18 مارس مناسبة لفتح النقاش حل النهوض بالاستثمار في المنطقة الشرقية

تخليدا للذكرى الثانية والعشرين للمبادرة الملكية لتنمية هذه المنطقة، ذكرى خطاب صاحب الجلالة محمد السادس ، صباح يوم الثلاثاء 18 مارس 2003، حين خص سكان جهة الشرق بخطاب خاص خارج القواعد المألوفة التي كان ملوك المغرب يوجهون خطاباتهم لكافة الشعب المغربي، نظمت ولاية جهة الشرق بشراكة مع مجلس جهة الشرق “ملتقى ملتقى النهوض بالاستثمار في المنطقة الشرقية”.

واستهدف المنظمون لهذه الفعاليات تسليط الضوء على فرص الاستثمار والإنجازات الماضية والآفاق المستقبلية. من خلال تسليط الضوء على فرص الاستثمار، لا سيما في تكنوبول وجدة، وتقديم أنظمة الدعم والحوافز. كما جمع اللقاء عددا كبيرا من المشاركين (أكثر من 250 مشاركا)، من بينهم وزراء (السيد يونس سكوري، والسيد كريم زيدان، والسيد عمر حجيرة)، وممثلين عن المؤسسات الاقتصادية الوطنية والإقليمية، والمصرفيين، وقادة الأعمال والمستثمرين المحتملين.

تعتبر المبادرة الملكية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 مارس 2003 بمثابة الأساس الاستراتيجي لتنمية المنطقة الشرقية. وفقًا لمقتطف من الخطاب الملكي السامي: “حرصًا منا على التعبير بشكل ملموس عن اهتمامنا البالغ بهذه المنطقة، التي تزخر بإمكانيات هائلة وموارد بشرية مجتهدة ومتحمسة، قررنا إطلاق مبادرة ملكية لتنمية المنطقة الشرقية. ترتكز هذه المبادرة على أربعة محاور، وتهدف إلى تحفيز الاستثمار وتشجيع الشباب على إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة“.

وقد ضخت هذه الرؤية الملكية “زخماً تحويلياً” في المنطقة على مدى العقدين الماضيين، مما أدى إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والصناعة ورأس المال البشري.

وبالفعل سجل المشاركون في هذه الفعاليات النتائج الإيجابية لهذه الخطوة خلال 22 سنة الماضية حيث سجلت إنجازات ملموسة ، ولا سيما تحديث البنية التحتية اللوجستية (الطرق والسكك الحديدية والشبكة الجوية)، مع كون المجمع الصناعي والمينائي الناظور غرب المتوسط ​​”حجر الزاوية” الذي يضع المنطقة كـ “مركز متوسطي أساسي”.

ويبرز ظهور نسيج صناعي متنوع، مع مراكز التميز مثل تكنوبول وجدة (“بوتقة الابتكار التكنولوجي”)، وقطب الزراعة في بركان (تنمية الموارد الزراعية)، والحديقة الصناعية في سلوان (تستضيف مشاريع صناعية، وخاصة في مجال الإلكترونيات).

كما تم تسليط الضوء على تعزيز المهارات المحلية من خلال مؤسسات التدريب (جامعة محمد الأول بوجدة، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل) ودعم الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات من أجل التكامل المهني.

الى ذلك يمكن ملاحظة تجلي التنوع الاقتصادي في نمو الطاقة المتجددة والقطاع الرقمي والسياحة.

من جهة أخرى تحول جهة الشرق الى مركز جذب استثماري دولي ، حيث تُقدم المنطقة باعتبارها نقطة جذب للمستثمرين الأجانب، بفضل “نظام بيئي اقتصادي تم تنسيقه بعناية لتعزيز التميز والابتكار“.

ويستشهد البعض بتأسيس مجموعات دولية مثل شركة Aeolon الصينية (طاقة الرياح)، وشركة Tessi الفرنسية (الخدمات الرقمية)، وشركة Hirschmann Automotive النمساوية (السيارات) كدليل على هذه الجاذبية.

ويُنظر إلى وصول هؤلاء المستثمرين باعتباره “حلقة حميدة” تعمل على توليد الوظائف الماهرة ونقل التكنولوجيا وتنمية القطاعات التنافسية.

كما تلعب مجموعة MedZ دورا رئيسيا في مجموعة من الأنشطة. حيث تُقدم شركة MedZ، وهي شركة تابعة لصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، كلاعب “رئيسي” في التنمية الاقتصادية للمنطقة الشرقية، وخاصة من خلال إنشاء مناطق تجارية جذابة.

وخلال هذه الفعاليات التي تم تنظيمها بمركب المعرفة تم تسليط الضوء على ثلاثة أقطاب رئيسية:

  • تكنوبول وجدة: قطب صناعي متوسع (107 هكتارات موجودة + 50 هكتار من التوسع)، مع “منطقة تسريع الصناعة” التي تقدم مزايا ضريبية وجمركية. وقد استقطبت بالفعل أكثر من 40 شركة، مما أدى إلى توليد ما يقرب من 3500 فرصة عمل و1.5 مليار درهم من الاستثمارات. وتشمل أمثلة التنفيذات الحديثة شركة Aptiv، وشركة Hirschmann Automotive، وشركة Hyundai Maroc.
  • المنطقة الصناعية سلوان: تقع في موقع استراتيجي بالقرب من ميناء الناظور غرب البحر الأبيض المتوسط، وهي مخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في الصناعات الخفيفة والخدمات اللوجستية والتقنيات المبتكرة.
  • قطب بركان الزراعي: مركز صناعي زراعي متميز يعمل على تعزيز المنتجات الزراعية الإقليمية، ويستقبل الفاعلين الرئيسيين في قطاع الأغذية الزراعية. كما توفر هذه المناطق للشركات “إطارا استثماريا مثاليا، بفضل البنية التحتية عالية الجودة، ومجموعة متنوعة من الخدمات، والاتصال اللوجستي المفيد”.


خلال فعاليات الملتقى تم توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية هامة لتعزيز الجاذبية الاقتصادية والسياحية للمنطقة. على رأسها:

  • اتفاقية تركيب شركة SII FLEXSHORE بوجدة شور، مما سيسمح بإنشاء أكثر من 500 منصب عمل مباشر في قطاع التكنولوجيا والرقمنة. وتحدد الاتفاقية شروط دعم هذا المشروع. وتنص مذكرة التفاهم بين وزارتي الصناعة والتجارة والاستثمار والشركة الألمانية Fränkische Industrial Pipes GmbH & Co. KG على استثمار 10 ملايين يورو وخلق 150 فرصة عمل في قطاع السيارات.
  • اتفاقية مخصصة للتأهيل والترويج السياحي بالجهة الشرقية، تنص على استثمار بقيمة 3 ملايين درهم على مدى ثلاث سنوات.


الى ذلك تم تقديم مجموعة من العروض التقديمية التي قدمت تفاصيل حول فرص الاستثمار وأنظمة الدعم المالي ومبادرات التدريب والتوظيف. وقد تناولت العروض التقديمية ما يلي:

  • الفرص المتاحة في تكنوبول وجدة (MEDZ).
  • العرض الإقليمي للاستثمار (CRI الشرقي).
  • المجمع الصناعي والمينائي الناظور غرب المتوسط.
  • عروض التدريب والتوظيف (جامعة محمد الأول، مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات).
  • حلول التمويل (FIRO).
  • وسلط المركز الاستثماري في المنطقة الشرقية الضوء بشكل خاص على دوره باعتباره “متجرًا شاملاً” والمزايا التنافسية التي يوفرها ميثاق الاستثمار الجديد.

ثم استمع الحاضرون الى قصص نجاح بعض المستثمرين وضعوا ثقتهم في جهة الشرق، حيث شارك قادة الأعمال الذين استثمروا في المنطقة تجاربهم الإيجابية، مسلطين الضوء على نقاط القوة في المنطقة الشرقية ونظامها البيئي الملائم وفعالية أنظمة الدعم.
وتم تقديم أمثلة ملموسة في قطاعات مختلفة (السيارات، الطاقات المتجددة، الرقمي، الزراعة الغذائية، النقل إلى الخارج)، بما في ذلك Aptiv، و Hirschmann Oujda، و Aeolon، و Tessi، و Majal Berkane، والمشاريع التي يقودها المغاربة المقيمون في الخارج.

كما تم الاعلان عن افتتاح منشأة مجموعة SII بوجدة: ويعتبر افتتاح مجموعة SII (شركة استشارية في مجال الهندسة والخدمات الرقمية) بوجدة شور بمثابة “محطة حاسمة” في التطور التكنولوجي للمنطقة الشرقية. ويهدف هذا المشروع إلى خلق 500 فرصة عمل مباشرة، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من جانب اللاعبين الدوليين في إمكانات المنطقة.

ومن خلال الملف الصحفي الذي تم اعداده بالمناسبة، سلطت الوثيقة الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلت منذ إطلاق المبادرة الملكية في عام 2003 لتحويل المنطقة الشرقية إلى مركز اقتصادي جذاب وتنافسي. كان الاجتماع الذي عقد في 18 مارس 2025 بمثابة منصة للاحتفال بالنجاحات السابقة، وتقديم الفرص الحالية (خاصة داخل تكنوبول وجدة وميناء الناظور غرب المتوسط)، والإعلان عن استثمارات استراتيجية جديدة. ويتم التركيز على تحديث البنية التحتية، وتطوير نظام بيئي صناعي متنوع، وتأهيل رأس المال البشري، ودعم المستثمرين من خلال مؤسسات مثل MedZ وCRI de l’Oriental. وتعزز شهادات الشركات التي نجحت في ترسيخ وجودها رسالة المنطقة التي تشهد نموا كاملا، وتوفر بيئة أعمال مواتية وإمكانات مستقبلية كبيرة داخل المغرب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. إن الافتتاح الأخير للمقر الرئيسي الجديد لمعهد البحوث الصناعية ووصول لاعبين رئيسيين مثل معهد البحوث الصناعية في قطاع التكنولوجيا يشير إلى مرحلة جديدة من التنمية تركز على الابتكار وخلق فرص العمل ذات القيمة المضافة العالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى