دفاعا عن المستشفى الجامعي – الحلقة 5: القبض على ممرض بتهمة اختلاس مستلزمات طبية

تبعا لكثرة الحديث وسط الرأي العام الوطني والمحلي في الآونة الأخيرة حول الوضعية المأساوية للمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، وبعد ما قامت الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، التي يشهد لها العام والخاص بنزاهتها الفكرية والتحلي بثقافة الاعتراف، برصد مجموعة من الاختلالات والدعوة إلى إجراء افتحاص شامل يسائل العشر السنوات من تسيير وتدبير احد اهم المؤسسات الصحية بجهة الشرق، عرفت أروقة المستشفى اليوم خبر وقوع عملية اختلاس بمصلحة الإنعاش والتخدير التابعة للمستشفى الجامعي محمد السادس، حيث سارعت إدارة المركز الاستشفائي الى تقديم أحد ممرضي المصلحة المذكورة الى العدالة وبالدلائل و البراهين ” اليد في الكيس كما يقال La main dans la caisse” وفي زمن قياسي، وهو الآن لدى قسم مكافحة جرائم الأموال العمومية بفاس.
وحسب مصادر من عين المكان، فقد طلب مدير المؤسسة تدخل الشرطة لوجود شبهة سرقة سبعة اجهزة للتنفس الاصطناعي و الدليل موجود في كاميرات المراقبة (التيار الكهربائي لم ينقطع لحظة الحدث)، كما ان المتهم قدم يوم عيد الفطر مكبل اليدين، لتقوم الشرطة بإعادة تمثيل الجريمة التي شهدها قسم الإنعاش و التخدير.
وبما أن الامس لناظره قريب، فقد تذكر بعض رواد اروقة المستشفى واقعة تعود الى ما يقارب سنتين، أثير حولها لغطٌ كبير حول اختفاء كمية كبيرة من مادة تستعمل في التخدير من اروقة صيدلية المستشفى..
طبعا التحقيق سيضع بعض النقاط على الحروف، حول ملابسات القضية وهل هي الأولى ام ان الجرة لم تسلم هذه المرة؟ ولعل مسعا مثل هذا لا يمكن الا ان نثمنه، لكن هذا الحادث اثار بعض الاسئلة التي هي دون أجوبة لحد الساعة، منها على سبيل المثال:
لماذا صمتت نقابات الممرضين رغم الضجة العارمة التي اقيمت حول المستشفى الجامعي مؤخرا، لنكتشف ان ممرضا متهما باختلاس مواد طبية؟ هل شكل ذلك عمل فردي طائش ام هناك دور ما للحلقة الضعيفة في مسلسل العوالم الخفية؟
هل هذا ما في الأمر، أم أن ما حصل يشكل اقرارا ضمنيا بوجود اختلالات، قد يكشف الإفتحاص عن حجمها والرؤوس التي تتحكم فيها؟
القادم من الأيام سيحمل تطورات وربما مفاجئات أخرى… و الأكيد اجابات.
يتبع