دوافع سياسية خفية وراء محاولات تشويه نوايا الصين الطيبة!!

بدأ بعض السياسيين في الغرب، مؤخراً، شن حملة جديدة لتشويه سمعة الصين، حيث اتهموها بمحاولة توسيع نفوذها في الخارج عبر تقديم المساعدات لمكافحة كوفيد-19 لسائر بلدان العالم، تزامناً مع إمداد الدول الأخرى بمواد طبية ولوازم الوقاية من فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه.وتعليقاً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين (30 مارس)،
إن الأمة الصينية ممتنة للذين مدوا يد العون إليها سابقاً وحريصة على رد الجميل لهم، ووجهت سؤالاً إلى هؤلاء السياسيين قائلة: هل تأملون في أن تقف الصين مكتوفة الأيدي أمام الكوارث الكبرى؟ .. داعية إلى التوقف عن تشوية نوايا الصين الحسنة بسبب دوافع سياسية خفية.وفي الحقيقة، إن الصين لن تنسى المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي لها عقب اندلاع الوباء في مدينة ووهان، وقد غطت أخبارها وسائل الإعلام المحلية، دون أن تفرط في تحليل الدوافع السياسية وراءها.
ووفقاً لأحدث بيانات نشرها مركز الأنظمة العلمية والهندسية بجامعة جونز هوبكينز الأمريكية، فإن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد “كوفيد-19” في العالم، تجاوز 800 ألف، ما برهن على ما أكده قادة مجموعة العشرين في قمتهم الاستثنائية، بأن العالم في هذه اللحظة الأكثر إلحاحاً يحتاج للعمل والتضامن والتعاون لمكافحة انتشار الوباء.وفي ظل هذا، تعمل المصانع الصينية على قدم وساق لإنتاج المواد الطبية، بغية تقديم مساهماتها للدول الأخرى في الحد من تفشي الفيروس، وقد أشارت صحيفة “جلوب آند ميل” الكندية The Globe and Mail إلى أن الشركات الصينية تنتج حالياً إمدادات الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه بسرعة قياسية لتلبية احتياجات العالم كله، ما يبرز موقفها المسؤول ونوايا شعبها الطيبة والحسنة.ومن جانبه، أشاد رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان بدعم الصين، قائلاً، إنها الدولة الوحيدة التي وفرت مساعدات طبية لبلاده، كذلك، قوبلت مساهمات الصين في مكافحة كوفيد-19 بإشادة واسعة من الشعب الاسباني وكبار مسؤوليالاتحاد الأوروبي.
ولكن، إزاء تفاعل الصين الودي مع المجتمع الدولي، أساء بعض السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام عن قصد تفسير نواياها الحسنة في تقديم المساعدات، في محاولة للتحريض وإحداث الوقيعة بينها وبين البلدان المعنية.وتجدر الإشارة إلى أن التقارير الأخيرة عن “مشاكل الجودة” ف ي مواد مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، التي تصدرها الصين، أصبحت أيضًا موضوعهم السياسي.ورداً على ذلك، تواصلت السفارات الصينية في الدول المعنية مع الجهات المعنية وحققت في الأمر، وردت وأوضحت الحقائق على الفور، وعلى سبيل المثال، أبلغت سلوفاكيا عن مشكلات في مجموعات الاختبار السريع التي اشترتها من الصين، ولكن، كان الحكم الأولي بعد التحقيق هو أن الموظفين الطبيين المعنيين استخدموا مجموعات الاختبار السريع بشكل غير صحيح، ما أدى إلى نتائج غير دقيقة.وقد أعربت وزارة الخارجية السلوفاكية عن شكرها للصين على مساعدتها في الأوقات الصعبة، مؤكدة استعداد سلوفاكيا لمواصلة تعزيز التعاون في مجال الوقاية من المرض وتقاسم الخبرات معها.وفي الواقع، إن هدف الصين من مساعدة الدول الأخرى على مكافحة مرض كوفيد-19 بسيط للغاية، ألا وهو محاولة إنقاذ المزيد من الأرواح، وحتى لو وجدت بعض المشكلات في عملية التعاون، فليس هناك سوى عدد قليل جداً من الحوادث، حيث يمكن للأطراف المعنية التواصل وحل المشكلات بناءً على المبادئ التجارية، أما تسييس هذه الأخطاء، فسوف يتسبب في إلحاق الضرر بالتعاون الدولي في مجال الوقاية من مرض كوفيد-19 ومكافحته.
وقد أثبت هذا المرض المباغت أن البشر يجمعهم مجتمع المصير المشترك، ومن ثم نأمل أن يتخلى البعض في الغرب عن غطرستهم وتعصبهم، ولا يسمحوا للحسابات السياسية بتشويه النوايا الحسنة والصادقة، وإلا ستتضرر مصالحهم الخاصة