جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح

محمد العشوري.

على طول الطريق الرابطة بين مدينة جرسيف وجماعة الصباب، لا يجد المار إلا بقعا متفرقة من الإسفلت المرقع، كأنها شواهد عجز تنطق بالفشل أكثر مما تعكس مشروعا صرفت عليه أموال طائلة.

هذا المشروع الخاص بتوسعة وتقوية الطريق الجهوية رقم 504 تم إنجازه في إطار اتفاقية شراكة تجمع كل من المديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء والمجلس الإقليمي لجرسيف، إضافة إلى جماعات جرسيف وهوارة أولاد رحو ولمريجة والصباب وبركين، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ79.4 مليون درهم، بهدف تخفيف معاناة الساكنة وتحسين السلامة الطرقية.

جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图

هذه الطريق التي يفترض أنها أُنجزت لتخدم عشرات السنين مستقبلا، لم تصمد حتى لأيام قليلة قبل أن تبدأ علامات التآكل تتسلل إليها مبكرا، تاركة وراءها مشهدا مثيرا للغضب والسخرية، بل والاشمئزاز أيضا ان صح التعبير.

الزفت الذي لم يجف بعد، بدأ يتفتت تحت أقدام المارة وعجلات السيارات، والتصدعات أخذت في التمدد وكأنها عجوز أرهقها الزمن، بينما الحقيقة أنها لم تتجاوز لحظة الولادة.

جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图1

المستعملون، وفي مقدمتهم قائد قيادة الصباب وأعضاء ومسؤولو الجماعة، يشهدون بأنفسهم كل يوم على هذه الرقع المتناثرة، التي لا تبعد كل واحدة عن الأخرى سوى بضع مئات من الأمتار، في صورة أقرب إلى طريق عبثية لا إلى مشروع كلف ما يقارب ثمانية ملايير سنتيم.

والمفارقة الصادمة أن الترقاع لم يقتصر على بعض المقاطع من الطريق فقط، بل شمل جل القناطر وفتحات مياه الأمطار، وكأن المشروع صمم ليكون “ورشة ترقيع جماعي” بدل أن يكون بنية تحتية متينة تستجيب لتطلعات الساكنة.

جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图2
جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图3

كما تأن الصور التي وثقتها عدستنا ليست سوى فيض من غيض، عينة صغيرة من واقع أكثر فداحة، يثير أسئلة محرجة حول جودة الأشغال، ونوعية المواد المستعملة، والمسؤولين عن هذا العبث.

فهل ستتحرك الجهات المعنية لفتح تحقيق جدي، والوقوف على هذه الاختلالات الفاضحة، ومحاسبة كل من تلاعب بهذا المشروع الذي كلف ميزانية ضخمة؟ أم أن الأمر سيظل مجرد حلقة أخرى من حلقات إهدار المال العام، على طريق امعنت على مدى سنوات في إهدار أرواح أبناء المنطقة والاقليم، حيث تصرف الملايير على مشاريع سرعان ما تتحول إلى كوابيس يومية لمستعملي الطرق، لتتأكد بذلك معادلة مريرة تحمل شعار: “إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح”.

جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图4
جرسيف.. طريق الصباب ترقيع مشروع أنجز بالملايير.. إهدار الأموال بعد إهدار الأرواح插图5

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!