نهضة بركان تُحلّق بثنائية ساحرة أمام سيمبا نحو لقب الكونفدرالية

بركان – 17 ماي 2025
في مساء اليوم السبت، شهد ملعب بركان البلدي في المغرب مباراة نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث استضاف فريق نهضة بركان الرياضي ضيفه سيمبا التنزاني في ذهاب النهائي. كانت هذه المباراة حدثًا رياضيًا كبيرًا، حيث يسعى نهضة بركان، بطل النسختين 2020 و2022، لتحقيق لقبه الثالث، بينما كانت المباراة تمثل أول ظهور لسيمبا في نهائي البطولة، مما جعلها فرصة تاريخية للفريق التنزاني لإحراز لقبه الأول.
تفاصيل المباراة: الأهداف والأحداث الرئيسية
بدأت المباراة بضغط عالي من جانب سيمبا، الذي حاول فرض إيقاعه منذ الدقائق الأولى. ومع ذلك، تمكن نهضة بركان من امتصاص هذا الضغط وتحويل المواجهة لصالحه. في الدقيقة الثامنة، أحرز الفريق المغربي الهدف الأول عبر مامادو كامارا، الذي استغل ركلة ركنية نفذها حمزة الموساوي ووضع الكرة في المرمى برأسية محكمة. ولم يكتفِ نهضة بركان بالتقدم، بل سعى فورًا لتوسيع الفارق، وهو ما تحقق في الدقيقة الرابعة عشرة عندما سجل أسامة المليوي (المعروف أيضًا باسم أوسامة لاملاوي) الهدف الثاني بطريقة جميلة، بعد تمريرة حاسمة من عماد الرياحي، حيث تجاوز مدافعين من سيمبا وسدد الكرة في الزاوية اليمنى السفلى للمرمى.
استمر نهضة بركان في سيطرته على المباراة خلال الشوط الأول، حيث سيطر على كرة اللعب بشكل طفيف وحاول استغلال المساحات التي تركها لاعبو سيمبا. رغم جهود الفريق التنزاني لتقليص الفارق، إلا أن دفاع نهضة بركان كان حازمًا، ومنع لاعبي الخصم من صناعة فرص واضحة للتسجيل.
في الشوط الثاني، حاول سيمبا التعديل، ولكن دفاع نهضة بركان بقيادة مدربه معين الشعباني كان لا يُخترق بسهولة. في الدقيقة 60، أحرز يوسف مهري هدفًا ثالثًا محتملًا، لكن الحكم ألغاه بعد استعمال تقنية الفيديو المساعد (VAR) بسبب التسلل. كما تم إدخال لاعبين جدد من جانب نهضة بركان، مثل محمد المرابط بدلاً من عماد الرياحي ويوسف الزغودي بدلاً من أيوب خيري، بالإضافة إلى إدخال اللاعب البرازيلي ماتيوس سانتوس بعد إصابة المرابط. رغم محاولات نهضة بركان لإضافة هدف ثالث في الدقائق الأخيرة، إلا أن المباراة انتهت بفوز 2-0، مما منحه ميزة كبيرة قبل لقاء الإياب في تنزانيا.
أداء اللاعبين والتحليل
كان أداء نهضة بركان متوازنًا ومنظمًا، حيث أظهر الفريق تماسكًا دفاعيًا وفعالية هجومية. مامادو كامارا كان بارزًا في الشوط الأول، حيث سجل الهدف الأول وشكل تهديدًا دائمًا. أما أسامة المليوي، فقد أظهر مهارات فردية عالية في تسجيل الهدف الثاني، مما عزز من ثقة الفريق. من جهة أخرى، كانت خطة معين الشعباني واضحة في استغلال سرعة اللاعبين وقدرتهم على التحرك في المساحات.
أما سيمبا، فقد بدا متأثرًا بالضغط النفسي للمباراة النهائية، رغم بدايته القوية. لم يستطع الفريق التنزاني تحويل هجماته إلى فرص واضحة، وكان دفاع نهضة بركان قادرًا على التصدي لمعظم محاولاته. كانت الإشراكات التي قام بها مدرب سيمبا، مثل إدخال شي مالون بدلًا عن عبد الرزاق حمزة، تهدف إلى تعزيز الخط الأمامي، لكنها لم تغير من مجرى المباراة.
الخلفية والأهمية
نهضة بركان هو فريق مخضرم في كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث وصل إلى النهائي للمرة الخامسة منذ 2019، وفاز باللقب مرتين. في هذه النسخة، تأهل الفريق إلى النهائي بعد تغلبه على شباب قسنطينة في نصف النهائي بنتيجة 4-1 في مجموع المباراتين. أما سيمبا، فقد كان أداؤه مثيرًا للإعجاب، حيث تغلب على ستيلنبوش الجنوب أفريقي في نصف النهائي بنتيجة 1-0 في مجموع المباراتين. وصول سيمبا إلى النهائي هو إنجاز تاريخي لكرة القدم التنزانية، حيث لم يسبق لأي فريق تنزاني أن وصل إلى هذه المرحلة منذ نهائي 1993، عندما خسر سيمبا أمام ستيلا أدجيدج في نهائي كأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.
النظرة للمستقبل
بعد فوزه 2-0 في الذهاب، يدخل نهضة بركان مباراة الإياب في تنزانيا (25 مايو 2025) بثقة كبيرة، حيث يحتاج فقط إلى التعادل لضمان اللقب. ومع ذلك، سيمبا لا يزال لديه فرصة للعودة، خاصة وأن المباراة ستُقام على أرضه في ملعب أمان في زنجبار. ومع ذلك، فإن الفارق الهدفي يجعل المهمة صعبة جدًا للفريق التنزاني.
جدول: أداء الفرق في المباراة
الفريق | الأهداف | الأحداث البارزة | التقييم العام |
---|---|---|---|
نهضة بركان | 2 (كامارا، المليوي) | سيطرة واضحة، هدف إلغي بسبب التسلل، دفاع قوي | أداء متوازن ومنظم |
سيمبا التنزاني | 0 | ضغط مبكر، محاولات فاشلة، تغييرات لم تؤثر | صعوبة في الاختراق |
كانت مباراة الذهاب في نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بين نهضة بركان وسيمبا مثالًا على قوة الخبرة والتنظيم. استطاع نهضة بركان، بفضل أدائه المتوازن وفعاليته الهجومية، أن يحقق فوزًا مريحًا 2-0، مما وضعه على بعد خطوة من تحقيق لقبه الثالث. أما سيمبا، فقد خاض تجربته الأولى في النهائي بشجاعة، لكنه واجه صعوبة في اختراق دفاع الفريق المغربي. الآن، ينتظر عشاق كرة القدم الإفريقية مباراة الإياب بأمل كبير، حيث ستحدد نتيجتها الفائز باللقب.
المراجع الرئيسية