ماذا بقي للجزائر بعد استقالة بوتفليقه ؟

ان الجيش الوطني الشعبي احد الركائز المهمة والمحددة للتوجهات السياسية الكبرى والمصيرية للدولة الجزائرية ولسنا مخطئين ان قلنا الوحيد الذي يملك القرار السياسي داخليا وخارجيا .
بعد انقلاب 1995 على التجربة الديموقراطية وتغول الجيش على المجتمع المدني ، كانت الجنرالات التي استولت على الثورة والجمهورية مثل خالد نزار وتوفيق والعماري و لمين زروال وغيرهم كثير (كابورالات فرنسا)تسعى الى اجتثات المكونات الديموقراطية عبر آلية البدائل المدنية من قبيل احمد الغزالي ورضا مالك غير ان تعنت بعض الشخصيات الوطنية بن بلة وايت احمد ومهري والتي كانت تخطط لمشروع العقد الوطني سنة 1995 عبر مشاورات سانت جيديو لإنقاذ الجزاىٌر من حمام الدم أربك تحالف الكابرانات ودعاة التحكم الامر الذي أودى بالجزائر الى العشرية الدموية والتي خلفت ما يفوق 200 الف قتيل .
كان مجيء ببوتفليقة سنة 1999 لحكم الجزاىٌر تعبير وكليشي clichy سياسي عن أزمة موسسة الجيش في إدارة الدولة والحكم بعدما صفوا جسديا شخصيات وطنية مثل بوضياف و حشاني …من طرف عصابة المخابرات العسكرية ومنهم بشير طرطاق والكابران قايد صالح (مجموعة 5 أكتوبر ) واقتناص رؤوس الجبهة الاسلامية للانقاذ وإهانة الشخصيات السياسية الكبرى او ما يسمون بآباء الثورة امثال بن بلة و أيت احمد … وتمريغ أنف مهري في التراب و اذلاله وتدمير المعارضة السياسية تحت مطية إنجاح مشروع الوءام الوطني .

بقي للجزائر ثلاثة كليشيهات سياسية :

الاول مجموعة الباءات الأربعة ، بن صالح ، بدوي ، بوشارب و بلعيز، وكذا المادة 102من الدستور والتي تعيد انتاج مجموعة ببوتفليقة والجيش اي الروسكلاج السياسي recycler للمشهد السياسي السائد ..وهذا وارد اذا ارتكب الحراك اخطاء وتم استدراجه الى وضعية تضعف من مفعوله السياسي وتفتت نواته الصلبة .

الثاني الجنرالات والذين لهم اليد العليا في البلاد وهم بقيةالكابرانات بعد جلاء الجيش الفرنسي حيث ان تكوينهم المهني والعسكري متدني ويستعينون في إدارة والتعامل مع الحراك باطر اجنبية متمرنة على إدارة الأزمات، فالمطلوب محاولة تفكيك ما بداخلهم من لذة الحكم والاستحواذ على السلطة وكذا دفاعهم على مواقعهم ومصالحهم ،ثم إيجاد نوع من الحماية القانونية و الاشادة بعقيدتهم الوطنية في الدفاع على سيادة الوطن ،لرفع يدهم على السياسة.
التصفية السياسية لخصوم البارحة لايخدم مستقبل الجزاىٌر ،فالانتقال الديموقراطي في اسبانيا مع الجنرال فرانكو وفي البرتغال مع الجنرال سالازار أحسن خارطة طريق للتفاهم مع المؤسسة العسكرية .
ان الغول اذا فقأت عينيه ذبح وكسر ودمر،وإذا اقتلعت اسنانه تريث وهادن وغدر ،وإذا أوجدت له المسالك تدفق وأخذ مكانه كالماء بين المعارج .

الثالت الحراك السلمي والذي عليه ان يصوغ مطالبه بشكل محكم وسلس ويتجنب السقوط فى المطبات الأمنية والاستدراج الى حالات سياسية من قبيل تصعيد العصيان المدني نحو شُل الدولة وتاءزيمها من الداخل والدخول في الصراع المباشر مع الجيش ،
وإنما بتدليل الصعاب والتفاعل الإيجابي مع المخارج السياسية للدولة لإيجاد الإطار السياسي لبناء الجمهورية الثانية وليس هدم الدولة ، والتفاوض مع الجنرالات لتفكيك ما بداخلهم من لذة الحكم والتغول وإعطاءهم نوع من الحماية القانونية والحذر من الجبهة الليبية ذات المردود السلبي على استقرار الجزاىٌر .

كاسة البشير. مونبليي 06/05/2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp