رسائل إنسانية في صفقة تبادل الأسرى بين حماس والكيان الصهيوني.

الكاتب : الطيب الشكري

عندما تم الإعلان عن هدنة لمدة خمسة أيام بين الكيان الصهيوني الغاصب وحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد قرابة شهرين من اندلاع طوفان الأقصى والذي تم بموجبها تبادل الأسرى لدى الحركة بالمعتقلين في سجون العدو، كان الجميع يرى أنها مجرد عملية تتم عقب كل حرب تشنها إسرائيل على الفلسطينيين وخاصة على قطاع غزة.

لكن ما تناقلته وسائل إعلام عربية ودولية ومنها حتى العبرية كان بمثابة صدمة للعدو الصهيوني الذي وجد نفسه في مأزق كبير بعد إدلاء المفرج عنهم من الإسرائليين والإسرائيليات بتصريحات كلها شكر وامتنان وتقدير للمعاملة الجيدة وللرعاية الصحية والنفسية التي حضوا بها خلال مدة احتجازهم، والتي لم تتوقعها حكومة المجرم نتنياهو وصقور حزبه وحكومته.

بل ذهب بعض المفرج عنهم إلى أبعد من ذلك بعد تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي لنساء تحدثوا بصدق عن الحفاوة التي تلقوها أثناء احتجازهم من قبل رجال المقاومة وكوادرها حيث كتبت في هذا الصدد، دنيال وهي واحدة من المفرج عنهم، ” للجنيرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة، يبدوا أننا سنفترق غدا، لكنني أشكركم من كل أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها اتجاه ابنتي ايميليا، فقد كنتم لها مثل الأبوين، دعوتموها لغرفتكم في كل فرصة أرادتها، فهي تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقائها ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب حقيقيون وجيدون، ثم أضافة، بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم في الطريق ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة، ثم واصلت حديثها قائلة، لم نقابل شخصا في طريقنا الطويلة هاته من العنصر وحتى القيادات إلا تصرف تجاهها برفق وحنان وحب، الأسيرة الإسرائيلية واصلت حديثها بالقول، أنا للأبد سأكون أسيرة شكر،لأنها لم تخرج من هنا مع صدمة نفسية، سأذكر لكم تصرفكم الطيب بالرغم من الوضع الصعب الذي كنتم تتعاملون معه بأنفسكم والخسائر الصعبة التي أصابتكم هنا في غزة لتختم تدوينتها قائلة أتمنى لكم الصحة والعافية، صحة وحب لكم ولأبناء عائلاتكم شكرا شكرا.
هي واحدة من عشرات الشهادات التي أدلى بها عدد من المفرج عنهم والتي أسقطت كل التهم التي كالها ويكيلها الإعلام الصهيوني والغربي الذي حاول أكثر من مرة تشويه الحقائق وإبراز عناصر المقاومة كوحوش وتجريدهم من إنسانيتهم، لكن عملية التبادل كشفت زيف الإعلام الصهيوامريكي وعرت عورته بعد أن سقط في امتحان المصداقية، كما كانت صفقة التبادل، بالرغم من حجم الدمار الذي لحق بغزة وفضاعة الجرائم التي اقترفها النازيون الجدد من الصهاينة وقوافل الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة، فقد كانت رسالة للعالم أجمع عن نبل وانسانية رجال المقاومة وحِلْمهم في التعامل مع أسرى الحرب خلافا للتعامل الذي قام ويقوم به جيش الاحتلال الصهيوني في تعامله مع الأسرى من الفلسطينيين الذين يعيشون أصنافا من التعذيب النفسي والجسدي.
لقد كانت ملامح الفرح بادية عن المفرج عنهم من الجانب الإسرائيلي، وكان تبادل التحايا بينهم وبين عناصر المقاومة رسالة سلم ومحبة على أن الحرب وما خلفته من دمار وضحايا لن تزيد الفلسطينيين سوى صمودا ومقاومة وأن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل إلى العيش بأمن وسلام وأن استمرار العدوان الإسرائيلي وبالوحشية التي نقلتها للعالم كاميرا الصحفيين وسياسة القتل والقمع والحصار المفروض على قطاع غزة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق الصهاينة لأهدافهم الخفية والمعلنة بعد العمليات النوعية التي نفذها رجالات المقاومة وأسرهم العديد من جنود العدو وآلياته رغم التعتيم والتضليل الذي مارسته قنوات إعلامية أمريكية واسرائيلية في تشويه صورة المقاومة والتي سقطت كلها أمام أنظار العالم لا حر والتي كانت معاملة الأسرى من الجانب الفلسطينيي إحدى سيماتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى