ملتقى “CINESIA” الدولي: جسر بين البيئة والصحة والذكاء الاصطناعي لمستقبل مستدام

في حدث علمي متميز، استضافت مدينة وجدة ومنطقة تفوغالت بإقليم بركان فعاليات الملتقى الدولي “CINESIA”، الذي نظمته كلية العلوم (FSO) والمدرسة العليا للتكنولوجيا (ESTO) التابعتان لجامعة محمد الأول بوجدة، بالتعاون مع مختبري تحسين الإنتاج الزراعي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة (LAPABE) والكيمياء التطبيقية والبيئة (LCAE)، وباستضافة مميزة من الجمعية القروية للدار العائلية بني سناسن. امتدت فعاليات هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، جمعت باحثين وأساتذة جامعيين وطلاب دكتوراه وماستر من مختلف أنحاء المغرب والعالم، لمناقشة قضايا حيوية تتقاطع فيها البيئة والصحة والذكاء الاصطناعي.

برنامج علمي غني ومتنوع
انطلقت الفعاليات في اليوم الأول بمركب “تكنوبول” الجامعي بوجدة، حيث شهدت جلسات افتتاحية ومداخلات علمية من خبراء عالميين تناولوا قضايا حيوية مثل أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الصحة الجيدة، المياه النظيفة، والعمل المناخي. وفي اليومين التاليين، انتقل المؤتمر إلى منطقة أولاد يحيى بتفوغالت، حيث استضافت الجمعية القروية فعاليات شملت ورشات عمل وطاولات مستديرة تناولت موضوعات مثل منهجية البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مناقشات حول الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية لضمان استدامتها.

التعاون العلمي وتبادل الخبرات
أتاح المؤتمر منصة فريدة لتبادل الخبرات بين الأساتذة والباحثين والطلاب، مع مشاركة واسعة من دول مختلفة ومناطق مغربية مثل طنجة وأكادير والقنيطرة. ركز الحدث على تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التحديات البيئية والصحية، مع إبراز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة. كما شجع المؤتمر طلاب الدكتوراه على المساهمة في التنمية الاجتماعية والفكرية من خلال مناقشات معمقة وتفاعلية.

اكتشاف التراث الطبيعي والثقافي
إلى جانب الجانب العلمي، تضمن المؤتمر رحلة استكشافية إلى جبال بني سناسن، حيث تعرف المشاركون على التنوع البيولوجي الغني للمنطقة، بما في ذلك النباتات الطبية والعطرية والكهوف الطبيعية. كما شمل الحدث معرضًا فنيًا للوحات فنان تشكيلي، عكست جمال الطبيعة المحلية، إضافة إلى مسابقة “سبوت” توعوية ركزت على حماية البيئة ومكافحة التلوث باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

دور الجمعية القروية في إنجاح الحدث
حظيت الجمعية القروية للدار العائلية بني سناسن بإشادة واسعة على تنظيمها المحكم وحفاوة استقبالها، مما ساهم في خلق بيئة عمل ديناميكية ومنتجة. كما سلط اليوم الثالث الضوء على دور الجمعية في خدمة المجتمع المحلي، من خلال زيارة مرافقها واكتشاف مبادراتها في دعم سكان المنطقة.

نحو مستقبل مستدام
مثّل ملتقى “CINESIA” نموذجًا رائدًا للتكامل بين العلم والمجتمع، حيث جمع بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي لمواجهة التحديات البيئية والصحية. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المعادلة، أكد المؤتمر على أهمية الابتكار التكنولوجي في بناء مستقبل مستدام يحافظ على الموارد الطبيعية ويعزز رفاهية الأجيال القادمة. هكذا، يبقى هذا الحدث خطوة نوعية نحو تعزيز الوعي والتعاون العالمي في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


يبرز ملتقى “CINESIA” كمثال حي على قدرة العلم والتعاون على إحداث تغيير إيجابي. وبفضل جهود المنظمين والمشاركين، أصبح هذا الحدث منارة للإلهام، تدعو إلى مزيد من العمل المشترك لحماية كوكبنا وضمان صحة أجيال المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!