ميدلت تحتضن ندوة وطنية لتعزيز الاقتصاد التضامني عبر المنتوجات المجالية

بقلم: يوسف القاضي
شهدت مدينة ميدلت، يوم الأحد 6 يوليوز 2025، انطلاق ندوة علمية بارزة ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المعرض الجهوي للمنتوجات المجالية، المنظم تحت شعار “المنتوجات المجالية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم القروي”. استضافت الندوة، التي أقيمت بأحد فنادق المدينة، نخبة من الخبراء، الباحثين، الطلبة، الفاعلين المؤسساتيين، وممثلي التعاونيات والمجتمع المدني، في حدث استمر لأكثر من أربع ساعات.

انطلقت الندوة بكلمات ترحيبية ألقاها كل من مدير الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت والمدير الإقليمي للفلاحة بميدلت، اللذين أكدا على الدور الحيوي لهذه التظاهرة العلمية في دعم الاقتصاد التضامني، وتعزيز سلاسل القيمة للمنتوجات المحلية، ودفع عجلة التنمية المستدامة في العالم القروي.
توزعت الندوة على ثلاث جلسات رئيسية تناولت محاور أساسية لتطوير قطاع المنتوجات المجالية:
تثمين المنتوجات المجالية: ركزت الجلسة الأولى على التحديات والفرص المرتبطة بتثمين المنتوجات المحلية، مع التركيز على الجودة الصحية، دور البحث العلمي، وأهمية التعليم الفلاحي. وقدم الباحثون والطلبة دراسات علمية وتجارب ميدانية سلطت الضوء على سبل تطوير سلاسل التثمين.
تسويق المنتوجات المجالية: تناولت الجلسة الثانية استراتيجيات التسويق الرقمي، بما في ذلك استخدام المنصات الإلكترونية (B2B وB2C) والأسواق الافتراضية. واستعرض المتدخلون، بمشاركة خبراء في التسويق وممثلي الغرف المهنية، تجارب ناجحة في الترويج الرقمي، مما يعزز وصول المنتوجات المحلية إلى أسواق أوسع.
هيكلة قطاع التعاونيات: خُصصت الجلسة الثالثة لمناقشة سبل تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، وتطوير العمل التعاوني، وتحسين التسيير داخل التعاونيات. كما تم عرض نماذج ملهمة لريادة الأعمال الاجتماعية التي حققت نجاحات ملموسة.
نقاش مفتوح وتوصيات عملية
اختتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوح، تفاعل خلالها الحاضرون مع العروض المقدمة، مؤكدين على ضرورة تعزيز التأطير والمواكبة الميدانية للتعاونيات، وخلق بيئة داعمة للاستثمار القروي المستدام. وأجمع المشاركون على أهمية تكثيف الجهود لدعم التعاونيات، خصوصًا تلك التي تقودها النساء، لضمان استدامة المشاريع وتعزيز الإدماج الاجتماعي.
تأتي هذه الندوة في سياق الرؤية الاستراتيجية لمخطط “الجيل الأخضر 2020-2030″، الذي يضع تثمين المنتوجات المجالية في صلب أولوياته، كرافعة لتنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة. ويبرز هذا الحدث التزام ميدلت بدورها كمركز لدعم الاقتصاد التضامني، مما يعزز مكانتها كمحرك للتنمية المستدامة في جهة درعة تافيلالت.
تُعد الندوة الوطنية بميدلت محطة نوعية تعكس التزام المغرب بتطوير الاقتصاد التضامني، وتأكيدًا على دور المنتوجات المجالية في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة. ومن خلال هذه التظاهرة، تبرز المدينة كنموذج للتعاون بين مختلف الفاعلين لدعم المبادرات المحلية، وتمكين الفئات الهشة، خاصة النساء، في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر.