الجزائر : اقتصاد منهار على حافة الهاوية !!

بدر سنوسي : مهتم بالشؤون الاقتصادية
كل المؤشرات الاقتصادية توحي أن سنة 2021 ستكون أصعب سنة على الجزائريين منذ فترة طويلة، فمن الناحية الاقتصادية ، تواجه الجزائر العديد من الأزمات المتداخلة في بعضها البعض، و اكيد ان هده الازمات المترابطة فيما بينها ستصبح اكثر تعقيدًا، لا يمكن حلّ بعضها والتغاضي عن البعض الأخر، بمعنى انها ازمات يجب حلها في اقرب وقت ممكن ، والا ستؤدي الى ازمة مجتمعية تضع أمن الجزائر على كف عفريت، لأنّ اول من سيدفع نتائجها الطبقات الضعيفة في المجتمع التي تحملت نتائج الفشل الاقتصادي طوال 40 سنة، من طرف عصابة لا زال همها الوحيد نهب ثروات البلاد ، دون رقيب ولا حسيب… هدا و على الرغم من التحسن الذي طرأ مع بداية السنة، على سعر برميل النفط في الاسواق العالمية ، الا انه سرعان ما هبطت أسعار النفط خلال تعاملات الاشهر الاخيرة الى أدنى مستوى ، مع احتمال تخمة المعروض وسط آفاق اقتصادية قاتمة.
و يرى مراقبون أن استمرار انتشار مرض – كورونا – بقوة بعدد من الدول المعتمدة في اقتصادها على البترول و منها الجزائر ، وانهيار اسعار النفط من جديد، بات ينذر بإمكانية أن يستمر الوضع الاقتصادي السيء في الجزائر لفترة أطول، مما سيمنع من استشراف الوضعية الاقتصادية الحقيقية ، للمرحلة المقبلة وتقديم قراءات عن التوقعات المرتقبة..
وارتباطا بالموضوع، أكد خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد الجزائري يعيش حالة من الانهيار لا مثيل له، بسبب الهشاشة التي يعرفها ، إزاء السوق الدولية للبترول المتقلبة أسعارها والمنخفضة إلى مستوى لا يطاق بالنسبة لوتيرة نفقات الدولة، والتي تستدعي البحث عن موارد مالية دائمة خارج المحروقات، ينضاف الى هدا انخفاض سعر تداول العملة الصعبة الأورو والدولار على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة، و كدا تآكل مدخرات الخزينة ونفاد تدريجي لما بقي في احتياطي النقد الأجنبي.
و رغم بعض الإجراءات التي تحدثت عنها الحكومات المتتالية في الجزائر مند 2016، تاريخ بداية الأزمة النفطية، لا تزال الخزينة الجزائرية تعاني الامرين بسبب تأرجح اسعار النفط، الذي يبقى يتربع على عرش الصادرات والمدخول الأول والرئيسي للجزائريين، علما ان الإخفاقات المتكررة والقرارات السياسية المتخذة بشكل أحادي من طرف العصابة ، ساهمت بشكل مباشر ، في نتائج جعلت الجزائر على حافة الهاوية ، وهو ما يثير سخط شعبي كبير ويحبط من معنويات المواطنين الذين يعانون من غلاء المعيشة، و الفقر، و البطالة،و التفاوتات الاجتماعية ،و ” الحقرة ” والتهميش…
يدكر انه سبق لصندوق النقد الدولي و ان حدر ، في آخر تقرير له، من نفاذ احتياطي الصرف الأجنبي للجزائر، في غضون السنوات المقبلة، ما لم تحسّن الحكومة من مناخ أعمالها لجلب استثمارات أجنبية جديدة والتنويع من مصادر الدخل خارج المحروقات، كما أكّد تقرير البنك العالمي، أن الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة التي تشهدها الجزائر ، من شأنها ان تأثر بشكل مباشر على الاوضاع الاجتماعية القابلة للانفجار في اية لحظة… خاصة وان السلطة راهنت على عملية تمويل عجز الميزانية بالالتجاء الى طريقة طبع النقود ( la planche à billets )، و ايضا اللجوء الى الاسواق النقدية les marchés monétaire لتستدين بطرح سندات خزينتها، و هي عملية – انتحارية- لها علاقة مباشرة بعجز ميزان المدفوعات الناجم عن الإنفاق العام الذي يتخطى مداخيل الحكومة…. و ما زاد في الطين بلة ، ان الامور اختلطت على ما يبدو في بلاد – العصابة – ، اد اصبح من الصعب تجاوز هده الازمات ، بسبب لعبة – القط والفار- بين العسكر و ال” تبون” المريض ، و هدا ما اتضح جليا في الظهور – اللغز – لهدا الاخير في ظروف غامضة ، هدا الظهور بعثر نسبيا سيناريو اقالة الرئيس المريض من طرف العسكر….. من جهة اخرى ، لا يستبعد ان سياسة – المجازفة التي تعتمدها العصابة – ستفتح أبواب جهنم، للبلاد والعباد قريبا او آجلا ، إذا لم ترافقها نسبة نمو كافية …..