الــجـزائــر : مــن رئـيـس ” لَــمْــصـاريــنْ ” إلــى رئـيـس ” الــكــوكــايـيـنْ “

مــحـمـد ســعــدونــي

بالموازاة مع تطورات قضية الصحراء المغربية خاصة في جانب العلاقات المستجدة للملكة المغربية مع حلفائها الأفارقة التقليديين والجدد، فقد عــرّى وباء  ” كــورونــا ” المزيد  من عيوب وترهات وأكاذيب النظام العسكري الفاشي الجزائري، الذي سارع إلى اغتنام هذه   الفرصة لاستعادة  الشارع والساحات  و”العاصمة ” من الحراكــــيين وتشديد  القبضة البوليسية الحديدية، وتلميع  “العــسكــر”  بالمساحيق الإعلامية، لابتلاع  الصّدمات الشعبية، لأن النظام الجزائري يعي جيدا أن القادم بعد ” كــورونــا” هو الأسوأ على الإطلاق، وسوف يتسبب  في أزمات أخطر من تلك التي هي الآن   تنخر الجزائر بسبب الفساد والصراع على السلطة، وبسبب مخلفات الحقبة البومدينية – البوتفليقية البالية التي يحاول ” تـَــبـّـــونْ” استنساخها لتلهية ” الخاوة” تحت ذريعة التصدي للأيادي الأجنبية والأخطار الخارجية الوهمية، ليبقى العسكر (…) هو الحامي الوحيد للشعب الجزائري الذي اختار ” عبد المجيد تـــبـّـون ”  رئيسا له، الذي  ووَقـف  في وجه ” النّاتـُـــو” الذي يسعى  لتطويق الجزائر من الجنوب ومن الشرق  و.. مـن  المغرب ؟؟؟،

كل الجنرالات الجزائريين، وكل المسؤولين في الحزب السياسي الأول جبهة التحرير  FLN، وشقيقه RND ومن يدور حولهم ويسبح بحمدهم  تربوا على عقيدة سياسية  راسخة من المدرسة إلى الثكنة وهي : معاداة المغرب منذ نعومة أظافرهم خاصة مع مجيء  بوتفليقة (  دخل قصر المرادية على ظهر دبابة ) الذي سَخَّـرَ كل طاقات بلاده ضد المغرب، لكنه  “خسر السلطة والدنيا ” … وهي العلامة التي لم يتعظ به ” الرئيس المُعَيَّـن ” تبون “( دخل قصر المرادية على ظهر بـابـورْ كـوكـايـيـنْ)  والذي ما زال يستهين بعلاقات بلاده بالمغرب، وكأنه لم يقرأ عن المصير  بوتفليقة الذي كان يعتبر نفسه مركز القرار في الجزائر التي ما زالت لم تتعافى بعد من  مأساة  دامت 10 سنين،  استغلها لوضع  كل السُّلط في يده ولتكريس عداوة  الجزائريين اتجاه المغرب، وشغل الجيش   بقضية الصحراء المغربية، صحيح أن الحراك نجح في إسقاط  بــوتـفليقــة، لكنه ما زال”(( يواجه قـُـمْقـُـمْ  جبهة التحرير … وخطورة وضع الجيش الجزائري اتجاه المغرب، وهي العقيدة  التي  نمّاها بوتفليقة بين جيشه والمغرب، فقد حكم بومدين بالجيش، وبعد بومدين أصبح الحكمُ للجيش ./ الأسبوع الصحفي / الحقيقة الضائعة عدد : الخميس  04أبريل 2019)).

على غرار بوخروبة ، بوتفليقة عتمد على الأسلوب القديم التقليدي الذي كان – إلى وقت قريب- يحلوا للخاوة سماعه من بومدين،  أما المَعْـنىَ فهو ” للــمَــرّوكْ “:  سياسة النفخ في الذات والنوم في عسل البروباغـونْدا وشعب النيف ” وحْنا لي نـَعـْطيو طْـرايحْ “، تاركا سياسة القمع والتضييق للبوليس والدرك والعسكر، أما  سياسة ” لـَمـْصـاريــنْ “، وبعد 10 سنوات من الإرهاب عاشها ” الخاوة ” في رعب وخوف وجوع…   جاءت سياسة  “الجزرة والعصا ” المستوردة من الثكنات الستــالينيــة … لخصها في  جعل الشعب  يفكر فقط  في الحصول على كيس حليب وحبات بطاطا …، عملا بمقولة ” أويـحـي” ” جَـوّعْ كلبك يتبعك “، و” قد يعمي الجوع‘ الكلْبَ فيأكل صاحبَه “.

 بوتفليقة شن حربا شاملة على المغرب في ملف  قضية الصحراء المغربية ، وسخر كل ما أتيح له من فرص ، فدخل في منافسة شرسة لانتزاع  الريادة من المملكة المغربية، فكان  تورطه المفضوح لاسترجاع ” الزاوية التيجانية ” من المغرب، ونقل اشعاعها من فاس  إلى عين ماضي ، وهو ما تفطن له شيوخ ورواد ” التيجانية” في المغرب وفي أفريقيا وفي العالم العربي … تقول أخبار وتقارير أن بوتفليقة خصص لهذه المهمة القذرة   أكثر من 65 مليار دينار جزائري، لكن التيجانيين احتكموا إلى الشرعية التاريخية  وللحق المغربي، وأحبطوا مكائد  بوتفليقة الرامية إلى  إحياء أمجاد دينية وروحية زائفة ، لتقوية  حكمه   ولضمان بقاءه  في السلطة بكل أريحية وبدون منازع.

فكل المحيطين ببوتفليقة ، ونزولا عند رغبة وعقيدة النظام العسكري الفاشي ، كانوا  رهن إشارت “كبرانات فرنسا” لنيل رضاهم، وهو ما وشى به تصريح لوزير الشؤون الدينية السابق محمد بن عيسى عندما زار تندوف واتهم المغرب بالتضييق على ” الشعب الصحراوي” في ممارسة شعائره الدينية ( هكذا)، مع العلم أن مهمة وزراء الشؤون الدينية والملل الأخرى في البلاد العربية والإسلامية  هي نشر خطاب التسامح والتقارب بين الشعوب ، وفق الشريعة الإسلامية الوسطية والسمحة، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المذهب السني المالكي الأشعري- ومنذ قرون  – هو المتبع والموحد الروحي  لشعوب  المغرب العربي !!!

وعلاقة بموضوع المقال،  مرة أخرى وجد المغرب نفسه مضطرا للرد على الجزائر، عندما تصدت  صحف ومواقع مغربية للاعب  كرة القدم الجزائري رابح ماجر، الذي  حشر  أنفه ” المُخَـنّــَنَ” في قضية الصحراء المغربية، وورّط  معه منظمة  “اليونسكو” التي وثقت به وعيّنته سفيرا لها للنوايا الحسنة شهر أكتوبر 2011 ، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سارعت إلى نفي كل  أكاذيب  الصحف الجزائرية بشأن مشاركتها  في ندوة حول “حقوق الطفل الصحراوي” نظمتها  البوليساريو في معسكرات العار والاحتجاز في شهر يونيو 2012، وأكدت  المنظمة أن هذه “المعلومات عارية من الصحة”،  “((وحَمَّلت مسؤولية وتبعات مثل هذا اللبس للمبادرة الشخصية للاعب كرة القدم الجزائري السابق رابح ماجر الذي استغل  صفة سفير النوايا الحسنة  “لليونيسكو ” وقام بزيارة لتندوف ، حاملا معه كمية من علب ” التـُّـونْ ” و “الفــورمــاجْ ” و”كـــاشـــيــرْ الـحــلوفْ” كمساعدات إنسانية  للشعب الصحراوي، لاتسمن ولا تغني من جوع، والآن وفي خضم انتشار جائحة كورونا، هاهم المحتجزون في تندوف يعانون من المجاعة ، أما البوليساريو فقد تحول إلى عصابة للسرقة وقطع الطريق على القوافل المغربية المتجهة لموريطانيا بالمواد الغذائية . أما فضيحة الكوكايين فما زالت تطارد  الرئيس تبون والمتورط فيها نجله، لكن  بدون الإحساس  بعقدة الذنب مع الأسف،  لأن  أرباحها  ستضخ  في خزينة العصابة الحاكمة و بالعملة الصعبة التي تناقصت بسبب تهاوي أسعار النفط ، يقول محللون إن  كمية 701 كيلوغرام من الكوكايين كانت مهربة مع لحوم مستوردة ،   ربما تعتبر  الأكبر التي يتم ضبطها في الجزائر  منذ 2012، وربما يكون قد سبقتها صفقات أخرى ، تمت بين البوليساريو وحزب الله اللبناني، بعدما  تم ضبط 165 كيلوغراما  من هذه المخدرات مهربة مع بـــودرة حليب استوردتها شركة حكومية لصناعة الحليب من  “نيوزيلاند” في عملية جس نبض ،  كمية 7 قناطير من غبرة الكوكايين أحدثت  ضجة إعلامية في الداخل والخارج، ومع ذلك  ” تبون يُعينُ رئيسا على الجزائر المنكوبة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp