منح الجماعة في وجدة: رقصة الأرقام مع 103 جمعية بين الشفافية والظلال المبطنة!

وجدة، في أحد أيام الخريف الهادئة – أو ربما في أيام الانتظار الطويلة للمنح السنوية، مع لمسة من الانتخابات القادمة

بقلم: مراقب وجدي فضولي
في مدينة وجدة، حيث يتسلل تساؤل الأهالي عن توزيع المنح الجماعية للجمعيات كالنسيم الخفيف بين أزقة الحي القديم، تأتي الأرقام الرسمية لترسم لوحة تبدو مثالية: 103 جمعية، مع أكثر من مليون وتسعمائة ألف درهم (1,915,000 درهم)، وكأن كل شيء يسير في تناغم سماوي.

لكن، ماذا لو كانت هذه الأرقام مجرد رقصة وردية تخفي خطوات جانبية، حيث تتحول الولاءات إلى شركاء سريين، والوساطات إلى إيقاع خفي يحول المال إلى “جوائز الوفاء” في لعبة افتراضية لا تنتهي؟ طبعًا، هذا كله مجرد همسات من الشارع الوجدي، زي قصة الضفدع اللي يحلم يصير أميرًا – ممكن نعم، أو ممكن لا!

والآن، مع هذا العدد الكبير، أصبحت الرقصة أكثر تعقيدًا، كأنها رقصة جماعية حيث يزداد عدد الراقصين بينما الموسيقى تبقى نفسها.

الفصل الأول: اللوحة الرسمية.. كل شيء يبدو منظمًا كرفوف سوبرماركت كبير!

دعونا ننظر إلى الجدول الرسمي كما هو: قائمة طويلة من 103 جمعية نشيطة في مجالات متنوعة، من دعم ذوي الإعاقة إلى حفلات الغناء الصوفي، مرورًا بتمكين النساء والأعمال الخيرية والرياضة. التصنيف يبدو منطقيًا، كأنه نظام “النجوم” في دليل menu المطاعم، مع تنوع كبير يغطي معظم احتياجات المجتمع واهتمام واضح بالجمعيات النسائية والشبابية، بالإضافة إلى جمعيات متخصصة مثل “جمعية المتبرعين بالدم” و”الجمعية النسائية لمحاربة الإقصاء”:

  • جمعيات التنمية الاجتماعية: الحصة الأكبر (28 جمعية، 27%)، مما يعكس أولوية التنمية المحلية – زي القهوة الصباحية، لازم تكون قوية!
  • الجمعيات الثقافية والفنية: المرتبة الثانية (22 جمعية، 21%)، تأكيدًا على دور الثقافة في بناء المجتمع.. أو على الأقل في تنظيم الحفلات اللي تبقي الجميع سعيدًا.
  • جمعيات ذوي الإعاقة والأعمال الخيرية: 15 جمعية (14%)، إشارة لطيفة للاهتمام بهذه الفئة، رغم أنها تبدو كـ“حلوى بعد الغداء” مقارنة بالأطباق الرئيسية.
  • الجمعيات النسائية: 12 جمعية (11%)، مع اهتمام واضح بتمكين المرأة “لضرورته العصرية”.
  • جمعيات الشباب والرياضة: 18 جمعية (17%)، تركيز على الشباب مع لمسة رياضية، زي “نادي أزيو سبور وحدة” ولو ان الرياضة لها لائحة خاصة، لكن لا بأس شوية ديال المساعدة “ياك هذا غي المال العام حتى واحد مغادي يسوق”.
  • الأخرى: 8 جمعيات (8%)، من البيئة إلى الطبية والمتنوعة، وهكذا “لم يتم نسيان اي احد“.

والجميل في الأمر أن المبالغ تتراوح بين 5,000 و50,000 درهم، كأن هناك معايير “دقيقة” تقيس “حجم الابتسامات” او”عدد اللايكات” في كل مشروع. كل شيء يبدو منظمًا تحت مظلة “الكفاءة والجدارة والاستحقاق“، وكأن لجنة خبراء بتوزع النجوم بناءً على حجم الجمعية أو جودة الورقة المقدمة.

إليك التحليل الإجمالي حسب الصنف، زي قائمة طعام متوازنة كبيرة (مع النسب المالية التقريبية بناءً على التوزيع العام):

الصنف / المجالعدد الجمعياتالنسبةمجموع المبالغ التقريبي (درهم)النسبة التقريبية
جمعيات التنمية الاجتماعية2827%690,00036%
الجمعيات الثقافية والفنية2221%420,00022%
جمعيات ذوي الإعاقة والأعمال الخيرية1514%270,00014%
الجمعيات النسائية1211%210,00011%
جمعيات الشباب والرياضة1817%240,00012.5%
جمعيات أخرى (بيئة، طبية، إلخ)88%85,0004.5%
المجموع103100%1,915,000100%

ملاحظات عامة على اللوحة:

الهيمنة الواضحة للتنمية والثقافة (48% من العدد، حوالي 58% من الميزانية) تشير إلى محورين رئيسيين للدعم، بينما يحصل الشباب والنساء والمعاقون على تمثيل جيد – إن كان حصصهم المالية أقل شوية، زي الوجبات الخفيفة في البوفيه.

التباين في المبالغ (23 جمعية – 50,000 درهم، 38 جمعية – 5,000 فقط) قد يعكس حجم المشاريع أو الأولويات الاستراتيجية الكبرى للمدينة والدولة المغربية وشمال افريقيا، كما ان التنوع الكبير يرسم نسيجًا مجتمعيًا غنيًا، من الفنون إلى الرياضة والمحاربة الاجتماعية يعني الاغاقة والهشاشة الخ….

أمثلة سريعة؟

في التنمية: “جمعية الرصى للتنمية” (50,000).

في الثقافة: “جمعية الريان للإبداع الفني” (50,000).

وفي الرياضة: “جمعية العزم للرياضة والعمل التنموي” (5,000).

كل شيء يبدو.. هادئًا وشاملاً!

الفصل الثاني: الظلال الافتراضية.. عندما تتحول الجمعيات إلى “لاعبين” في دوري الهمسات، مع تعقيد 103 عنصر!

لكن، لو لبسنا نظارة “الشارع الوجدي” – تلك التي تسمع الهمسات بين القهوة والشاي – قد نسمع تساؤلات طريفة: “ليه فلان خد 50,000 وإحنا 5,000؟ ومع 103، هيبقى إيه؟ ده مش عدل، ده فيلم كوميدي سياسي كبير!” هنا تطفو فرضية “المحسوبيةكجني مرح من زجاجة قديمة، مع أدلة “افتراضية” تبدو كقرائن من رواية بوليسية خفيفة، خاصة مع هذا العدد الكبير اللي يوحي بـ”شبكة غامضة” من الجمعيات.

معيار “القرب من الشمس” (أو من دائرة الإيقاع الخفي):
افتراضيًا، لو كان الانتماء أو “الصداقة العائلية” هو السر
، فـ23 جمعية التي حصلت على 50,000 درهم هم “النجوم الأساسيين” في الفريق.

مصادفة بعضهم دايمًا يفوز بالكرة الذهبية سنة بعد سنة، خاصة في سنة الانتخابات؟ أم “دفعهم الإيقاع” من اللي يضمن التمويل الدائم، زي اشتراك لا ينتهي.

مع أسماء توحي بـ”جمعيات ورقية” تشكل وحدها ظاهرة غامضة تختص بها المنطقة الشرقية؟

مغزى الأرقام: 5,000 درهم = “اهدئوا، مش هتغيروا الرقصة!

والآن مع أكثر؟
38 جمعية اللي حصلت على 5,000 (مثل “جمعية النور للتنمية والأشخاص ذوي إعاقة” و”جمعية شباب المستقبل للتنمية”) قد تكون “الاحتياطيين“، والمنحة هنا ليست دعمًا حقيقيًا، بل “حلوى للإسكات“، عشان التوزيع يبدو “عدلًا” في عيون اللي مش شايفين الخطوات الجانبية.

بس لغز التمويل المفقود: الميزانية 1,915,000 درهم، فهل تم اعتماد مبدأ منح رمزية عمدا، أم ذلك مجرد فتات لـ”غير المحسوبين على احد أو المحسوبين على غير المرغوب فيهم” في هذه الشبكة الكبيرة؟

اللغز الكبير: ذوي الإعاقة.. ليه الفرق زي السمكة والحوت في بركة واحدة؟
كيف “جمعية الإرخاء للأشخاص المعاقين” (20,000) و”جمعية الوفاء للطفل المعاق” (20,000) يسبقان “جمعية النور للتنمية والأشخاص ذوي إعاقة” (5,000)، وهم في نفس الملعب؟

افتراضيًا، ربما واحدة عندها “كارت VIP” من الصداقات القديمة، والأخرى تفتقر إليه

ألا يشبه ذلك رقصة حيث يختلف الإيقاع حسب الشريك، خاصة مع التركيز على الشباب (18 جمعية، مثل “جمعية شباب الشرق”) والنساء (12، مثل “جمعية حواء للتضامن النسوي”)؟

الاسم مش كفاية.. الـ”لون الخفي” هو اللي يغني، او يتماهى مع موسيقى الرقصة!
“جمعية التضامن” (15,000) مقابل “جمعية الزيتونة” (5,000): الفارق مش في الاسم، بل ربما في “اللون الحزبي” اللي يحمله الأعضاء، زي ما الزيتونة خضراء هادئة بينما الأخرى ملونة بألوان الاحتفال!

وأسماء عاطفية مثل “الوفاق“، “الأنس“، “الوفاء“، “إكرام” – هل هي صدفة، أم خريطة ولاءات موسعة؟

لو أضفنا “متغير الظلال” إلى اللوحة، يتغير التصنيف افتراضيًا إلى “دوري الهمسات/النويطات” الكبير:

التصنيف الافتراضي (فرضية الظلال)عدد الجمعياتمجموع المبالغ (درهم)النسبة المئوية (عدد/ميزانية)التحليل المبطن
جمعيات “النجوم” (50,000 درهم)231,150,00022.3% / 60.1%“اللاعبين الأساسيين” في الرقصة، شبكة قريبة من الإيقاع الرئيسي. مش صدفة، ربما يجمعوا التصفيق سنويًا تحت غطاء مشاريع جميلة!
جمعيات “الوسط” (10,000-25,000)42575,00040.8% / 30.0%“الشركاء الثانويين”، تحالفات هادئة أو علاقات نصف قوية.. فتات الإيقاع عشان ميزعروش اللوحة!
جمعيات “الهامش” (5,000 درهم)38190,00036.9% / 9.9%“اللي في الظل”، المستقلين أو اللي بعيدين عن الدائرة.. منحة شكلية عشان الرقصة تبدو شاملة، بس بالكاد تشتري خطوة واحدة!

قرائن من الظلال :

غياب التدرج الدقيق (23 عند 50,000 بالضبط؟) يشبه توزيع جوائز عائلية، مش تقييمًا فنيًا.

وفي مجال واحد، ليه “جمعية النور” (5,000) بينما “جمعية الإرخاء” (20,000)؟ ربما الاسم الأخير يشبه فيلمًا مثيرًا أكثر!

أما الأسماء العامة زي “اليد الممدودة” (10,000) مقابل “الزيتونة” (5,000).

ففي غياب الشفافية الكاملة، يصبح التساؤل عن “الإيقاع الخفي” مجرد همسة بريئة، خاصة مع “الشبكة الغامضة” في سنة الانتخابات.

الخاتمة: الجدارة.. بين الورقة والكارت الخفي، مع 103 رقصة محتملة!

في النهاية، يبدو أن “جدارة” الجمعيات في وجدة تُقاس بمعيارين افتراضيين: واحد علني بالمجال والحجم، وآخر مبطن بـ”من تعرف وإلى أي إيقاع تنتمي”.

النتيجة؟ تحول المال من وقود تنمية إلى بنزين لسيارات الرقصة الاجتماعية، 60.1% من الميزانية (حوالي 1,150,000 درهم ل23 جمعية) تذهب إلى “النجوم”، متبوعا ب 30% من الميزانية (حوالي 575,000 درهم ل42 جمعية) تذهب إلى “للوسط”…. بينما الهامش ( حوالي 190,000 درهم ل38 جمعية) يحصل على التصفيق الشكلي .

لو كنا في دولة مثالية: 103 = 103 فرصة للتنمية؛ لكن في الواقع الوجدي (حسب الفرضية دائما): 103 = 103 ورقة ضغط سياسي!

ربما في الجدول القادم، يضيفون عمودًا لـ”درجة التصفيق” أو “عدد الهمسات/النويطات“، أو حتى “شعبة للجمعيات” لإدارة الشبكة!

هل لنا ان نطالب بشفافية: كم من الـ103 ستختفي بعد الانتخابات؟

بس لحد ذاك، هذا كله تحليل افتراضي مبني على تداولات شعبية، لا يعكس وقائع مؤكدة – زي حلم الضفدع، يضحك ويُفكر، ويتركنا نتساءل: هل الرقصة مستمرة، أم هناك خطوة جديدة في الأفق؟

ملاحظة: هذا التقرير خيالي جزئيًا، مستوحى من وثائق منشورة وهمسات الشارع. والمسؤولية تقع طائلتها بشكل فردي لكل من يؤمن بما جاء فيه، لذا للمزيد من الدقة، ننتظر الإيقاع التالي: موقف والي الجهة من الشكاية التي توصل بها، ونتمنى للشفافية ان “وجدت لدى سلطات هذه المدينة” أن تثبت عكس الفرضية!!

منح الجماعة في وجدة: رقصة الأرقام مع 103 جمعية بين الشفافية والظلال المبطنة!插图
منح الجماعة في وجدة: رقصة الأرقام مع 103 جمعية بين الشفافية والظلال المبطنة!插图1
منح الجماعة في وجدة: رقصة الأرقام مع 103 جمعية بين الشفافية والظلال المبطنة!插图2

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!