ‬هو‭ ‬يقر‭ ‬بهذا‭ ‬الضلال‭ ‬الحكومي‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬الذين‭ ‬ظلوا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بذلك،‮ ‬ومنها إلى شؤون‭ ‬السلطان،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القرآن‭.‬

‭ ‬وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬‮…..‬من‭ ‬أجل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬ورئاسة‭ ‬الحكومة‭ …‬

تكتيكيا،‭ ‬بن‭ ‬كيران‭ ‬يتوب‭ ‬عن‭ ‬الضلال‭ ‬الحكومي‭ ‬واستراتيجيا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العودة‭ ‬‮…..‬إلى‭ ‬الحكومة‮!‬”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى