فوز تاريخي للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي

الرياض – وكالات:
في إنجاز يعكس الجهود الدؤوبة لتعزيز اللغة العربية في المجتمع المغربي، أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فوز الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب بجائزة الدورة الرابعة لعام 2025، وذلك في فئة “نشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية” ضمن فئة المؤسسات. الإعلان الذي جاء صباح اليوم، السبت 26 أكتوبر 2025، يأتي كتتويج لمبادرات الائتلاف الفكرية والثقافية التي ساهمت في نشر الوعي بالسياسات اللغوية وتعزيز مكانة العربية كعنصر أساسي في الهوية الوطنية المغربية.
ووصف الائتلاف هذا الفوز بأنه “يأتي بكثير من الفخر والامتنان”، مؤكدًا أن الجائزة تمثل إقرارًا دوليًا بجهوده في مواجهة التحديات اللغوية المعاصرة. ويأتي هذا الإنجاز في سياق مبادرات المجمع الإستراتيجية التي تتوافق مع برنامج تنمية القدرات البشرية في المملكة العربية السعودية، حيث تركز الجائزة على تكريم الإنجازات التي تطور استخدام اللغة العربية وتنشرها محليًا ودوليًا، مع التركيز على الابتكار والتواكب مع التحولات التقنية والمعرفية.
دعم ملكي ومعايير تحكيم دقيقة
أدلى الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، بالتعليق الرسمي على الإعلان، مشيرًا إلى أن “الجائزة تحظى بدعم سمو وزير الثقافة لعموم برامج المجمع ومشروعاته”. وأضاف الوشمي أن هذه المبادرة السنوية تهدف إلى “تحفيز المبادرات الإبداعية التي ترتقي بالمحتوى العربي”، مشددًا على دورها في تعزيز حضور اللغة في مجالات التعليم والحوسبة والأبحاث.
شملت الدورة الرابعة من الجائزة أربعة فروع رئيسية: تعليم اللغة العربية وتعلّمها، حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية. وقد خضعت الأعمال المرشحة لتقييم دقيق من لجان تحكيم متخصصة، اعتمدت معايير موضوعية تشمل الإبداع، الابتكار، التميز في الأداء، سعة الانتشار، والفاعلية والأثر الاستدامي. وفي هذا الإطار، برز الائتلاف المغربي كفائز في فرع نشر الوعي اللغوي، لدوره البارز في تنظيم حملات توعوية وفعاليات ثقافية تعزز السياسات اللغوية الوطنية، مما ساهم في تعميق الوعي المجتمعي بأهمية العربية كأداة للوحدة الثقافية والاجتماعية.
جهود الائتلاف: من المبادرات إلى التأثير المجتمعي
تأسس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب كمنصة تجمع بين الجهات الثقافية والأكاديمية والمجتمعية، بهدف حماية وتعزيز اللغة العربية في وجه التحديات العولمية. من خلال مبادراته المتعددة، مثل الندوات الفكرية، الورش التدريبية، والحملات الإعلامية، نجح الائتلاف في إشراك واسع من الشباب والمثقفين، مما أدى إلى زيادة الوعي بضرورة دمج العربية في التعليم الرقمي والإعلامي. ويُعد هذا الفوز خطوة نحو توسيع نطاق هذه الجهود على المستوى الإقليمي، خاصة في سياق التنوع اللغوي بالمغرب.
نظرة مستقبلية: تعزيز الشراكات الدولية
يأتي فوز الائتلاف في وقت يشهد فيه العالم العربي إحياءً متزايدًا لدور اللغة العربية كجسر حضاري، وسط التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن يفتح هذا التكريم أبوابًا لشراكات جديدة بين المغرب والسعودية، مما يعزز التعاون في مجال الترجمة الآلية والتعليم الرقمي. كما أعرب الائتلاف عن التزامه بمواصلة المبادرات، قائلًا إن “هذا الفوز ليس نهاية الطريق، بل بداية لجهود أكبر في خدمة لغتنا الخالدة”.بهذا الإنجاز، يبرز مجمع الملك سلمان كمحرك رئيسي للحفاظ على التراث اللغوي العربي، مؤكدًا أن الاستثمار في اللغة هو استثمار في الهوية والمستقبل.









