جيل Z المغربي: تحديات قطاع الشباب ومسؤولياتنا المشتركة

جرادة 8 أكتوبر 2025
بقلم يحيى تيفاوي – باحث متخصص في شؤون الشباب والمجتمع المدني
في سياق يتسارع فيه الزمن الاجتماعي، أجد نفسي مدفوعًا للغوص في أعماق مفهوم “برديغم” جيل Z المغربي، وكيف يتفاعل ذلك مع قطاع الشباب الذي أعمل فيه وأدرس عنه منذ سنوات.
التراكم التاريخي للهياكل التقليدية قد وصل إلى عنق الزجاجة، حيث لم تعد هذه البنى قادرة على تلبية رغبات وطموحات الشباب، الذين تجاوزوها بتعبيرات شبابية حيوية ومبتكرة. ومع ذلك، فإن المطالب التي يرفعونها – من مجانية الصحة والتعليم إلى جودة الخدمات الموجهة إليهم – تشارك فيها غالبية المواطنين والمواطنات المغاربة، مما يجعلها قضية وطنية أوسع.
أتساءل، كباحث وكمواطن، هل يتحمل قطاع الشباب وحده مسؤولية هذه الحقوق؟ هل هو قادر على استيعاب جميع مطالب جيل Z وحاجياتهم في ظل “مثلث الرعب” الذي يواجهه: نقص الميزانية، ضعف التعداد البشري، وبرامج لا تتقاطع إلا مع قطاعات أخرى مثل التعليم والصحة؟
من خلال دراساتي، أرى بوضوح أن معظم هذه البرامج غير متزامنة مع الأولويات الشبابية، مما يجعل الاستيعاب الكامل أمرًا شبه مستحيل دون جهد مشترك.
السؤال الأكثر تداولًا اليوم، والذي يطرح إشكالية وجاهة، هو: ما موقع قطاع الشباب في احتجاجات جيل Z؟
طرح هذا السؤال وحده قد يحمّل القطاع وزرًا غير عادل، إذ إن المسؤولية تتجاوزه إلى قطاعات أخرى تشارك في تدبير حياة الشباب اليومية.
في رأيي، الموقع الطبيعي لقطاع الشباب اليوم هو دور موازٍ تأطيري، يركز على توجيه جيل Z وغيره من شباب المغرب، مع الاستفادة من إمكانيات التدخل الأفقي. غير ذلك، سيتم “الباس زي أكبر” للقطاع الوصي، مع حسابات ترهن الإمكانيات الفعلية.
لكن هذا الدور لا يتحقق إلا برغبة سياسية حقيقية تعبر عنها التحالفات الحكومية في السياسات العمومية، ومن خلال تدخلات بينية بين القطاعات المختلفة. يجب أن تتحمل كل قطاع مسؤوليته في تدبير احتياجات ومطالب الشباب، دون القفز على مسؤولية قطاع الشباب في الوصاية والاختصاص.
أؤكد هنا، بصراحة، أن هناك مجهودًا تاريخيًا بذل، رغم تمفصلات الأزمات التي يحملها، وهو ما يستدعي توفيرًا وتمكينًا للقطاع ليؤدي دوره على أكمل وجه.
في الختام، أدعو إلى تحيين البرامج الموجهة للشباب وفق سلم الحاجيات والأولويات، كضرورة ملحة نحو خدمة عمومية مجانية، مواكبة، ناجعة، وفعالة. جيل Z ليس مجرد مطالب، بل هو المستقبل الذي يجب أن نبنيه معًا.
هل سنرى هذه الرغبة السياسية تتحقق، أم سنظل نراوح في المكان؟ الشباب لن ينتظروا طويلاً، ونحن نعلم ذلك جيدًا.
يحيى تيفاوي
باحث متخصص في مجال الشباب والمجتمع المدني