بيان بشأن الإقتتال الدائر فى مدينة طرابلس الحبيبة

يقول الحق في كتابه الكريم ( بسم الله الرحمن الرحيم، مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) ، صدق الله العظيم، ويقول نبينا محمد صلي الله عليه وسلم : (كل المسلم علي المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه)
أما بعد ففي هذا اليوم يراقب العالم مدينة طرابلس وهي تتعرض لموجة عالية من العنف والإقتتال بين الإشقاء الليبيين، وفي ظل الصمت الذي تمارسه الجهات الرسمية الليبية المسؤولة عن أمن الوطن والمواطن، وفي ظل تغاضي وإهمال المجتمع الدولي عن التجاوزات والإنتهاكات التي تطال المدنيين العُزَّل في مدينة طرابلس، وتشكل تعديا صارخا على حياتهم وأرزاقهم، نتوجه إلي كل الأطراف الليبية، وعلى جميع المستويات الرسمية والأهلية أن تخرج عن صمتها، وتعمل على وقف الإقتتال بين أبناء الشعب الواحد، واننا إذ ندين ممارسة الإبتزاز لتحقيق مصالح شخصية، و فرض الإرادة على الغير باستخدام القوة، والسلوك الذي يدخل في التعريف الدولي للارهاب، فإننا ندين هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة، والمحرمة دينيا واخلاقيا، والمحرمة قانونيا بنصوص التشريعات الجنائية الوطنية والدولية، وكل القيم والأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية لحماية المدنيين، والقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الانسان . نؤكد على ضرورة أن يتحمل المجلس الرئاسى، ومجلس النواب، ومجلس الدولة، والحكومتان، وكل الجهات الرسمية مسؤوليتها الكاملة في حماية الوطن والمواطن، ومنع تكرار حدوث مثل هذه التجاوزات والانتهاكات.

 إننا ندعم مبدأ التعايش السلمي، والجلوس على طاولة الحوار، فلا حل إلا بالحوار، وندعو إلى إيقاف هذه الحرب فوراً، و انسحاب كل الكتائب المسلحه من داخل طرابلس، ومن محيطها، و تسليم مهمة حماية الأمن للجهات النظامية الشرطية، والعسكرية، والقضائية، المخولة قانونا بذلك، كما ندعو إلى ضرورة فتح تحقيق محايد عاجل لتحديد المسؤوليات عن كل الجرائم الناتجه عن هذه الأحداث الداميه، وندعو مجلس النواب، والمجلس الرئاسي، ومجلس الدولة، وحكومتي ليبيا إلي تحمل مسئولياتهم كاملة أمام شعبهم، لوقف هذا العبث بالوطن والمواطن، ووضع حد للأسباب و الذرائع التي أدت لمثل هذه الافعال، ومعالجة أسبابها، ودوافعها، ونتائجها، ندعو الامم المتحدة من خلال البعثة الدولية في ليبيا أن تتحمل مسئوليتها السياسية والأخلاقية ، وأن تعمل علي إيقاف مسلسل الحرب والقتل والدمار، بالنظر في البيانات الصادرة عن كل الكيانات الثقافية والسياسية بخصوص وجوب التعجيل فى الإنتخابات البرلمانية والرئاسية العاجلة، وإيقاف أي محاولات لنشوب أي حروب أهلية، وإعادة النظر في تعديل الإتفاق السياسي بما يحقق مشاركة وطنية واسعه، تنتج سلطة تشريعية متفق عليها، ودستور منظم، وحكومة موحدة، تبسط سلطاتها على كامل التراب الليبي، وتعالج مشكلات وأزمات المواطن اليومية الخانقة، وتوقف أي محاولات للعمليات الحربية .
نؤكد على وحدة التراب الليبي، ونطالب بخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية التي تهدد استقرار وامن الدولة، وندعو كل أبناءنا بالمجموعات المسلحة المتقاتلة، وكل الأطراف المتناحرة في طرابلس وماحولها إلى تحكيم العقل، ورفع شعار التعايش السلمي، وعدم المساهمه فى إحداث الفوضى وإستخدام السلاح داخل الأحياء السكنية والشوارع، وإغلاق الطرق، وتعطيل مصالح الناس. وأن يجنبوا أنفسهم وأهلهم وشعبهم فتنة لن تترك إلا مزيداً من الخراب والفقد والدمار، نؤكد بأننا على استعداد تام لتكوين فريق وساطة متوازن ومحايد من أجل بدء مساعي الوساطة بين الأطراف المتحاربة.
لقد عانى شعبنا خلال هذه السنين ويلات الحرب و القتال، وآن الآوان أن نتجه إلى السلام والبناء والتنمية والاعمار، بتغليب لغة العقل، والحوار، والعفو، والتسامح، والتصالح . فلا منتصر في هذه الحروب بين أبناء الشعب الواحد، ولا مستفيد أو كاسب فيها سوى أعدائنا جميعا . وإن إستمرارها هو خسارة للوطن ، خسارة لنا جميعا ، وضياع وتشوه لشبابنا وطاقاتنا ، وهدر ونزيف لمقدراتنا وثرواتنا، فربنا واحد ، وديننا واحد ، ووطننا واحد، ومصيرنا واحد.
ألا فأتعضوا ، واحقنوا دماءكم ، و بادروا الي الخير الذي أمرنا به المولي عز وجل .
عاشت ليبيا حرة موحدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدر عن ملتقى القياديات الليبيات برعاية:

  • شبكة إتحاد منظمات المجتمع المدنى فى ليبيا
  • ومنظمة نبض ليبيا للسلام

بتاريخ 27/ اغسطس /2022 م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى