زمن كورونا، ماذا ينتظر منا الوطن؟..

بقلم : رشيد زمهوط
في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ البلاد والبشرية وأمام الخطر غير المرئي الداهم الذي يتهدد سلامة وصحة المغاربة لامجال لخطاب التهويل ولامكان أيضا لخطاب التهوين.. والمنطقي و المطلوب أن نسمي الأمور بمسمياتها بكل جرأة وتجرد وموضوعية و مسؤولية.
صحيح أن حالة الطوارئ الصحية قرار غير مسبوق في تاريخ المغرب المعاصر..
ومن الطبيعي أن خطوة استثنائية من قبيل هذا الحدث و الإجراءات غير المعتادة ستخلف إرتباكا محسوسا لدى المواطنين ولدى السلطات بالنظر إلى عاملي المفاجأة والتحديات المتسارعة التي تفترض قرارات و تدابير جريئة واستعجالية غير معهودة.
بالنظر إلى كل هذه التفاصيل الجوهرية لا يمكن إلا أن نحيي أولا السلطات ومؤسسات الدولة التي تحملت مسؤولياتها كاملة وبدون تردد من أجل هدف وطني نبيل وهو صيانة الصحة العامة وحماية الساكنة من شبح العدوى وابعادها قدر المستطاع عن بؤر تفشي الفيروس شديد العدوى.
من الواضح وهو مطلوب ان الدولة اختارت في لحظة مفصلية حاسمة مصلحة المواطن وسلامة الشعب المغربي وغلبتها على ما دون ذلك من الاعتبارات مضحية بالكثير من أجل هذه الغاية النبيلة وهو قرار حاسم و محبذ في جميع الأحوال والظروف.
تحية أيضا للمواطنين الشرفاء الذين انخرطوا بوعي ومسؤولية في جهود تنزيل التدابير الاستثنائية بغض النظر عما يسجل أو يمكن أن يسجل من قصور أو زلات محدودة في بعض المناطق… لأن مجهودا تعبويا بهذا الحجم و الضخامة في اجل محدود في أيام قليلة يتطلب فعلا لوجيستيكا ضخما وغير مسبوق وإمكانيات مادية وبشرية جد معتبرة.
حقيقة أن مؤسسات الدولة كانت وما تزال أمام امتحان ضخم ومصيري يتعين علينا كإعلام ومواطنين أن ندعمه ونتعبئ لإنجاحه بوعي ووطنية بغض النظر عن التفاصيل التي قد تزعجنا…
تحية أيضا لأطر الداخلية ورجال الأمن بمختلف درجاتهم وللمنتخبين وموظفي الدولة بمختلف المصالح الخارجية الذين تركوا أسرهم ومنازلهم تلبية لنداء الواجب ولخدمة المواطنين…
تحية وتقدير لأطر الصحة من أطباء وممرضين وأعوان إداريين الذين يواجهون الفيروس ويسعفون الحالات ويستمرون في أداء واجبهم الإنساني رغم كل المخاطر والإكراهات…
تحية للمصالح الجماعية المتجندة لخدمة الساكنة و تتبع و تعقيم البؤر المحتملة لانتشار الفيروس ولعمال النظافة الذين يضحون من أجل أن تستمر خدمة المرفق العام و تظل احياء المدينة نظيفة…
تحية للمواطن الذي يتفهم كل هذه الإجراءات الإستثنائية و ينخرط فيها بوعي ومسؤولية…
ستمر حتما الأزمة وستعود الحياة اليومية إلى سابق عهدها وتتحول هذه المحنة الى مجرد إمتحان قاهر أظهر فيه المغاربة معدنهم الأصيل ولبوا فيه مجددا وكعادتهم نداء الوطن و الواجب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp