انقطاع كهربائي واسع يضرب شبه الجزيرة الإيبيرية.. البرتغال تستبعد فرضية الهجوم السيبراني

لشبونة – 29 أبريل 2025
شهدت إسبانيا والبرتغال، يوم الإثنين، انقطاعًا كهربائيًا واسع النطاق تسبب في شلل كبير بالبنية التحتية الحيوية، مما أثر على ملايين السكان وتسبب في اضطرابات ملحوظة في وسائل النقل، الاتصالات، والخدمات العامة. وبينما عادت الشبكة الكهربائية إلى الاستقرار، استبعدت الحكومة البرتغالية فرضية الهجوم السيبراني كسبب للحادثة.
بدأ الانقطاع حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وامتد ليشمل معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال، إلى جانب أجزاء من جنوب فرنسا. وأدى الحادث إلى توقف خدمات النقل العام، بما في ذلك تعطل الرحلات في المطارات البرتغالية، توقف حركة القطارات، وتعطل إشارات المرور، مما تسبب في ازدحام مروري كبير. كما تأثرت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في عدة مناطق، مما عطل الأعمال اليومية والخدمات الحيوية.
في تصريح لقناة “سي إن إن البرتغال”، قال المتحدث باسم الحكومة البرتغالية، أنطونيو ليتاو أمارو: “حتى الآن، لا توجد معلومات تشير إلى هجوم إلكتروني أو عدائي. هذا هو التقييم الأولي للجهات المختصة.” وأضاف أن الحادث يُرجح أن يكون ناتجًا عن “مشكلة في شبكة نقل الكهرباء في إسبانيا”.
من جانبها، أعلنت شركة “رين”، المشغلة لشبكة الكهرباء في البرتغال، أن جميع المحطات الفرعية عادت إلى العمل، مؤكدة استقرار الشبكة الوطنية بالكامل. وتستمر التحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة للانقطاع، وسط جهود لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
يُذكر أن هذا الانقطاع أثار قلقًا واسعًا بين السكان والمسؤولين، نظرًا لتأثيره الكبير على الحياة اليومية، مما يسلط الضوء على أهمية تعزيز البنية التحتية للطاقة في المنطقة.
تفاصيل شبكة الكهرباء في سياق الانقطاع الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية
شبكة الكهرباء في البرتغال وإسبانيا تُعدّ من الأنظمة المتقدمة في أوروبا، حيث تعتمد على بنية تحتية متكاملة تربط محطات توليد الطاقة، خطوط النقل عالية الجهد، والمحطات الفرعية لتوزيع الكهرباء إلى المنازل والمنشآت. فيما يلي تفاصيل رئيسية حول شبكة الكهرباء بناءً على الحادثة المذكورة:
- هيكلية الشبكة:
- البرتغال: تدير شركة “رين” (Redes Energéticas Nacionais) شبكة النقل الوطنية، التي تشمل خطوط الجهد العالي (220 كيلوفولت و400 كيلوفولت) والمحطات الفرعية. هذه الشبكة تربط محطات التوليد (التي تعتمد على مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب الطاقة الحرارية والمائية) بالمستهلكين.
- إسبانيا: تدير شركة “ري” (Red Eléctrica de España) شبكة مماثلة، تربط إسبانيا بالبرتغال وجنوب فرنسا عبر خطوط ربط دولية. الشبكة الإسبانية تعتمد بشكل كبير على الطاقة المتجددة، لكنها تتضمن أيضًا محطات نووية وغازية.
- الربط البيني: البرتغال وإسبانيا جزء من شبكة الكهرباء الأوروبية الموحدة (ENTSO-E)، مما يسمح بتبادل الطاقة عبر الحدود. هذا الربط هو ما سمح للانقطاع بالتأثير على مناطق واسعة، بما في ذلك جنوب فرنسا.
- تفاصيل الحادثة:
- الانقطاع وقع في 28 أبريل 2025، حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وأثر على معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال وبعض مناطق جنوب فرنسا.
- السبب الأولي، وفقًا للتقييم البرتغالي، يُرجح أن يكون “مشكلة في شبكة نقل الكهرباء” في إسبانيا. هذا قد يشمل عطلًا في خط نقل رئيسي، فشل معدات في محطة رئيسية، أو خلل في نظام التحكم.
- التأثير شمل شلل البنية التحتية الحيوية، مثل توقف القطارات، تعطل إشارات المرور، توقف الرحلات في المطارات، وانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، مما يعكس اعتماد هذه الأنظمة على الكهرباء.
- استجابة الشبكة:
- شركة “رين” أعلنت أن جميع المحطات الفرعية في البرتغال عادت إلى العمل بحلول 29 أبريل 2025، وأكدت استقرار الشبكة بالكامل. هذا يشير إلى قدرة الشبكة على استعادة الخدمة بسرعة بعد عزل العطل.
- عمليات الاستعادة تضمنت إعادة تشغيل خطوط النقل تدريجيًا لتجنب التحميل الزائد، مع الاستفادة من الربط البيني مع الشبكات المجاورة لتلبية الطلب.
- التحديات والنقاط البارزة:
- الاعتماد المتبادل: الحادثة تُبرز مخاطر الاعتماد المتبادل بين الشبكات الوطنية، حيث يمكن لعطل في بلد واحد أن يؤثر على دول مجاورة.
- الطاقة المتجددة: الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة (مثل الرياح والشمس) يتطلب أنظمة تحكم متقدمة لضمان الاستقرار، حيث تكون هذه المصادر متقطعة بطبيعتها.
- الأمن السيبراني: على الرغم من استبعاد الهجوم السيبراني في هذه الحالة، إلا أن الحادثة تؤكد أهمية حماية الشبكات الكهربائية من التهديدات الإلكترونية، حيث يمكن لمثل هذه الهجمات أن تتسبب في انقطاعات مماثلة.
- الوضع الحالي والتحقيقات:
- الشبكة في البرتغال مستقرة الآن، لكن التحقيقات مستمرة لتحديد السبب الدقيق، خاصة في إسبانيا حيث يُعتقد أن المشكلة نشأت.
- الجهات المختصة في كلا البلدين، بالتعاون مع ENTSO-E، ستحلل بيانات الحادثة لتحديد ما إذا كان العطل ناتجًا عن فشل تقني، سوء إدارة الحمل، أو عوامل خارجية مثل الطقس.
خاتمة: شبكة الكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية تُظهر مرونة في التعامل مع الأزمات، كما أظهرت استعادة الخدمة السريعة. ومع ذلك، فإن الحادثة تُسلط الضوء على ضرورة تعزيز البنية التحتية، تحسين أنظمة الرصد والتحكم، والاستثمار في تقنيات الحماية لضمان استمرارية التيار الكهربائي في مواجهة التحديات المستقبلية.