إعادة إحياء السوق النموذجي بوجدة: ميمون بشاري يقود جمعية “تجار بلا حدود” نحو التجديد

وجدة – 10 ماي 2025
في خطوة تهدف إلى استعادة مكانة السوق النموذجي القريب من المحطة الطرقية بوجدة كمركز تجاري رئيسي، انتخب التجار، خلال جمع عام عقد بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، السيد ميمون بشاري رئيسًا جديدًا لجمعية “تجار بلا حدود” بالإجماع.

يأتي هذا الانتخاب في سياق جهود مكثفة لتأهيل السوق الذي شيد عام 2005، والذي عانى لسنوات من الإهمال وضعف التنظيم، فيما يتطلع التجار إلى مستقبل يعيد لهذا الفضاء دوره الحيوي في النسيج الاقتصادي للمدينة.

تفاصيل السوق النموذجي وتحدياته

يقع السوق النموذجي على مقربة من المحطة الطرقية للمسافرين، التي تمتد على مساحة 2.6 هكتار وتضم مرافق مثل أكشاك بيع التذاكر، قاعات انتظار، ودكاكين تجارية.

رغم موقعه الاستراتيجي، عانى السوق من تحديات كبيرة، منها ضعف البنية التحتية، تراكم النفايات، وغياب النظافة والأمن، خاصة في الفترات الليلية. كما أسهمت الفوضى الناتجة عن حركة الحافلات والسيارات في المناطق المجاورة في تنامي المخاطر الأمنية، مما جعل السوق أقل جاذبية للمتسوقين.

افتتح الجمع العام بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني، تلتها كلمة اللجنة التحضيرية التي أكدت على أهمية هذا الحدث كمحطة لإعادة تنظيم السوق وتعزيز دوره الاقتصادي.

وفي خطوة لتجديد الهياكل، قدم الرئيس السابق استقالته مع أعضاء المكتب، ممهدًا الطريق لانتخاب السيد بشاري، الذي تعهد في كلمته بتطوير السوق ليصبح فضاءً تجاريًا منظمًا وجاذبًا. وفي حديث على الهامش مع الجريدة، أكد بشاري التزامه بتطبيق التوجيهات الملكية وبرامج والي جهة الشرق، السيد الخطيب لهبيل، لدمج السوق في النسيج الاقتصادي لوجدة.

دور السوق وآفاق التطوير

يلعب السوق النموذجي دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد المحلي، حيث يوفر فرص عمل للتجار ويخدم آلاف الزوار والمسافرين يوميًا.

ومع ذلك، يطالب السكان بتحسينات مثل تعزيز النظافة، توفير مرافق صحية، وتنظيم الأنشطة التجارية. يسعى بشاري والجمعية إلى تحويل السوق إلى واجهة تجارية حديثة تعكس تراث وجدة وتجذب السياح، من خلال تجديد البنية التحتية وتحسين الخدمات.

مقارنة مع أسواق أخرى في وجدة

تُعد وجدة موطنًا لعدة أسواق نموذجية وتقليدية، لكن العديد منها يواجه تحديات مشابهة. على سبيل المثال، سوق “الجمعة” و”الأحد”، وهما من الأسواق الأسبوعية التقليدية، عانيا من الفوضى والاكتظاظ، مما دفع السلطات إلى اتخاذ قرارات بإنهاء نشاطهما وسط المدينة لتعزيز النظام الحضري.

لكن هذه القرارات أثارت مخاوف التجار من فقدان مصادر رزقهم دون توفير بدائل واضحة.

من جهة أخرى، الأسواق النموذجية الأخرى في وجدة، مثل تلك التي أنشئت بتمويلات ضخمة، واجهت مصيرًا مخيبًا للآمال.

فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض هذه الأسواق، التي استهلكت ملايير الدراهم، تحولت إلى مرافق مهجورة أو غير مستغلة بشكل فعال، بسبب ضعف التخطيط وسوء الإدارة.

على عكس هذه التجارب، يبدو أن السوق النموذجي القريب من المحطة الطرقية يحظى الآن بفرصة جديدة مع قيادة بشاري، التي تركز على إشراك التجار والتنسيق مع السلطات لضمان استدامة التطوير.

في المقابل، تبرز أسواق مثل سوق “مليلية” التقليدي في وجدة كنموذج ناجح نسبيًا، حيث يحتفظ بشعبية كبيرة بفضل تنوع المنتجات وسهولة الوصول.

لكن هذا السوق يعاني أيضًا من ضعف البنية التحتية واكتظاظ الزوار، مما يجعل تجربته غير قابلة للتعميم على السوق النموذجي الذي يحتاج إلى تنظيم حديث ومرافق متطورة.

تحديات إقليمية وتطلعات مستقبلية

تندرج وضعية السوق النموذجي ضمن تحديات أوسع تواجه القطاع التجاري في وجدة، حيث يتطلب إصلاح الأسواق نهجًا شاملًا يجمع بين تحسين البنية التحتية، تعزيز الأمن، ودعم التجار. يرى المراقبون أن نجاح السوق النموذجي قد يكون نموذجًا يُحتذى به لأسواق أخرى في الجهة، شريطة تحقيق التنسيق بين الجمعيات التجارية والسلطات المحلية.

اختتم الجمع العام بقراءة برقية ولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعبيرًا عن التشبث بالعرش العلوي. وعبر التجار عن تفاؤلهم بالقيادة الجديدة، متوقعين تحسينات ملموسة تعيد للسوق النموذجي مكانته كواجهة اقتصادية رائدة في وجدة.

مع هذا الزخم، يبقى السؤال: هل سيكون السوق النموذجي استثناءً ناجحًا في ظل التجارب المخيبة لأسواق أخرى بالمدينة؟ الإجابة تعتمد على مدى التزام القيادة الجديدة بتنفيذ رؤيتها الطموحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى