منح الجماعة في وجدة: رقصة الأرقام بين الشفافية والظلال المبطنة!
وجدة، في أحد أيام الخريف الهادئة – أو ربما في أيام الانتظار الطويلة للمنح السنوية

بقلم: مراقب وجدي فضولي
في مدينة وجدة، حيث يتسلل تساؤل الأهالي عن توزيع المنح الجماعية للجمعيات كالنسيم الخفيف بين أزقة الحي القديم، تأتي الأرقام الرسمية لترسم لوحة تبدو مثالية: 72 جمعية، أكثر من مليون ومئتي ألف درهم، وكأن كل شيء يسير في تناغم سماوي.
لكن، ماذا لو كانت هذه الأرقام مجرد رقصة وردية تخفي خطوات جانبية، حيث تتحول الولاءات إلى شركاء سريين، والوساطات إلى إيقاع خفي يحول المال العام إلى “جوائز الوفاء” في لعبة افتراضية لا تنتهي؟ طبعًا، هذا كله مجرد همسات من الشارع الوجدي، زي قصة الضفدع اللي يحلم يصير أميرًا – ممكن آه، و ممكن لا!
الفصل الأول: اللوحة الرسمية.. كل شيء يبدو منظمًا كرفوف السوبرماركت!
دعونا ننظر إلى الجدول الرسمي كما هو، بدون نظارات إضافية: قائمة طويلة من الجمعيات النشيطة في مجالات متنوعة، من دعم ذوي الإعاقة إلى حفلات الغناء الصوفي، مرورًا بتمكين النساء والأعمال الخيرية. التصنيف يبدو منطقيًا، كأنه نظام “النجوم” في دليل المطاعم:
- جمعيات التنمية الاجتماعية والمستدامة: الحصة الأكبر (455,000 درهم)، مما يعكس أولوية التنمية المحلية – زي القهوة الصباحية، لازم تكون قوية!
- الجمعيات الثقافية والفنية: المرتبة الثانية (365,000 درهم)، تأكيدًا على دور الثقافة في بناء المجتمع.. أو على الأقل في تنظيم الحفلات اللي تبقي الجميع سعيدًا.
- جمعيات ذوي الإعاقة: 80,000 درهم، والله فيهم الخير، إشارة لطيفة للاهتمام بهذه الفئة، رغم أنها تبدو كـ“حلوى بعد الغداء” مقارنة بالأطباق الرئيسية.
- الأخرى: من الشباب والنساء إلى البيئة والمتقاعدين، مع حصص تتراوح بين الاعتدال والتواضع.
والجميل في الأمر أن المبالغ تتراوح بين 5,000 و50,000 درهم، كأن هناك معايير “دقيقة” تقيس “حجم الابتسامات” في كل مشروع. كل شيء يبدو منظمًا تحت مظلة “الكفاءة والجدارة”، وكأن لجنة خبراء بتوزع النجوم بناءً على حجم الجمعية أو جودة الورقة المقدمة. إليك التحليل الإجمالي حسب الصنف، زي قائمة طعام متوازنة:
الصنف / المجال | عدد الجمعيات | النسبة | مجموع المبالغ (درهم) | النسبة |
---|---|---|---|---|
جمعيات التنمية الاجتماعية والمستدامة | 20 | 27.8% | 455,000 | 36.5% |
جمعيات الإبداع الفني والثقافي | 13 | 18.1% | 365,000 | 29.3% |
جمعيات الأعمال الخيرية والتضامن الاجتماعي | 11 | 15.3% | 195,000 | 15.6% |
جمعيات دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة | 7 | 9.7% | 80,000 | 6.4% |
جمعيات تعنى بالشباب | 6 | 8.3% | 105,000 | 8.4% |
جمعيات نسائية | 6 | 8.3% | 125,000 | 10.0% |
جمعيات أخرى (بيئة، مسرح، متقاعدين) | 9 | 12.5% | 120,000 | 9.6% |
المجموع | 72 | 100% | 1,245,000 | 100% |
ملاحظات عامة على اللوحة:
الهيمنة الواضحة للتنمية والثقافة (46% من العدد، 66% من الميزانية) تشير إلى محورين رئيسيين للدعم، بينما يحصل الشباب والنساء والمعاقون على تمثيل جيد – إن كان حصصهم المالية أقل شوية، زي الوجبات الخفيفة في البوفيه.
التباين في المبالغ (من 5,000 إلى 50,000) قد يعكس حجم المشاريع أو الأولويات الاستراتيجية، والتنوع الكبير يرسم نسيجًا مجتمعيًا غنيًا، من الفنون إلى حماية البيئة. أمثلة سريعة؟ في التنمية: “جمعية الرصى” (50,000) بجانب “شباب المستقبل” (5,000).
في الثقافة: “الريان للإبداع” (50,000) مقابل “الأعمال الفني” (10,000). وفي ذوي الإعاقة: “ثلاثي الصبغي” (20,000) إلى جانب “النور” (5,000). كل شيء يبدو.. هادئًا!
الفصل الثاني: الظلال الافتراضية.. عندما تتحول الجمعيات إلى “لاعبين” في دوري الهمسات!
لكن، لو لبسنا نظارة “الشارع الوجدي” – تلك التي تسمع الهمسات بين القهوة والشاي – قد نسمع تساؤلات طريفة: “ليه فلان خد 50,000 وإحنا 5,000؟ ده مش عدل، ده فيلم كوميدي سياسي!” هنا تطفو فرضية “المحسوبية” كجني مرح من زجاجة قديمة، مع أدلة “افتراضية” تبدو كقرائن من رواية بوليسية خفيفة:
معيار “القرب من الشمس” (أو من دائرة الإيقاع الخفي):
افتراضيًا، لو كان الانتماء أو “الصداقة العائلية” هو السر، فالـ20 جمعية اللي حصلت على 50,000 درهم هما “النجوم الأساسيين” في الفريق. مصادفة إنهم دايمًا يفوزوا بالكرة الذهبية سنة بعد سنة؟ Year after year, what perseverance! أم أن “هناك من يؤدي لهم” بمعنى يضمن التمويل الدائم، وكأنه اشتراك لا ينتهي؟
مغزى الأرقام: 5,000 درهم = “اهدئوا، مش هتغيروا الرقصة!”
الـ37 جمعية اللي حصلت على 5,000 قد تكون “الاحتياطيين” أو اللي “مش في الإيقاع نفسه“. المنحة هنا ليست دعمًا حقيقيًا، بل “حلوى للإسكات“، عشان يبقى التوزيع يبدو “عدلًا” في عيون اللي مش شايفين الخطوات الجانبية!
اللغز الكبير: ذوي الإعاقة.. ليه الفرق زي السمكة والحوت في بركة واحدة؟
كيف “ثلاثي الصبغي” (20,000) و”الإيخاء” (20,000) يسبقان “النور” (5,000)، وهم في نفس الملعب؟ افتراضيًا، ربما واحدة عندها “كارت VIP” من الصداقات القديمة، والأخرى تفتقر إليه – أم ان الامر يشبه الرقص حيث يختلف الإيقاع حسب الشريك؟
الاسم مش كفاية.. الـ”لون الخفي” هو اللي يغني!
“التضامن” (15,000) مقابل “الزيتونة” (5,000): الفارق مش في الاسم، بل ربما في “اللون الحزبي” اللي يحمله الأعضاء، زي ما الزيتونة خضراء هادئة بينما الأخرى ملونة بألوان الاحتفال!
لو أضفنا “متغير الظلال” إلى اللوحة، يتغير التصنيف افتراضيًا إلى “دوري الهمسات“:
التصنيف الافتراضي (فرضية الظلال) | عدد الجمعيات | مجموع المبالغ (درهم) | التحليل المبطن |
---|---|---|---|
جمعيات “النجوم” (50,000 درهم) | 20 | 1,000,000 | “اللاعبين الأساسيين” في الرقصة، شبكة قريبة من الإيقاع الرئيسي. مش صدفة، ربما يجمعوا التصفيق سنويًا تحت غطاء مشاريع جميلة! |
جمعيات “الوسط” (10,000-25,000) | 15 | 225,000 | “الشركاء الثانويين”، تحالفات هادئة أو علاقات نصف قوية.. فتات الإيقاع عشان ميزعروش اللوحة! |
جمعيات “الهامش” (5,000 درهم) | 37 | 185,000 | “اللي في الظل”، المستقلين أو اللي بعيدين عن الدائرة.. منحة شكلية عشان الرقصة تبدو شاملة، بس بالكاد تشتري خطوة واحدة! |
قرائن من الظلال ): غياب التدرج الدقيق (كل الـ20 عند 50,000 بالضبط؟) يشبه توزيع جوائز عائلية، مش تقييمًا فنيًا.
وفي مجال واحد، ليه “النور” 5,000 بينما “ثلاثي الصبغي” 20,000؟ ربما الاسم الأخير يشبه فيلمًا مثيرًا أكثر!
أما الأسماء العامة زي “اليد الممدودة” (10,000) مقابل “الزيتونة” (5,000)، ففي غياب الشفافية الكاملة، يصبح التساؤل عن “الإيقاع الخفي” مجرد همسة بريئة.
الخاتمة: الجدارة.. بين الورقة والكارت الخفي!
في النهاية، يبدو أن “جدارة” الجمعيات في وجدة تُقاس بمعيارين افتراضيين: واحد علني بالمجال والحجم، وآخر مبطن بـ”من تعرف وإلى أي إيقاع تنتمي”.
النتيجة؟ 80% من الميزانية (حوالي مليون درهم) تذهب إلى “النجوم والوسط”، بينما الهامش يحصل على التصفيق الشكلي من 72 جمعية تبدو شاملة.
ربما في الجدول القادم، يضيفون عمودًا لـ”درجة التصفيق” أو “عدد الهمسات”، عشان الرقصة تبقى واضحة زي الشمس!
طبعا، هذا كله تحليل افتراضي مبني على تداولات شعبية، لا يعكس وقائع مؤكدة – زي حلم الضفدع، يضحك ويُفكر، ويتركنا نتساءل: هل الرقصة مستمرة، أم هناك خطوة جديدة في الأفق؟
هذا التقرير خيالي جزئيًا، مستوحى من وثائق منشورة وهمسات الشارع. والمسؤولية تقع طائلة الايمان به بشكل فردي، لذا للمزيد من الشفافية، ننتظر الإيقاع التالي!

