“فيفا” يعزز نزاهة كرة القدم بإطلاق منصتين رقميتين مبتكرتين

زيورخ –30 ابريل 2025

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يوم الأربعاء 30 أبريل 2025، عن إطلاق منصتين رقميتين تهدفان إلى تعزيز النزاهة في رياضة كرة القدم على المستوى العالمي. تأتي هذه المبادرة كجزء من استراتيجية “فيفا” طويلة الأمد لمكافحة الفساد، التلاعب بنتائج المباريات، وتعاطي المنشطات، في خطوة تهدف إلى حماية سمعة اللعبة الأكثر شعبية في العالم.

منصتان لتعزيز التعاون والشفافية

أوضح “فيفا”، عبر موقعه الرسمي، أن المنصتين الجديدتين تمثلان أدوات رقمية مبتكرة لدعم الجهود المبذولة في تعزيز النزاهة. الأولى، “منصة مجتمع مسؤولي النزاهة الإلكترونية“، تُعد فضاءً تفاعليًا يجمع الموارد والخبرات المتعلقة بالنزاهة. تهدف هذه المنصة إلى تمكين مسؤولي النزاهة في الاتحادات الوطنية، الأندية، والهيئات الرياضية من تبادل الرؤى والتجارب، مما يعزز التعاون العالمي في مواجهة التحديات مثل التلاعب بالمباريات والفساد.

أما المنصة الثانية، “منصة قسم فيفا المعني بالنزاهة“، فهي مخصصة لتسهيل الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات. تتيح هذه المنصة لمسؤولي النزاهة تقديم تقارير سرية وطلب الدعم من قسم النزاهة في “فيفا”، بما يشمل المساعدة في التحقيقات. وتُعد هذه الخطوة استجابة مباشرة لتزايد حالات التلاعب بالمباريات، التي أصبحت تهديدًا متزايدًا مع انتشار المراهنات الرياضية غير القانونية، والتي تقدر قيمتها السوقية العالمية بمليارات الدولارات سنويًا.

التزام استراتيجي بحماية اللعبة

يأتي إطلاق المنصتين في إطار الأهداف الاستراتيجية لـ”فيفا” للفترة 2023-2027، والتي تضع حماية نزاهة كرة القدم في صدارة أولوياتها. وينص الهدف الأول من هذه الاستراتيجية على ضرورة منع جميع الممارسات التي تهدد نزاهة المباريات، البطولات، اللاعبين، والمسؤولين، مثل الفساد، تعاطي المنشطات، والتلاعب بنتائج المباريات. كما يشمل ذلك مكافحة الإساءات داخل الملاعب، مثل العنصرية والعنف، التي تؤثر سلبًا على صورة اللعبة.

ويُعد التلاعب بنتائج المباريات من أبرز التحديات، حيث أظهرت تقارير حديثة أن عصابات الجريمة المنظمة تستغل الرهانات غير القانونية لتحقيق أرباح طائلة. وفي هذا السياق، أكد “فيفا” أن المنصتين ستمكنان من تعزيز الرصد المبكر لهذه الممارسات من خلال توفير قنوات تواصل آمنة وفعالة.

دور رائد في تعزيز النزاهة

تُظهر هذه المبادرات التزام “فيفا” بدور قيادي في مكافحة التحديات التي تهدد نزاهة كرة القدم. وتُعد المنصتان استكمالاً لجهود سابقة، مثل إنشاء قسم النزاهة في “فيفا” عام 2012، وتوقيع شراكات مع منظمات دولية مثل الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. كما أن إتاحة هذه المنصات للجمهور الرياضي ومسؤولي النزاهة على حد سواء تعكس نهجًا تشاركيًا يهدف إلى بناء ثقافة الشفافية والمساءلة.

تحديات وآفاق

رغم الطموح الكبير لهذه المبادرات، إلا أن نجاحها يعتمد على عوامل عدة. أولاً، يتطلب تفعيل المنصتين تدريبًا مكثفًا لمسؤولي النزاهة في الاتحادات الوطنية، خاصة في الدول التي تعاني من ضعف الأطر القانونية. ثانيًا، قد تواجه المنصة الخاصة بالإبلاغ تحديات تتعلق بحماية سرية المبلغين، خاصة في بيئات تسيطر عليها شبكات الفساد. وأخيرًا، يجب أن يصاحب هذه المنصات تعاون دولي أوسع لمكافحة الجرائم العابرة للحدود.

وجهة نظر: تُعد المنصتان الرقميتان خطوة استباقية تعكس وعي “فيفا” بتزايد التهديدات التي تواجه كرة القدم. لكن النجاح يتطلب أكثر من مجرد أدوات تكنولوجية؛ فهناك حاجة إلى إرادة سياسية قوية من الاتحادات الوطنية، وتشريعات صارمة لردع المخالفين. إذا نجحت هذه المبادرات، فقد تصبح نموذجًا يُحتذى به في الرياضات الأخرى، مما يعزز مكانة كرة القدم كلعبة تجمع الملايين تحت راية النزاهة والعدالة.

بإطلاق هاتين المنصتين، يرسخ “فيفا” التزامه بحماية كرة القدم من الفساد والممارسات غير الأخلاقية. وفي عالم تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالنزاهة، تُعد هذه المبادرات خطوة واعدة نحو بناء رياضة أكثر شفافية ومسؤولية. فكرة القدم ليست مجرد لعبة، بل ثقافة عالمية تستحق الحماية، و”فيفا” يضع حجر الأساس لمستقبل يجمع بين المنافسة الشريفة والقيم الإنسانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى