تقرير أكتوبر عن الأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية المتعلقة بالمملكة المغربية

الأحداث السياسية

شهدت المملكة المغربية في الفترة الأخيرة، خاصة خلال سبتمبر وأكتوبر 2025، موجة من الاحتجاجات الشبابية المعروفة بحركة “Gen Z 212″، والتي اندلعت احتجاجاً على الفساد، نقص الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم، والإنفاق الحكومي الكبير على الاستعدادات لكأس العالم 2030 بدلاً من تحسين الخدمات الأساسية. بدأت الاحتجاجات في 27 سبتمبر 2025، بدعوة من مجموعات شبابية مثل “صوت الشباب المغربي” و”Gen Z 212″، مطالبة بإصلاحات اجتماعية سريعة لتوفير فرص عمل وتطوير المناطق الريفية. واجهت هذه الاحتجاجات قمعاً أمنياً، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، إصابة مئات آخرين، واعتقال أكثر من 2400 شخص. كما أصدرت محاكم أحكاماً بالسجن تصل إلى 162 عاماً مجتمعة على 17 شاباً في أكادير.

رد الملك محمد السادس على هذه الأحداث بخطاب يدعو إلى تسريع الإصلاحات الاجتماعية، مع التركيز على التوظيف والتنمية الريفية. ومع ذلك، استمرت الدعوات للاحتجاجات الأسبوعية، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة الفساد. أبرزت هذه الاحتجاجات الشقوق في النموذج الاقتصادي المغربي، حيث يعاني الشباب من البطالة العالية وفشل الخدمات العامة، رغم الادعاءات الرسمية بأن التقسيم بين الحكومة والمخزن (السلطة الملكية) يحمي الاستقرار. كما أثارت الاحتجاجات نقاشات دولية حول حقوق الإنسان في المغرب، مع دعوات من منظمات مثل هيومن رايتس ووتش لإنهاء القمع.

في سياق آخر سياسي رئيسي، اعتمد مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر 2025 القرار رقم 2797 (2025) بأغلبية 11 صوتاً مؤفّقاً وثلاثة امتناعات، مما يجدد تفويض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام إضافي. يُعد هذا القرار خطوة دعم دولية هامة للمغرب، إذ يصف خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بأنها “الخيار الأكثر مصداقية وواقعية” لتحقيق حل سياسي عادل ودائم وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها السابقة، مع التأكيد على ضرورة استئناف المفاوضات الجادة بين الأطراف المعنية دون شروط مسبقة.

كان الولايات المتحدة الراعي الرئيسي للقرار، الذي حظي بدعم دول أوروبية وأفريقية، رغم معارضة الجزائر وجنوب أفريقيا، مما يعزز الموقف المغربي دولياً ويُظهر التقارب المتزايد مع إدارة ترامب الجديدة في واشنطن. يُتوقع أن يساهم هذا التطور في تعزيز الاستقرار الإقليمي وجذب الاستثمارات، لكنه يثير أيضاً انتقادات من البوليساريو التي ترى فيه إغلاقاً لخيارات الاستقلال الكامل.

الأحداث الاقتصادية

أظهر الاقتصاد المغربي علامات تعافٍ قوية في 2025، حيث رفع البنك الدولي توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.4%، مقارنة بـ3.3% في توقعات سابقة، مدعوماً بتحسن في القطاعات غير الزراعية رغم الجفاف. سجل النمو 5.5% في الربع الثاني من العام (أبريل-يونيو 2025)، وفقاً لبيانات رسمية. يتوقع البنك المركزي نمواً بنسبة 4.6% للعام بأكمله، مدفوعاً بتحسن الإنتاج والتصدير.

ركزت الحكومة على السياحة كمحرك رئيسي، مع هدف جذب 18 مليون سائح وتحقيق إيرادات تصل إلى 13.4 مليار دولار في 2025. كما أصبح المغرب ثاني أكبر منتج للسيارات في أفريقيا، بإنتاج 559,645 سيارة في 2024، مما يعزز مكانته العالمية في المرتبة 23. ومع ذلك، كشفت الاحتجاجات الشبابية عن تحديات مثل البطالة والفقر، حيث يرى الشباب أن النمو الاقتصادي لا يصل إلى الطبقات الدنيا. أشارت تقارير البنك الدولي إلى تباطؤ النمو العام إلى 3.2% بسبب الجفاف، لكن الاقتصاد يظل مرناً. كما أكدت وزيرة الاقتصاد نادية فتاح على أن التطورات العالمية قد تؤثر على التوقعات.

الأحداث الرياضية

تستضيف المملكة المغربية عدة أحداث رياضية كبرى في 2025، مما يعزز مكانتها كمركز رياضي أفريقي. أبرزها كأس أمم أفريقيا (AFCON) 2025، المقررة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، مع جدول مباريات كامل يشمل مجموعات في مدن مثل الرباط وأكادير ومراكش. كما تستضيف بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً من 17 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025. وفي نوفمبر، تستضيف المغرب التصفيات الأفريقية لكأس العالم 2026، مع إمكانية تأهل إضافي.

تشمل الأحداث الأخرى بطولة العالم لكرة اليد للرجال تحت 17 عاماً من 24 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2025، وبطولة الجولف المدرسية العالمية الأولى من 14 إلى 21 يوليو 2025 في الرباط. كما حققت الرياضية ياسمين صالحي لقب بطولة العالم في الكيك بوكسينغ في 2 نوفمبر 2025. وتستضيف الرباط لقاء محمد السادس الدولي لألعاب القوى في 2025. أثارت الاحتجاجات مخاوف بشأن الإنفاق على الرياضة، لكنها لم تؤثر بعد على الاستعدادات.