GIL24-TV حفرة تهدد سلامة مستعملي الطريق بشارع كولوش بوجدة.

حفرة بشارع كولوش بوجدة… مؤشر على أعطاب بنيوية في تدبير المرفق العمومي .
ليست الحفرة الموجودة وسط شارع ” كولوش” بوجدة مجرد عيب تقني طارئ أو إهمال مؤقت، بل تمثل نموذجاً مصغراً لاختلال أعمق في تدبير الشأن المحلي، خاصة ما يتعلّق بالبنية التحتية وصيانة الطرق الحضرية. فالحديث عن حفرة لا ينفصل عن أسئلة كبرى تهم فعالية التدبير الجماعي، سرعة الاستجابة، وأولويات الإنفاق العمومي.
1. بنية تحتية هشة واستهلاك سريع
تكرار ظهور الحفر في طرق المدينة، بعد أشهر قليلة من إصلاحها أحياناً، يطرح تساؤلاً حول:
– جودة المواد المُستخدمة في الأشغال.
– غياب مراقبة صارمة أثناء تنفيذ المشاريع.
– ضعف التنسيق بين الشركات المنفّذة والمصالح الجماعية.
2. غياب آليات الاستباق والصيانة الدورية*
الواقع يبيّن أن التدخلات لا تكون إلا بعد تذمر السكان أو وقوع حوادث، وهو ما يدل على:
– غياب منظومة فعّالة للرصد والاستباق.
– ضعف الاستثمار في البنيات التحتية الذكية أو الخرائط التفاعلية لرصد الأعطاب.
3. أزمة تواصل بين المواطن والجماعة
المواطن الذي يصادف الحفرة يومياً لا يعرف الجهة المسؤولة ولا كيفية التبليغ الفعّال، مما يعكس:
– ضعف التواصل المؤسساتي.
– غياب تطبيقات أو منصات رسمية تفاعلية.
4. هل هو مشكل مالي أم سياسي؟
يختلط الجانب التقني بتدبير الأولويات. فهل صيانة حفرة بسيطة تحتاج إلى ميزانية ضخمة؟ أم أن *ضعف الإرادة والبيروقراطية هي ما يطيل عمر الخلل؟ هنا تظهر إشكالية الحكامة المحلية ومدى ربطها بمقاربة القرب وخدمة المواطن.
خلاصة تحليلية:
الحفرة التي تهدد السلامة بشارع كولوش ليست سوى قمة جبل الجليد لمشكل مركّب يخص:
– ثقافة التدبير الوقائي.
– جدية الجماعات في الاستجابة الفورية.
– مدى احترام حق المواطن في سلامة التنقل.
الإصلاح الحقيقي لا يكون فقط بترقيع الطريق، بل بترقيع السياسات نفسها.