الـجـزائـر : مــن ” بَــابــورْ الْــغُــبْــرَة الــبــيــضَا ” إلى ” بـَـابــورْ الــبُــولَــة الــحَــمـْـرا ” ( الـحـلـقة 2).

وجــدة. مــحمــد ســعــدونــي.

في علاقات الدول والأنظمة سواء بين جارين أو بين أطراف متعددة أو تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية  … غالبا ما تكون حرب البلاغات والتصريحات بين دولتين أوْ بين دول متعددة  مغلفة  باللباقة الدبلوماسية قد تترك هامشا يسمح للعودة إلى حوار وتفاهم أدنى،  قد يعيد بعض المياه إلى مجاريها ، لكن ما بين المغرب والجزائر فالوضع مختلف تماما منذ سنة 1965، وحتى لا نخوض أكثر في كل ما تفوه به المسؤولون الجزائريون    من كلام جارح وبديء في حق المغرب… سوف نكتفي بتصريحات رسمية جزائرية،  خاصة في فترة ” بوتفليقة” ، من وزراء ومسؤولين وصحفيين جزائريين وحتى من بوتفليقة نفسه،  لدرجة – وكما قلنا في الحلقة الأولى – إن جهابذة السياسة والعلاقات  الدولية، وأهل الحل والعقد : ( قد فشلوا في  إخضاعها لسرير التحليل النفسي، كما  وشت بها  زلة اللسان التي فضحت وزير الخارجية الجزائري  “صبري بوقادوم ” الذي قال في مؤتمر صحافي: “إن السلطات الجزائرية كانت دائما تحرص على أن تصب الزيت على النار، خاصة في علاقتها مع المغرب”.)، سبقه إلى هذا أحمد أويحي ثم عبد مساهل ثم جمال ولد عباس، وحتى الوزير الجزائري السابق للشؤون الدينية محمد عيسى الذي زار معسكرات المحتجزين الصحراويين في تندوف وقال إن ” الشعب الصحراوي المحتل يعاني من سياسة التضييق في ممارسة شعائره الدينية، وهو الوزير الذي مهمته تكريس التسامح الديني والتقارب الروحي بين المسلمين وغير المسلمين …حتى أن جزائريين من مريدي الزوايا والطرقية استنكروا تلك الخرجة الغير المسبوقة والتي لا علاقة لها بالروابط الدينية والروحية بين  “الخاوا ” وبين المغاربة المندمجين في المذهب المالكي الأشعري السمح والمعتدل الذي يجمع ولا يفرق .

… رَمــتْــنــي بدائــها وانـْــــــسَـــلـَّــتْ:

علاقة بعنوان المقال، وكما يقول المثل العربي الشعبي 🙁 لم يروهم وهم يسرقون …وضبطوهم وهم يتقاسمون المسروق)،  فبعد فضيحة سفينة الكوكايين  التي كانت قادمة من البرازيل والمحملة في ظاهرها باللحوم وباطنها ” بأكثر من 7 قناطر من الكوكايين الخام، تتضاعف الكمية إلى عشرة مرات بعد معالجتها ( تصبح عشرة أطنان…بسعر مليون سنتيم جزائري  للغرام الواحد)، هذه الكمية رصدتها مخابرات  إسبانيا بتعاون مع عملاء لها في أمريكا الجنوبية بحكم اللغة والمصلحة والتاريخ …) ارتبك ” اسْـكـُوبوراتْ ” كبرانات فرنسا في الجزائر بعدما تبين أن عصابة البوليساريو دخلت نادي المتاجرة في الكوكايين خاصة مع حزب الله اللبناني … كبرانات فرنسا ألقوا باللائمة  على  جهات أخرى ، من ضمنها الجنرال هامل مدير البوليس الذي رفض اتهامات الجيش ، بل وجه :((  اتهامات لأطراف لم يذكرها بالاسم “في التحقيق الأولي، أقولها بصراحة،حصلت تجاوزات واختراقات. لكن الحمد لله، القضاة (… ) كانوا بالمرصاد ولم يتركوا الأمور تتميع”. مضيفا: أن”مؤسسة الشرطة عازمة على مواصلة محاربة الفساد، لكن أقولها: من يريد أن يحارب الفساد  يجب أن يكون نظيفا”.))، ويرى بعض متتبعي الشأن الجزائري أن انتقادات اللواء هامل كانت موجهة بشكل غير مباشر للمؤسسة العسكرية ،  الذي كان أول من كشف النقاب عن هذه القضية.)).

فقبل هذه الفضيحة المدوية، وكما تتبع المغاربة والتوانسة والليبيون والمصريون ما تفوه به وزير خارجية العسكر مساهل  في حق المغرب من كلام ينم عن العجرفة والحقد والضغينة التي تغلي في صدورهم وهم الذين عاشوا بيننا وأكلوا” خبزنا وملحنا”، والغريب أن لا أحد نبهه إلى هذا التطاول المجاني، بل أن أحمد أويحي – زكى كلام مساهل وزاد وقال إن المغرب يشن  “حرب الكيف والـكــوكــايين ” على الجزائر، بعدها بأيام انفجرت فضيحة الكوكايين والتي كشفت عصابة جنرالات الكوكايين الذين كانوا يتاجرون بالمخدرت الصلبة لتعويض النقص في العملة الصعبة بعد تهاوي أسعار النفط ، وبعد تنامي ظاهرة تهريب الأموال في ظل الفوضى السياسية والاقتصادية والفساد ، وبسبب مرض بوتفليقة وبسبب الحراك الشعب الجزائري الذي ما زال يطالب برحيل فلول وبقايا نظام بوتفليقة، يقول أحد المتتبعين : << عندما ينهار أي كيان ويلتهم الفساد تركيباته السياسية والعسكرية يصبح على أي كان أن يقرر في المصير البلاد >>، فأويحي إلى وقت قريب كان يصرح بغطرسة واستبداد سلطوي أنه لن  يسمح   “للخاوة “بالتظاهر في العاصمة الجزائرية المقدسة، بل وهدد باللجوء إلى عشرية سوداء أخرى إذا اقتضى الأمر.

الـجــزائــر تـشــن عـلـى الـمغــرب حـــرب الـقــرقــوبــي :

فضيحة أخرى عرفها ميناء وهران بعد ضبط سيارة على متن سفينة كانت قادمة من ميناء ألميريا الاسباني، محملة ب : 340 ألف حبة ” قرقوبي !!!” في ملكية شاب جزائري ثلاثيني، نفس الخبر أعادت بثه الإذاعة الجزائرية الأولى زوال يوم الخميس 12 مارس 2020، وأنه تم توقيف ثلاثة أشخاص آخرين لهم صلة بالعملية ، الكمية تعد الأضخم من نوعها منذ استقلال الجزائر، والسؤال هو : بعد الكوكايين من هم أبطال بــــابــــور حبوب الهلوسة هاته؟ وما هو الهدف من استيرادها ؟

بوتفليقة عمل جاهدا على إغراق الجهة الشرقية المغربية بمواد غذائية رديئة ( دانون – مشروبات غازية – زرابي مغشوشة …) في محاولة لضرب الاقتصاد المغربي، وزاد على ذلك عندما شن علينا حرب القرقوبي  لتخريب عقول شبابنا، يقول أحد الصحفيين المغاربة (مما  “جعلنا نعيش اليوم حربا ثالثة تفرضها علينا الجزائر، وهذه المرة بصيغة جديدة لها عنوان مركزي: حرب الأقراص المهلوسة (البولة الحمرا والقرقوبي وما على شاكلتيهما.)” يـتـبـع –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى