المعارض الجزائري كريم طابو يكتب عن المراقبة القضائية الأسبوعية التي تطاله.

ككل يوم اثنين من الأسبوع، قمت هذا الصباح بالتوقيع الإلزامي والإجباري على سجل الرقابة القضائية الخاص بي، وهي أيضا فرصة لي، لكتابة بعض السطور من باب التذكير المفيد، حول نضالنا من أجل الحقوق والحريات، والذي لايزال وسيبقى ثابتا.

كل هذه القيود القضائية، الإعتقالات والأحكام التعسفية، تعزز في كل واحد منا، هذه القناعة التي لا تتزعزع، بأن هذا النضال وبغض النظر عن طابعه العادل والمشروع، هو رفض للخضوع والاستسلام للغباء.

وإذا كنا مصرين على الاستمرار في هذا النهج، رغم كل هذه المصاعب والعقبات والتضحيات، فذلك لأننا نفعل ذلك عن قناعة، ولأننا أعطينا كلمتنا للبقاء أوفياء مخلصين حتى بزوغ فجر الديمقراطية والحقيقية.

كتب ألدوس هكسلي وهو كاتب وروائي بريطاني قائلا (الدكتاتورية المثالية، ستكون دكتاتورية بمظهر ديمقراطي، سجن بلا جدران، لا يفكر فيه السجناء في الهروب، نظام عبودية، حيث بواسطة الاستهلاك والترفيه، يصبح فيه العبيد يحبون عبوديتهم) ورغم من أن نضالنا متأصل بقوة في قيم الوحدة والتضامن، ومرتبط بالطابع السلمي بشكل لا ينفصم، إلا أنه من المفيد تنظيفه من حسابات كل هؤلاء السياسويين اللصوص، المنجذبين للمعالف، ومن كل هؤلاء المزيفون والمزورون، الذين تحتفظ لهم السلطة بأدوار ترفيهية.

وكأنه لمحاولة إفشال وإحباط ديناميكية التغير التي لا رجعة فيها، وللتأجيل لبعض الوقت حتمية التحول الديمقراطي، السلطة تعيد تفعيل امتداداتها وأدواتها، وتعيد فتح أبوابها للمخلصين لها، ولأرانب السباق، في آخر نفس له للبقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى