GIL24-TV الجيل الجديد لبرامج التنمية الترابية في المغرب: تحول جذري أم استمرارية للتحكم المركزي؟

اعداد وتقديم : هيئة تحرير Gil24
تصوير : يحي بالي
تتناول هذه الحلقة من “جيل 24 جورنال” نقاشاً جوهرياً حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة في المغرب، وهو موضوع يشغل بال المتتبعين للشان العام.
يدور النقاش حول الفلسفة الكامنة وراء هذه المبادرة، وتحديداً ما إذا كانت تمثل تحولاً عميقاً وجذرياً في العلاقة بين الدولة والمجالات الترابية، أم أنها لا تتعدى كونها عملية تواصلية متقنة تستعمل مصطلحات جديدة مثل الثقة والإبداع المشترك لتغليف نفس الآليات القديمة للتحكم الإداري المركزي.
طرف يرى أنها قطيعة حقيقية:
يُدافع أحد الأطراف عن كون هذه البرامج تمثل بداية تحول حقيقي وقطيعة مع الماضي. ويدللون على ذلك باللغة الجديدة التي تتحدث عن “عقد ثقة” بين الدولة والمواطنين، وبالفلسفة التي تعترف بأن الحلول يجب أن تأتي من الميدان. وقد ترجم هذا التحول إلى آليات عملية مثل تنظيم ورشات عمل موضوعاتية ولقاءات تشاورية موسعة تمكن الفاعلين المحليين من تشخيص المشاكل واقتراح الحلول. كما يُعتبر الالتزام المالي الضخم، الذي يبلغ 140 مليار درهم لقطاعي الصحة والتعليم، وإحداث صندوق برامج التنمية الترابية المندمجة كآلية تمويل مستمر، دليلاً على جدية هذه المبادرة. بالإضافة إلى التركيز على المقاربة المندمجة التي تجمع بين البعدين الترابي والقطاعي.
طرف يرى أنها استمرارية للنهج القديم:
على الجانب الآخر، يرى الطرف المعاكس أن هذه المبادرة هي في الأساس استمرارية لنفس النهج الإداري المركزي، وأنها مجرد دعاية سياسية. ويشيرون إلى أن الهياكل المقترحة تُكرس المركزية؛ حيث يترأس الوالي والعامل (الممثلين المباشرين للسلطة المركزية) اللجان الجهوية والإقليمية. ويُعتبر هذا دليلاً على أنها لامركزية إدارية (Déconcentration) وليست تفويضاً للسلطة الحقيقية لاتخاذ القرار. كما يُلفت النظر إلى أن المسار ينتهي دائماً بالمصادقة على المستوى المركزي، مما يجعل التشاور مجرد “استشارة غير ملزمة”. ويوضحون أن الأهداف الكبرى (مثل فك العزلة وتقوية الخدمات الأساسية) هي نفسها الأهداف التي سعت إليها برامج سابقة فشلت، مؤكدين أن ما تبدل هو فقط “الغلاف والمصطلحات”.
يختتم النقاش بطرح الأسئلة الجوهرية حول العلاقة بين المركز والمحيط في المغرب، وأن التحدي الحقيقي يكمن في مرحلة التنزيل التي ستبين ما إذا كانت هذه الرؤية الجديدة مجرد حبر على ورق أو بدايه لمرحلة أكثر عدالة ونجاعة.
كلمات مفتاحية: التنمية الترابية المندمجة، المغرب، اللامركزية، التحكم المركزي، الوالي والعامل، عقد الثقة، السياسات العمومية، التمويل، جيل 24.









